كهرباء تجارية تدخل الخدمة في عدن والوزارة تصفها بأنها غير قانونية    استشهاد امرأة وطفلها بقصف مرتزقة العدوان في الحديدة    الحكومة: الحوثيون دمّروا الطائرات عمدًا بعد رفضهم نقلها إلى مطار آمن    مجزرة مروعة.. 25 شهيدًا بقصف مطعم وسوق شعبي بمدينة غزة    الرئيس المشاط يعزّي في وفاة الحاج علي الأهدل    صنعاء تكشف قرب إعادة تشغيل مطار صنعاء    وزير النقل : نعمل على إعادة جاهزية مطار صنعاء وميناء الحديدة    بيان مهم للقوات المسلحة عن عدد من العمليات العسكرية    سيول الأمطار تغمر مدرسة وعددًا من المنازل في مدينة إب    الأتباع يشبهون بن حبريش بالامام البخاري (توثيق)    الاتحاد الأوروبي يجدد دعوته لرفع الحصار عن قطاع غزة    الصاروخ PL-15 كل ما تريد معرفته عن هدية التنين الصيني لباكستان    صنعاء .. هيئة التأمينات والمعاشات تعلن صرف النصف الأول من معاش فبراير 2021 للمتقاعدين المدنيين    الزمالك المصري يفسخ عقد مدربه البرتغالي بيسيرو    لجنة الدمج برئاسة الرهوي تستعرض نتائج أعمال اللجان الفنية القطاعية    صنعاء .. الصحة تعلن حصيلة جديدة لضحايا استهداف الغارات على ثلاث محافظات    فاينانشال تايمز: الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض رسوم جمركية على بوينغ    خبير دولي يحذر من كارثة تهدد بإخراج سقطرى من قائمة التراث العالمي    وزير الشباب والقائم بأعمال محافظة تعز يتفقدان أنشطة الدورات الصيفية    وزارة الأوقاف تعلن بدء تسليم المبالغ المستردة للحجاج عن موسم 1445ه    الجنوب.. معاناة إنسانية في ظل ازمة اقتصادية وهروب المسئولين    قيادي في "أنصار الله" يوضح حقيقة تصريحات ترامب حول وقف إطلاق النار في اليمن    اليوم انطلاق منافسات الدوري العام لأندية الدرجة الثانية لكرة السلة    اسعار الذهب في صنعاء وعدن الاربعاء 7 مايو/آيار2025    دوري أبطال أوروبا: إنتر يطيح ببرشلونة ويطير إلى النهائي    عشرات القتلى والجرحى بقصف متبادل وباكستان تعلن إسقاط 5 مقاتلات هندية    النمسا.. اكتشاف مومياء محنطة بطريقة فريدة    دواء للسكري يظهر نتائج واعدة في علاج سرطان البروستات    مكون التغيير والتحرير يعمل على تفعيل لجانه في حضرموت    إقالة بن مبارك تستوجب دستوريا تشكيل حكومة جديدة    بذكريات سيميوني.. رونالدو يضع بنزيما في دائرة الانتقام    لماذا ارتكب نتنياهو خطيئة العُمر بإرسالِ طائراته لقصف اليمن؟ وكيف سيكون الرّد اليمنيّ الوشيك؟    تتويج فريق الأهلي ببطولة الدوري السعودي للمحترفين الإلكتروني eSPL    في الدوري السعودي:"كلاسيكو" مفترق طرق يجمع النصر والاتحاد .. والرائد "يتربص" بالهلال    وزير التعليم العالي يدشّن التطبيق المهني للدورات التدريبية لمشروع التمكين المهني في ساحل حضرموت    طالبات هندسة بجامعة صنعاء يبتكرن آلة انتاج مذهلة ..(صورة)    بين البصر والبصيرة… مأساة وطن..!!    التكتل الوطني: القصف الإسرائيلي على اليمن انتهاك للسيادة والحوثي شريك في الخراب    بامحيمود: نؤيد المطالب المشروعة لأبناء حضرموت ونرفض أي مشاريع خارجة عن الثوابت    الرئيس المشاط: هذا ما ابلغنا به الامريكي؟ ما سيحدث ب «زيارة ترامب»!    النفط يرتفع أكثر من 1 بالمائة رغم المخاوف بشأن فائض المعروض    الوزير الزعوري: الحرب تسببت في انهيار العملة وتدهور الخدمات.. والحل يبدأ بفك الارتباط الاقتصادي بين صنعاء وعدن    إنتر ميلان يحشد جماهيره ونجومه السابقين بمواجهة برشلونة    أكاديميي جامعات جنوب يطالبون التحالف بالضغط لصرف رواتبهم وتحسين معيشتهم    ماسك يعد المكفوفين باستعادة بصرهم خلال عام واحد!    