بقدوم المولد النبوي الشريف مولد النور والعزة والكرامة مولد الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم.. يستعد شعبنا اليمني لأحياء المولد النبوي الشريف الذي يجسد الحب العظيم لنبي الأمة في قلوب محبيه, ويتميز الاحتفاء في اليمن بأن الجميع على استعداد لإحيائه كل بطريقته كمناسبة تنافسية تليق بحب المصطفى محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم ويدل هذا الاحتفاء على مدى الوعي المجتمعي المسلم المتمسك بنبيه الأعظم فالعدو يراهن على ابتعاد الأمة عن النبي وعلى خذلان المسلمين للنبي وخذلان أهل بيته عليه وعليهم السلام. وبينما يستعد شعبنا هذه الأيام لإحياء المولد النبوي الشريف وفي مثل كل عام ومع قدوم المولد النبوي يكرر الأعداء اسطوانتهم المشروخة لثني الشعب اليمني عن التعبير عن موقفه تجاه ما يحدث انطلاقاً من هويته العربية الإسلامية, تلك الاسطوانة والادعاءات التي تعيد تدوير الفتاوى الوهابية بأن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف “ بدعة “ تلك الادعاءات التي باتت محط سخرية خصوصاً في السنوات الأخيرة بعد أن بدأت معقل الوهابية السعودية تقيم الاحتفالات برأس السنة الميلادية ذكرى مولد النبي عيسى عليه السلام وتطلق الألعاب النارية كما يحتفلون بميلاد ابن سلمان وما يسمونه أعياداً وطنية التي كانت محرمة بالسابق بفتاوى رسمية بالإضافة إلى أن ابن سلمان اعترف في مقابلة لمجلة “التايم” الأمريكية أن السعودية نشرت الوهابية بطلب من حليفها الأمريكي لمواجهة الاتحاد السوفيتي في الثمانينات وان الفكر الوهابي ليس فكر السعودية.. وبالتالي كيف يعيد الأعداء والمرتزقة مثل هذه الفتاوى الوهابية بشأن المولد النبوي. يعني يحتفل بيوم الكريسمس وعيد الحب وعيد الفصح وعيد رأس السنة وعيد ميلاده وعيد زواجه ويوصل لذكرى المولد النبوي ويقول بدعة, فإذا كان احتفالنا بالمولد النبوي بدعة.. دعونا نبتدع في الدين بالصلاة على النبي وذكر فضائله وتجديد العهد له وسنصيح “لبيك يا رسول الله” حتى يبكي قهراً أعداء الدين وأعداء رسول الله من باعوا دينهم وأرضهم وعرضهم مقابل حفنة من الريالات والدراهم. وكما قال الشيخ الشعراوي- رحمة الله تغشاه- “إذا كنا نحتفل هذه الأيام بميلاد خير الخلق فإنما نحتفل في إطار قوله تعالى: “وذكرهم بأيام الله”.. أيام الله تكون نصراً لدينه وخذلاناً لأعدائه.. ولكن الأيام صرف للأحداث فالأيام والزمن يشوف بالحدث الذي يقع فيه وإذا كان رسول الله هو الخاتم ولا معقب بعده على منهج من مناهج السماء.. فإننا نعتبر البعثة يوماً والهجرة يوماً والنصر في كل غزوة يوماً ولكنها هذه الأيام كلها فرع عن يوم الميلاد”.. إذاً فيوم الميلاد هو الأصل الأصيل التي تتفرع عنه سائر الأيام التي نذكر الناس بها.. ولو عرف أعداؤنا بالمشاعر التي تجتاحنا ونحن نستعد بكل طاقتنا ونتنافس بيننا لإقامة احتفالات ذكرى المولد النبوي لما لامونا وربما عاشوا معنا لحظات التيم والعشق بهذه السيرة العطرة التي نبكي شوقاً لقدومها لترسخ فينا معاني الجهاد والبذل لنشمر عن سواعدنا ونتآزر ونزداد قوة في مواجهتهم. وتمثل أهمية الاحتفال بالمولد النبوي الشريف بالطريقة المشرفة التي عادة ما تمثل انتصاراً للشعب اليمني وهزيمة لأعدائه إضافة للرسائل القوية التي توجهها مظاهر الاحتفاء بالمولد النبوي.. وهذه الأبيات من قصيدة الشاعر المبدع معاذ الجنيد والتي يقول فيها: يا سيدي صليت عليك قلوبنا شوقاً.. يقوم بها الحنين ويقعد صلى عليك سلاحنا ورجالنا من ناصروك وجاهدوا واستشهدوا صلى عليك ثباتنا وصمودنا وجهادنا.. وهو الطريق الأوحد..
