لم تتردد الولاياتالمتحدةالأمريكية - راعية الأرهاب الأولى في العالم ورمز الإستكبار العالمي - منذ الأيام الأولى للحرب التي تقودها السعودية على اليمن بمشاركة عدد من الدول الحليفة في الإعلان صراحة عن دور واشنطن الحيوي والمباشر والأساسي في هذه الحرب الكونية واسهامها إلى حد كبير في دعم واسناد عملياتها العسكرية جوا وبرا وبحرا إن لم تكن في الأساس والواقع هي حرب أمريكية بإمتياز أو حرب بالوكالة تديرها واشنطن عبر أدواتها المعروفين عربيا وإقليميا ودوليا على النحو الذي يخدم واشنطن وينسجم مع خدمة المصالح الأمريكية في المنطقة والعالم !. ولا شك أن الحرب التي أعلن وزير الخارجية السعودي عادل جبير انطلاقها على اليمن في شهر مارس من عام 2015 م من واشنطن وليس من الرياض تحت مسمى « عاصفة الحزم وتقودها في الظاهر مملكة آل سعود هي حرب أمريكية أعدت ورسمت خططها العسكرية في البيت الأبيض ووزارة الدفاع الأمريكية « البنتاغون» ويشرف على مسارها وتطوراتها ويتحكم في مجراها وتفاصيلها الأمريكان وما السعودية ودول تحالف العدوان على اليمن إلا مجرد أدوات ووسائل تستخدمها واشنطن وتوجهها كيفما تشاء وهذا بإعتراف أمريكي رسمي صريح وموثق . وفي تصريحات له غير مرة وفي مناسبات مختلفة كرر الرئيس الأمريكي الحالي رولاند ترامب تأكيداته أن الحرب الحالية التي تقودها السعودية في الظاهر على اليمن هي حرب أمريكية مباشرة وجزء لايتجزأ من خطط استراتيجية وضعتها واعتمدتها واشنطن وحلفاؤها الغربيون ومعهم إسرائيل لإعادة ترتيب أوضاع وأوراق المنطقة وإعادة توزيع الأدوار الجديدة التي تسمح بظهور أمر قوى واختفاء وسقوط قوى أخرى على الساحة الإقليمية والدولية وأن حرب اليمن استكمال لما بدأ في بلدان عربية واسلامية شملها الإستهداف الأمريكي والصهيوني والغربي كليبيا والعراق وسوريا ولبنان ومصر والسودان وغيرها . وقال ترامب صراحة : « لولا الدعم والحماية الأمريكية المباشرة للسعودية لسقطت منذ زمن ولما استمرت وصمدت أكثر من اسبوع». وطالب الرئيس الأمريكي ترامب الرياض بدفع الأموال لبلاده نظير الحماية العسكرية لها ووصف السعودية بالبقرة الحلوب . وعلى هذا المنوال والنهج توالت تصريحات المسؤولين الأمريكيين الآخرين - وزراء وسفراء وقادة عسكريين وديبلوماسيين وغيرهم- الذين يبتزون الرياض ماليا وإقتصاديا بإعتبارها بقرتهم الحلوب التي تدر لهم حليبهم المبتغى - العشرات والمئات من مليارات الدولارات التي حصلوا وسيحصلون عليها من مملكة آل سعود في صفقات عسكرية واتفاقيات تجارية موقعة أو بطرق أخرى ملتوية وغير ملتوية وهو مكسب ضخم لايمكن ان تفرط به واشنطن بسهولة وهي تحرص عليه أيما حرص . وتأكيد لما تقدم ذكره والإشارة إليه ضمن السياق بشأن حقيقة الحرب الأمريكية الحالية على اليمن بأدواتها ووسائلها وقواها العربية والإقليمية ففي وقت سابق من شهر سبتمبر المنصرم صرح المحلل العسكري الأمريكي « رونالد جيمي» المشهور في تحليلاته العسكرية لدى البنتاغون قائلا عن الحرب الحاصلة في اليمن :» لقد كان التخطيط مع المملكة السعودية لإسقاط الحوثيين والجيش اليمني التابع لهم مدروساً وفق أعلا درجات التنسيق كما أن بنك الأهداف المستهدفة كانت مرصودة بعناية فائقة عن طريق الأقمار الصناعية والطائرات بدون طيار «. وأضاف :» لقد لعبت قيادات عسكرية مناوئة للحوثيين والجيش التابع لهم بتوفير معلومات نفيسة « حسب تعبيره. مشيرا إلى أن جماعة حزب الإصلاح الإخواني في اليمن أمدوا واشنطن ودول تحالف العدوان بمعلومات مهمة ومتواصلة طيلة فترة الحرب المستعرة منذ خمس سنوات. وقال المحلل العسكري الأمريكي جيمي في تصريحاته التي تناقلتها وسائل الإعلام المختلفة :» لقد عملنا ضمن غرف عمليات مشتركة ووفرنا كبار مستشاري الولاياتالمتحدة كضباط مناوبين في غرفة العمليات مع السعودية « . وأردف يقول :» وقمنا بتزويد السعودية بصواريخ وأجهزة توجيه عالية الدقة وقنابل ذات قدرة عالية على التدمير». وقلل جيمي :» كنا نتوقع أن لا تستمر فترة الضربات الجوية لشهر كوننا نواجه جيش بلد فقير والحوثيين ذي تسليح محدود بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة لكن كل خططنا وتوقعاتنا مع وجود ألاف من قوات هادي وألاف مضاعفة من مليشيات الإصلاح والأحزاب المتحالفة ضمن الشرعية أي بقوة توازي قوة الحوثيين والجيش التابع لهم إلا أننا لم نستطع أن ندرك حتى هذه اللحظة سر قوة الجيش اليمني والحوثيين ( أنصار الله». وأقر المحلل العسكري الأمريكي بإستحالة هزيمة الجيش اليمني واللجان الشعبية الرديفة له من أنصار الله قائلا :» لقد اتضح لنا أن الجيش اليمني والحوثيين أقوى جيش ويمتلكون شجاعة اسطورية حيرتنا وجعلتنا نعترف في أعماق أنفسنا أنهم يستحقون الإعجاب والتقدير « . ومضى يقول : « لقد نجحنا بغزو العراق بظرف أسابيع وأرغمنا يوغسلافيا على الإستسلام باسابيع لكننا في اليمن وجدنا الحوثيين والجيش التابع لهم قوة إسطورية خارقة «. ولم يخف المحلل والخبير العسكري الأمريكي جيمي اعجابه وانبهاره بما جسده جيش اليمن ولجانه الشعبية من بطولة وصمود قائلا:» حقا إن اليمن هي أصل الحضارة والتاريخ إننا لم نعترف مطلقاً بشجاعة من قاتلناهم وخططنا لضربهم لكن هؤلاء البسطاء من الحوثيين وجيشهم أجبرونا أن نهابهم ونعترف بأنهم أشجع وأشرس مقاتلين على الكرة الأرضية «. ولا نجد تعليقاً أنسب على اعتراف الأعادي بصمود وبطولة وثبات وبسالة أبطال اليمن الذين يواجهون ويخوضون حربا كونية تستهدف البلاد من القول : لله درهم هؤلاء الأبطال الذين عقمت الحرائر ان تلد امثالهم وبوركت هي من أرض ستظل ولادة لمثل هؤلاء من أبناء أولي القوة والبأس الشديد قوم بلقيس من تبع وسبأ وحمير وغيرهم !.