لوحة بيتا اليمن للفنان الأمريكي براين كارلسون… محاولة زرع وخزة ضمير في صدر العالم    لوحة بيتا اليمن للفنان الأمريكي براين كارلسون… محاولة زرع وخزة ضمير في صدر العالم    انقطاع الكهرباء يتسبب بوفاة زوجين في عدن    رسالة من الظلام إلى رئيس الوزراء الجديد    وزير الصحة يدشن حملات الرش والتوعية لمكافحة حمى الضنك في عدن    يادوب مرت علي 24 ساعة"... لكن بلا كهرباء!    صرخةُ البراءة.. المسار والمسير    متى نعثر على وطن لا نحلم بمغادرته؟    أمريكا بين صناعة الأساطير في هوليود وواقع الهشاشة    المصلحة الحقيقية    أول النصر صرخة    مرض الفشل الكلوي (3)    أطباء تعز يسرقون "كُعال" مرضاهم (وثيقة)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تاريخ اليمن .. مقبرة الغزاة.. للباحث / عبدالله بن عامر ( الحلقة (27)
نشر في 26 سبتمبر يوم 12 - 11 - 2019

بحث مقارن لحملات الغزاة المتعاقبة على اليمن عبر التاريخ خلص إلى أن الغزاة لايستفيدون من التجارب
المكر والخداع ساعدا القائد الأيوبي وردسار على البقاء في اليمن أطول مدة وأكسبه ذلك خبرة في التعامل مع القبائل اليمنية
الهزائم المتلاحقة التي مني بها الأيوبيين اضطرت قائدها المخادع وردسار إلى تغيير سياساته الحربية
نستكمل حلقتنا لهذ العدد عرض الفصل السابع من هذا البحث والذي تناولنا في حلقات سابقة استعراض الجزء الأكبر منه والذي خصصه الباحث للغزو الأيوبي لليمن في القرن الحادي عشر الميلادي لنضع القارئ أمام صورة مكبرة ومقربة لتصرفات الولاة الأيوبيين وفسادهمومجازرهم الفضيعة الذي أدى إلى ثورة الشعب اليمني عليهم في معارك عديدة، فإلى الحصيلة:
عرض/ امين ابو حيدر
معركة حضور :
كما أشرنا فإن عودة سنقر إلى صنعاء بعد أن حقق أهدافه في زبيد وعدن كانت إيذانا بفتح الحرب مع الإمام فلم يصبر الأيوبيون حتى انتهاء مدة الصلح فسارع ورد سار إلى إرسال جنوده لنهب قرى تقع ضمن مناطق نفوذ الإمام وقاد بنفسه حملة عسكرية توجهت إلى حضور وعسكر في موضع يسمى الحماير فاحتشد أهل تلك البلاد واستعدوا للقتال وشنوا الهجوم على معسكر ورد سادر واستمرت المعركة حتى تمكن الأهالي من إلحاق هزيمة كبيرة بجيش ورد سار واغتنام كميات كبيرة من الأسلحة والأموال وقد تراجع ورد سار مع من نجا من جنود منكسرين إلى صنعاء .
وجرت معركة أخرى بالتزامن مع معركة الحماير وذلك في إحدى القرى التابعة أو المحسوبة ضمن مناطق نفوذ الإمام التي تعرضت لهجوم إحدى الفرق العسكرية الأيوبية بقيادة أحد القادة ويدعى سنقر النوري فمع اقتراب الفرقة استصرخ الأهالي بالمطهر بن إبراهيم أخي صفي الدين الذي توجه على رأس عشرين رجلاً لقتالهم فتمكنوا رغم قلة عددهم من هزيمة الأيوبيين الذين فروا عائدين إلى جهة صنعاء واستمرت مطاردتهم إلى محل ابن قيداس شرق الرحبة ويقول كاتب السيرة المنصورية: ولم يكن رجل من الغز في ابتداء دولتهم يحدث نفسه بأن عشرة من العرب يقومون له .
معارك شبام :
أثناء ما كان الإمام في مأرب أمر ورد سار جنوده بالتأهب للخروج إلى الظاهر وصعدة فقام بنقض الصلح بينه وبين بني حاتم وفي تلك الفترة أصبحت ضمن مناطق نفوذ الإمام بموجب دخول أهلها في طاعته ،وقد شن جنود ورد سار الغارات على القرى في مناطق نفوذ بني حاتم حتى أن الكثير من الأهالي غادروها فلم يجد الأيوبيون سوى المال لنهبه .
