14 اكتوبر يوم استثنائي في تاريخ اليمن المعاصر رغم التحديات الراهنة وضبابية الاوضاع العالقة.. يكفينا فخراً ومجداً ان هزمنا الامبراطورية التي لا تغيب الشمس عنها ولقناها دروساً في الوطنية والبطولة والتضحية والفداء لن تنساها طوال حياتها.. إنه يوم تاريخي بل علامة فارقة في تاريخ اليمن قديماً وحديثاً.. قدم فيه الثوار الاحرار من ابناء اليمن الشرفاء الاوفياء اغلى واثمن ما يملكون دفاعاً عن ارضهم وعرضهم وحريتهم وكرامتهم بالرغم من الرياح الحمراء والصفراء العاصفة التي حاولت ثني عزائهم بسبب المشاحنات السياسية والصراعات الفكرية والخلافات الطائفية والمصالح المرتبطة بأوراق وأجندات خارجية اقليمية ودولية.. لذا ينبغي علينا في هذه المرحلة المفصلية الفارقة في تاريخ اليمن المعاصر مراجعة اوراق ووثائق المسار الحقيقي للثورة الاكتوبرية التي شابها الكثير من دنس العملاء والخونة والمنافقين واذنابهم الذين في كل وادٍ يهيمون، وفي كل مدن النفاق يتنزهون ويتنعمون هؤلاء النفر النشاز اتباع آل زايد يحاولون اليوم اعادة بوصلة الاستعمار بثوب وعقال الاعراب البدو الذين يمارسون مهام وادوار الرهبان الجدد في المنطقة.. فيا ترى بعد 56 عاماً من عمر الثورة الاكتوبرية المجيدة والانتفاضات الصارمة التي قادها الثوار الاحرار البواسل آنذاك ضد الاستعمار البريطاني يحاول الغزاة الزمرة الخونة التابعين لدويلة الامارات ان يعيدوا احداث ووقائع التاريخ الى ما قبل 56 عاماً واليمن يمر بمرحلة حساسة ومخاض عسير بسبب الحرب العدوانية من قبل النظام السعودي وحلفائه من المنافقين والمرتزقة.. يا ترى هل تكون هذه الذكرى فرصة مواتية ومناسبة لمراجعة حساباتنا واخطائنا وسلبياتنا لكافة المراحل التي مرت بها الثورة الاكتوبرية منذ الارهاصات الاولى وحتى يومنا هذا لعل الاجيال القادمة تستفيد من تلك التجارب في ظل استعمار بثوب قديم جديد.. هذا إذا كنا حقاً قد تعلمنا من دروس وتجارب الماضي لما وصلنا الى ما وصلنا اليه.. وقد يصدق علينا قول كارل ماركس صاحب النظرية الاشتراكية : (الثورات العظيمة اثبتت انها تغير كل شيء الا الانسان).. من ندرك ان حجب اشعة الشمس ضرب من المستحيل مهما مكر الماكرون، وتماكر المتماكرون، وتنطع المتنطعون فمصيرهم مصير من سبقوهم من السابقين الذين اندثرت اسماءهم، وقذفت بهم في مزابل التاريخ واصبحت نسياً منسياً.. فالذين يحلمون بعودة عقارب الساعة الى الوراء عليهم ان يرحلوا بسلام قبل ان يداسوا بأقدام الرجال الشرفاء الاوفياء لاوطانهم وشعوبهم.. لذا على جميع الفرقاء والخصوم ان يدركوا ان ساعة الصفر قد اقتربت، وان كل اوراقهم واجنداتهم قد كشفت، واصبحوا قاب قوسين او ادنى من الانهيار والانكسار، وما عليهم الا ان يرحلوا قبل ان يحملوا في توابيت الموتى وتلعنهم الاجيال والشعوب والتاريخ فالذين دنسوا اياديهم بالعمالة والخيانة والارتزاق عليهم ان يعيدوا قراءة التاريخ القديم جيداً بما آلت اليه الامم والشعوب والممالك السابقة كيف سادت ثم بادت.. “وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون”..