وقد عمل مرض ورد سار على تأجيل خروجه فأراد شوابة وعندما علم الإمام أرسل إليها عدداً من جنوده للدفاع عنها وأمر بنقل ما بها من أموال وطعام إلى حصن ذي مرمر وتقدم ورد سار إلى بلاد بني شهاب وكانوا قد امتنعوا في بلادهم ورفضوا تسليم أي خراج أو ضرائب فلما علم اجتماعهم تركهم وتقدم إلى متنة بينما كان عماد الدين قد جمع الكثير من الجنود إلى شبام إلا أن تأخر قدوم الأيوبيين دفع بالكثير منهم إلى المغادرة ثم تقدم الأيوبيون إلى وادي المغمة ثم إلى مدينة شبام وجرت المعركة عند أسوارها ولم يكن مع عماد الدين سوى قلة من المقاتلين من أهل مسور وأهل ثلا وأهل الضلع وبني الزواحي ولم يكن معهم إلا خمسة خيول فقط ومع ذلك استبسلوا في الدفاع عن المدينة وتمكنوا من رد المعتدين .
وفي اليوم التالي تقدم ورد سار بنفسه للقتال وقد حاول إسقاط شبام والاستيلاء عليها من خلال خطة حربية تمثلت في الهجوم عليها من جهتين الأولى من الجهة الإمامية والثانية من الجهة اليسرى من باب الأهجر وكان عماد الدين قد جمع المقاتلين وعمل على رفع روحهم المعنوية للصمود وما إن اقترب الأيوبيون حتى اشتبك الطرفان في معركة حامية الوطيس استمرت طوال النهار وخلالها تمكن الأيوبيون من دخول المدينة إلا أن المدافعين لم يستسلموا بل واصلوا القتال رغم فرض الحصار عليهم وقد أدى استبسال اليمنيين في المعارك داخل المدينة إلى مقتل 24 أيوبياً ناهيك عن العشرات من الإصابات ومما يدل على أهمية الروح المعنوية في القتال ما حدث في تلك المعركة من جانب المدافعين فما إن أنهى عماد الدين يحيى بن حمزة كلمته في المقاتلين حتى هبوا للدفاع عن المدينة بإمكانياتهم الذاتية واستمر الشيخ مرحب بن سليمان الحرازي في رفع الروح المعنوية أثناء المعركة فقد كان بصوته القوي يحرض الناس على الجهاد وعدم الاستسلام وقاتل قتالاً شديداً حتى قُتل وهو يحمدالله .
أما ورد سار وجنوده فقد انكسروا رغم كثرة عددهم ونوعية عتادهم وكفاءتهم القتالية وبعد أن كانوا يحاصرون شبام فرض عماد الدين الحصار عليهم فباتوا ليلتهم جائعين قبل أن يعودوا إلى صنعاء .
وقد قال الإمام في تلك المعركة شعراً مدح فيه صمود المدافعين وذكرهم بقبائلهم وأنسابهم وترحم على الشهداء ،وأثناء حروب شبام انضم أحد أهم القادة الأيوبيين ويدعى محمد بن كز إلى الإمام .
معارك ريدة :
بذريعة عدم دفع الأهالي الضرائب المفروضة عليهم جهز ورد سار حملة عسكرية توجهت إلى الظاهر وكان يهدف من تلك الحملة الوصول إلى صعدة لتأكيد السيطرة عليها إضافة إلى جمع الأموال من الفلاحين أو نهب أموالهم بالقوة ناهيك عن أنه اعتمد على وسيلة أخرى لجني المزيد من الأموال وكذلك تحقيق أهداف سياسية تتمثل في تغذية الصراعات بين اليمنيين ولعل هذه الظاهرة التي لم يتطرق إليها الكثير من المؤرخين تكشف لنا مستوى ما وصل إليه الأيوبيون من فساد ،فعندما وصل ورد سار إلى منطقة ريدة قدم إليه قوم من بني زهير فبذلوا له المال مقابل الأخذ بثأر لهم عند أهل نياعة ودون أن يتعرف على حقيقة ادعاء بني زهير فقد سارع بالنهوض إلى بني نياعة وحاصرهم إلا أنهم استماتوا في الدفاع عن منطقتهم حتى تمكنوا من هزيمة ورد سار شر هزيمة فاضطر إلى العودة خائباً، وهكذا كان القادة الأيوبيون يستغلون قوتهم العسكرية في الاعتداء على الأهالي دون أية أسباب سوى الحصول على المال بغض النظر عن مشروعية تلك الممارسات ، وبعد الفشل في نياعة توجه ورد سار إلى منطقة سودان وهناك ارتكب جرائم القتل بحق الأهالي ثم انتقل إلى البون وتوقف في بيت ذانب ومنها تقدم إلى درب اللومي ناحية بني صريم وأمر جنوده بنهب ما في تلك المنطقة من الأموال إلا أن قوماً من بني صارع من آل يزيد حي مرهبة تصدوا ببسالة للأيوبيين حتى تمكنوا من إبعادهم عن منطقتهم .
أما الإمام فعندما علم بقدوم الحملة العسكرية الأيوبية وكان حينئذ بحوث جهز عشرات المقاتلين وحشد القبائل للقتال وعندما بلغ ذلك ورد سار توقف عن التقدم وقرر العودة إلى صنعاء، وتكشف لنا تلك الحملة حجم الوحشية الأيوبية في ظلم المزارعين والأهالي الذين كانوا منصرفين إلى أعمالهم الزراعية ولم يكونوا على استعداد للقتال حتى أن معظم الأهالي كانوا قد أخلوا القرى ولجأوا إلى الجبال والحصون المنيعة، وما إن غادر الأيوبيون حتى عادوا إلى منازلهم وإلى أعمالهم في الأرض حتى أولئك الذين كانوا من أتباع الأيوبيين لم يأمنوا من غدرهم وشرهم رغم ما قدموه وبذلوه في سبيلهم، فها هو منصور بن زياد أحد كبار الموالين للأيوبيين يتقدم إلى ورد سار طالباً منه المعونة فرد عليه بإضرام النار على رأسه وأما علي بن عطاف من آل حسان فقد سابق جماعة من جنود وردسار على فرس فقُتل هو الآخر وأثناء ما كان ورد سار في معسكره بحدقان أمر بهدم قرية عجاز وتوجه إلى ناعط يريد نهبها وهدمها فهرب أهلها رغم أنهم كانوا يومئذ من مناطق نفوذ الأيوبيين .
وقد أراد التقدم بعد ذلك إلى بني زهير مرة أخرى لقتالهم، فأمر الإمام أتباعه بالدفاع عن جبل بني زهير وعندما علم ورد سار بذلك سارع إلى الانسحاب ، وفي تلك الفترة قرر الإمام بناء حصن ظفار.
معركة مطرة :
في 12 أبريل 1204م جرت معركة تعتبر من أشرس المعارك بين اليمنيين والأيوبيين فبعض المصادر التاريخية تشير إلى أن الأيوبيين حشدوا الكثير من جنودهم فيما حشد الإمام أتباعه بقيادة شقيقه إبراهيم بن حمزة وقد التقى الفريقان في مطرة شرق نهم وأدت تلك المعركة إلى وقوع خسائر كبيرة في صفوف الطرفين إلا أن الخسائر في صفوف اليمنيين كانت أكبر وقد استشهد فيها إبراهيم بن حمزة وتسمى تلك المعركة بيوم نصف .
وعقب انتصار الأيوبيين قاموا بالتمثيل بالجثث سيما جثة شقيق الإمام الذي فصل رأسه عن جسده ثم طافوا بالرأس في الأسواق لتأكيد انتصارهم وقوتهم .
وقد استمرت الحرب طوال ذلك العام وفشلت المحاولة الثانية لتحقيق الهدنة والصلح بين الطرفين ، وأعقب ذلك صلح يتضمن الهدنة لمدة عشر سنوات على أن يسلم ورد سار الرهائن من بني صريم وبني شاور والأهنوم وبكيل .
وأثناء مكوث ورد سار بصنعاء أمر ببناء دار له فقام جنوده بهدم عدد من دور صنعاء من أجل عمارة داره الخاص حتى قال : لأخربن صنعاء حتى يقال: تولاها كردي فأخربها وما أبقى لها أثرًا .
وضع المقاومة ومعركة بيت يرام :
تظهر أحداث تلك الفترة ضعف المقاومة وشحة إمكانياتها حتى أنها لم تكن قادرة على إدارة الحصون التي كانت تحت سيطرتها كحصن كوكبان الذي اضطر الإمام إلى تسليمه للأيوبيين الأمر الذي أزعج عامة الناس ودفع المناهضين إلى اتهامه بالتفريط وكان تسليم الحصن ضمن اتفاق بين الإمام وورد سار تضمن أيضا هدنة مدتها سنتان وعشرة أيام وعشر ساعات، وقد استمرت ممانعة الأهالي لتسليم الحصن للأيوبيين حتى تقدم لاستلامه ما يقارب أربعمائة جندي الذين وصلوا إلى بيت يرام وقد استعدت القبائل لقتالهم وجرت هناك معركة شديدة جرح فيها الكثير من الأيوبيين واضطر ورد سار إلى مصالحة الأهالي .
أما عن أوضاع الأيوبيين الذين كانوا في صف الإمام فلم يتبقَ معه إلا ثلاثون فارساً وقد هرب أغلبهم بعد أن شاهدوا عودة الأيوبيين إلى قوتهم السابقة إضافة إلى إدمانهم الخمر في وقت كان الإمام يحرم شربه ويحارب من يتعاطاه بل إن قضية شرب الخمر أخذت الكثير من وقت الإمام لدرجة أن أغلب رسائله للقادة الأيوبيين وكذلك للمشائخ والعلماء تتطرق إليها ،فقد كان الإمام يرى أن ترك شرب الخمر وتحريم بيعه سبباً من أسباب التوقف عن حرب الأيوبيين فيما لو التزموا بمنعه فكان ذلك يبدو صعباً إن لم يكن مستحيلاً كون معظم الجنود والقادة كانوا يقضون الكثير من أوقاتهم في شربه.
معركتا حبابة وثلا :
لم تتوقف مؤامرات القادة الأيوبيين للقضاء على الإمام أو على الأقل إضعافه وعلى ما يبدو أن فترة بقاء ورد سار باليمن قد أكسبته خبرة التعامل مع القبائل اليمنية ومع مراكز النفوذ المؤثرة فنجده يقترب من سلاطين آل حاتم لنفوذهم وقوة شوكتهم وكانوا وقتها من أهم حلفاء الإمام فقام ورد سار بمنح بشر بن حاتم ثلث مطرة وكانت هذه المنطقة من مناطق الإمام وضمن الاتفاق الأخير بينهما، غير أن ورد سار أخل بذلك ورأى ضرورة المباعدة بين بني حاتم والإمام ولو كان ذلك يقتضي نقض الاتفاق مع الإمام ، واستمر في انتهاك الاتفاق باتخاذ أسلوب آخر تمثل في تنفيذ اغتيالات طالت كبار أتباع الإمام إضافة إلى عمليات النهب الواسعة والغارات التي كانت تستهدف القرى الداخلة في طاعة الإمام كمناطق رهبة التي نهب منها الأيوبيون ما يقارب ألفي رأس غنم وحدثت غارة أخرى على منطقة من مناطق الإمام غير أن الأهالي صمدوا في وجه المعتدين وتمكنوا من دحرهم.
أما من ناحية الإمام فقد استمر في الالتزام بما اتفق عليه مع الأيوبيين فكان يبعث بالرسل حاملين الرسائل المحذرة من نقض العهود والداعية إلى ترك كل ما يخالف ما تم التوافق عليه والتذكير بما كان من اتفاقات ودعا الإمام ورد سار بعدة رسائل بعثها إليه إلى الكف عن الهجوم على الأهالي في القرى ونهب أموالهم فرد عليه ورد سار بأنه لابد من عقاب إحدى تلك القرى حتى يدفع أهلها ثمن بغلتين كانتا للأيوبيين يبدو أن الأهالي استولوا عليهما أثناء الهجوم ، ومن نقض الاتفاق أيضا فرار أحد الكرد بخيل تابع للإمام فتحايل ورد سار حتى لا يعيد الخيل ولعل الأبشع من كل تلك التجاوزات هو احتجاز عدد من أهالي ثلا وإدخالهم السجن وتعذيبهم .
ورغم كل تلك الجرائم إلا أن الإمام لم يرد بشكل جدي على ذلك فقد ظل يبعث بالرسائل التذكيرية والتحذيرية في وقت كان أتباعه أيضا لا يترددون في الهجوم على أيّة قرية يتقاعس أهلها عن دفع ما عليهم من واجبات أو يظهرون التذمر تجاه عمال الإمام ، لكننا نجد أن ذلك لم يستمر طويلاً فقد استجاب عماد الدين يحيى بن حمزة لاستغاثة أهل قرية حبابة من شبام وتقدم على رأس مجموعة من المقاتلين من ثلا لحرب الأيوبيين الذين هجموا على القرية ونهبوا أموال الأهالي وجرت معركة بين الطرفين انهزم فيها الأيوبيون الذين أرادوا الانتقام فجاءتهم تعزيزات من صنعاء بقيادة كردي يدعى الكبشي وتقدموا إلى ثلا لمهاجمتها وعند أسوارها تصدى لهم الأهالي واستبسلوا في الدفاع رغم قلة عددهم حتى تراجع الأيوبيون وطاردهم الأهالي إلى شبام وقد قُتل من الغزاة خمسة أشخاص .
دعوة سنقر إلى الجوف وصعدة :
بعد الهزائم المتلاحقة لهم كما أشرنا سابقاً حاول القادة الأيوبيون تغيير سياساتهم وخططهم الحربية وذلك لضمانة توجيه ضربة قوية للإمام وأتباعه تعيد لهم الهيبة والحضور، فهزائم جيشهم أمام الفلاحين الذين لم يكونوا على درجة عالية من الكفاءة القتالية شجع بقية اليمنيين على كسر حاجز الخوف فكانت كل قرية تدافع عن نفسها وبالفعل تتمكن من الصمود إما بمساعدة غيرها كالقرى المجاورة أو بالجيش المنصوري أو باعتمادها على ذاتها وقد أثبتت الكثير من القرى قدرتها على التصدي من خلال الاستماتة في القتال، وأمام هذا الوضع خطط الأيوبيون إلى استعادة نفوذهم فجهزوا حملة عسكرية كبيرة وحتى تتمكن هذه الحملة من تحقيق انتصارات سريعة وخاطفة وحاسمة ضد جيش الإمام والقبائل الموالية له فلا بد من أن يكون الكثير من المقاتلين في صفوفها من اليمنيين المرتزقة فسارع القادة إلى دعوة أتباعهم لحشد المقاتلين من مناطقهم سيما تلك المناطق التي كانت تابعة للإمام وتقدم سنقر من تعز إلى ذمار ومنها إلى صنعاء وكان يتوقف في كل مدينة يدعو فيها القبائل إلى الوقوف معه ويمنح المشائخ الأموال لاستمالتهم وعند وصوله إلى صنعاء حرص على استدعاء الأشراف واستقطابهم والتواصل مع كل المناهضين للأمام لمنحهم الأموال والعطايا المختلفة.
معركة ظفار :
تقدمت الحملة العسكرية الأيوبية إلى ريدة ثم إلى بهمان قاصدةً ظفار وكان قد اكتمل بناؤه ثم تقدمت الحملة إلى بجرن المنقل وعسكرت فيها وفي اليوم التالي قامت تلك الحملة بهدم قرية صولان وأما من كان في الحصن فقد استعدوا للمواجهة رغم قلة عددهم فهم لايزيدون عن مائة وأربعين مقاتلاً فقط ،فيما الحملة تصل إلى الآلاف من الجنود والمرتزقة وهو ما يتضح لنا من خلال وصف كاتب السيرة المنصورية الذي قال:
إن الغزاة تقدموا وكان أولهم في المغربة أمام الحصن وآخرهم في موضع يسمى الطومر إلا أن كل تلك الأعداد لم تدفع اليمنيين إلى التراجع فقد اعتمدوا على التحصينات المنيعة للحصن واستفادوا كثيراً من وعورة المسالك إليه وعملوا من أجل كسر التفوق الأيوبي سيما فيما يتعلق بالمجانيق ولهذا نجد أن اليمنيين استفادوا كثيراً من حروبهم مع الأيوبيين حتى أنهم أدخلوا أدوات حربية جديدة إلى المعركة علّها تبطل فعالية المجانيق التي كان لها تأثير كبير في حسم الكثير من المعارك فصنعوا آلة حربية تدعى (العرادتين) ويبدو أنها آلة تقذف الأحجار فتعمل على إعاقة تقدم الجنود كما عملت في تلك المعركة على منع الأيوبيين من نصب المجانيق فاضطروا إلى إعادتها إلى المعسكر ، وقد استخدم الأيوبيون الرمي بالنشاب والشروخ إلا أنهم لم يتمكنوا من إسقاط الحصن رغم أن عدد الرماة المشاركين في صفوف الحملة وصل إلى أربعمائة رامٍ واستمرت المعركة بين الطرفين من الشروق حتى منتصف النهار وقد تسببت قلة المياه في تراجع الأيوبيين الذين لم يجدوا ما يكفيهم من مياه الشرب فقرروا الانسحاب ، وأثناء تواجدهم في معسكرهم تعرضوا للرمي بالنبال والرماح ليلاً وفي اليوم التالي تقدموا إلى شوابة وهناك تعرضوا لغارة قادها القاسم الحمزي .
وفي ذات الوقت هاجمت مجموعة أخرى عدداً من الأيوبيين الذين تولوا مهمة نقل الرهائن إلى بيت مساك.
معركة درب الصلالتين بصعدة :
بعدها تقدم الأيوبيون إلى الجوف وخربوا قريتي السوق ودرب وحشك وداراً للإمام بدرب فاضل وتقدم سنقر إلى صعدة وأقام فيها ستة أيام أخرب فيها هجرة دار معين ثم تقدم ومعه ورد سار لغزو رغافة في مجز فوصلوا إلى درب الصلالتين وفيه ستون مقاتلاً من آل نصر خولان وجماعة من أهل هجرة قطابر فقاتل هؤلاء الستون المئات من الأيوبيين قتالاً شديداً وقد استشهد منهم ثلاثة فاضطر الآخرون إلى الانسحاب عدا ثلاثة من خولان استمروا في القتال حتى قُتل اثنان منهم وأما الثالث فقد تعلق فوق رجل من الأيوبيين ووجه إليه اثنتي عشرة طعنة حتى قتله وقتل من بعده وقد انتشر الأيوبيون في أحد الأودية الوعرة بعد أن قُتل منهم حوالي الخمسين وأصيب ورد سار في يده بسهم ثم قرروا العودة إلى صعدة وكانت قبائل خولان تستعد للتقدم بعد أن حشد مجد الدين يحيى ألفاً من مقاتليها وكان يومئذ يستنفر الناس للجهاد ويشجعهم على التحرك ضد الغزاة وقد تحرك الألف مقاتل إلى شق النهر غير أن الأيوبيين كانوا قد تراجعوا إلى صعدة ومنها إلى صنعاء بعد أن تركوا قوة عسكرية لإثبات السيطرة على صعدة.
معركة ذيبين :
اتبع الأيوبيون في صعدة وعمران وغيرها من المناطق العصية عليهم سياسة دعم أتباعهم من اليمنيين لتنفيذ سياساتهم وتلبية متطلباتهم والقيام بما عجز الجيش الأيوبي عن تنفيذه وكان هؤلاء الأتباع لا يترددون في الاعتداء على الأهالي ومحاربة كل من يعترض على دورهم ويسارعون إلى طلب الدعم من الأيوبيين لإخضاع منطقة ما أو تأديب قبيلة أو قرية أو جماعة ترفض الانصياع للتوجيهات أو لا تدفع الأموال المفروضة عليها ومما تذكره بعض المراجع التاريخية قصة أحد أتباع الأيوبيين ويدعى بشر بن علي الذعفاني في ريدة فقد طلب من ورد سار الدعم فأرسل له عدداً من الجنود والخيول فهاجم ريدة في الوقت الذي كان أهلها يقومون بحصد مزارعهم ثم هاجم صلال في طرف الظاهر وقتل طائفة من الأهالي بعد أن كان قد منحهم الأمان وكان عدد القتلى في تلك المجزرة أربعين بينهم امرأتان .
وبعد أن تمكن من إخضاع تلك المناطق بالقوة والمجازر الوحشية تقدم ورد سار بنفسه إلى ريدة ثم إلى ذيبين وفي الوقت ذاته حشد الإمام أتباعه وأرسل إلى القبائل للمشاركة في الدفاع عن ذيبين ورفع الظلم على الأهالي وتقدم بقواته إلى ذيبين فالتقى بجيش ورد سار وجرت هناك معركة شديدة قُتل فيها عدد من الأيوبيين وجُرح فيها من الفريقين الكثير ثم عاد كلٌ إلى معسكره وفي اليوم التالي تجدد القتال بهجوم الأيوبيين الذين كانوا أكثر عدداً وعُدة من اليمنيين الذين دافعوا ببسالة عن مزارعهم وأعنابهم وبيوتهم التي أراد الأيوبيون إحراقها فكانت الخسائر في صفوف الغزاة أكبر بكثير من اليمنيين حتى أنهم عادوا إلى معسكرهم على أشر قضية وليلاً غادروا المنطقة منكسرين إلى صنعاء ، وعلى ما يبدو أن المجزرة البشعة التي ارتكبها الأيوبيون وأتباعهم في حق الأهالي دفعت بالكثير من الناس إلى التوحد والقتال في صف الإمام غير أن الأيوبيين لم يكفوا عن الاعتداء على الأهالي فما هي إلا أشهر حتى يقرر ورد سار التقدم بحملة عسكرية كبيرة نحو صعدة.
ثورة أهالي صعدة :
تبقى في صعدة عدد من العساكر الأيوبية التي لم تتوقف عن نهب القرى وأموال الناس بالباطل ما دفع الأهالي إلى الامتناع عن دفع أي أموال لهم فارتكبوا مجزرة في البطنة أحد أودية صعدة التي قُتل فيها أربعة عشر رجلاً وامرأة وجميعهم من آل وقيش (سحار) الذين رفضوا الاستجابة لمطالب عساكر الأيوبيين الذين فرضوا حصاراً على الأهالي ثم ارتكبوا تلك المجزرة بحقهم ونهبوا أموالهم ثم قاموا بنهب الإبل ورفض أهل درب الحناجر وهم من همدان دفع أي أموال للأيوبيين الذين تقدموا إليهم للقتال فصمد الأهالي صموداً كبيراً وعندما فشل الأيوبيون في إخضاعهم اتجهوا لإحراق مزارعهم ومن ثم عادوا مرة أخرى لقتالهم فاشتد الأهالي مرة أخرى وقاتلوا ببسالة حتى تمكنوا من هزيمة الغزاة إلى أعلى الخانق في سحار وكاتب أهل صعدة الإمام يطلبون منه الدعم لمحاربة الغزاة فأرسل إليهم عدداً من أتباعه على رأسهم شيخ آل الرسول يحيى أحمد بن يحيى وجرت معارك عدة في البطنة وتقدم أيضا الأمير مجد الدين يحيى بن محمد على رأس عدد من المقاتلين وجرت في ذات المنطقة عدة معارك انهزم فيها الأيوبيون .
وأعقب ذلك فرار الأيوبيين باتجاه تهامة وفي الطريق تصدت لهم قبائل بني الربيعة وبني معاذ عند وصولهم موضع يسمى غديرة في حيدان وفي ذلك الوادي تفرقوا فأضاعوا الطرقات فمنهم من أدت به المسالك إلى قبائل سحار وآخرون وصلوا إلى تهامة بعد أن كانت القبائل قد نهبت كل سلاحهم بل وحتى ملابسهم ولم يترك لهم إلا ما يستر عوراتهم
وقد ساهم موقف المشائخ في استمرار وجود الأيوبيين بصعدة غير أن الأهالي سرعان ما اصطدموا بهم وقرروا الخروج عنهم حتى طردهم وهو ما حدث وكانت آخر معركة في موضع يسمى غراز من ناحية سحار بعد أن تقدم إليها أتباع الإمام ومن تبعهم من قبائل صعدة فيما كان بقية الأيوبيين بقيادة أسد وعدد من أتباعه من أبناء صعدة وأعقب ذلك فرض الحصار على الأيوبيين وأتباعهم سبعة أيام في حصن تلمص حتى قرر أسد الاستسلام وطلب الأمان وبهذا انتهى تواجد الأيوبيين في صعدة إلا أن ورد ساد كان قد وصله خبر حصار تلمص فتقدم على رأس حملة عسكرية كبيرة نحو صعدة لاستعادتها.
معارك دماج ومسلت وبركة الشجرة :
جهز ورد سار عدداً كبيراً من المقاتلين اليمنيين من القبائل المتحالفة معه لاسيما من محيط صنعاء وكان من جملة جيشه النقابون والمخربون وأعد كذلك أدوات اقتلاع الأعناب والمزارع كالشريم والمقاصر وجميعهما من آلات القطع السريع واستقدم إليه جنوداً من تعز وإب وذمار، من جانبه استعد الإمام للحرب في ظفار .
وأثناء تقدم الحملة أمر ورد سار بهدم درب كحل في مرهبة ودرب الميقاع في حاشد بني صريم وهاجم حصن العظيمة إلا أنه فشل في الاستيلاء عليه نتيجة مقاومة أهله ثم تقدم الأيوبيون إلى دماج وعسكروا فيها، وتقدم إليه الحسن بن حمزة بن سليمان على رأس مقاتلين من آل شريح وبني يعموم حيان من مرهبة وعددهم مائة وخمسون قواساً وجرى القتال رغم قلة عدد اليمنيين في تلك المعركة واستمر القتال حتى الليل .
وفيه قرر ورد سار الانتقال إلى الأحواض وفي صباح اليوم التالي كانوا في بلد بني مالك وتقدم الجنود لقطع الأعناب فتدافع الأهالي للقتال وتمكنوا من الدفاع عن مزارعهم .
ثم تقدم الأيوبيون إلى بركة المصرع ومنها تقدم ورد سار على رأس ألف من جنوده إلى حوث لهدمها فبدأ بهدم دار الإمام الذي استضافته أياماً وقت هروبه من الملك إسماعيل بن طغتكين وأتاه جعار بن المكم يسأله الإذن بهدم الجامع فقال له لا أمنعك ولا آذن لك وخربوا الجانب الغربي من المدينة وبينما كان ورد سار يهدم دور حوث هجم الأمير أسد الدين على من تبقى من الأيوبيين في بركة الشجرة وكانوا زهاء ثلاثمائة ووقع قتال شديد بين الطرفين أجبر الأيوبيين على الانسحاب إلى قرية مسلت وفي اليوم التالي تعرضوا لغارة بقيادة عماد الدين يحيى بن حمزة الذي كان على رأس مائتي مقاتل فقط من آل يزيد من مرهبة وأثناء بقاء ورد سار في مسلت أمر جنوده بالهجوم على موسم ذعفان فخربوه وقطعوا أعنابه .
وقد استخدم ورد سار الخديعة فكان يشعر الجميع بأنه سيتقدم إلى مكان ثم يتجه عكس ذلك حتى يوهم من يستعد لقتاله للنهوض والاستعداد في ذلك المكان إلا أنه يتجه طريقاً آخر فانحدر إلى نقيل عجيب وهاجمه عدد من المقاتلين من آل سريح عددهم ثلاثون فقتلوا اثنين من جنوده ثم تقدم إلى ذيبين مستغلاً تفرق جنود الإمام الذي كتب إلى القبائل يطلب منها التحرك لنصرة من في ذيبين بقيادة أسد الدين الحسن بن حمزة وكان ورد سار يحرص على وضع المرتزقة في مقدمة الحملة .
وقد جرت معركة شديدة جرح فيها من أتباع الإمام ما يقارب المائتين وكانت أغلب الإصابات بالنشاب وقام الأيوبيون بنهب الأعناب وقطعها، وفي اليوم التالي تجدد القتال وأمر ورد سار أتباعه من المرتزقة والزباعة وهم أوباش الناس بتنفيذ مهمة قطع الزرع والأعناب فأتوا عليه عقراً بالسيوف والشرم والمقاصر والأيدي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.