أقر مجلس الأمن الدولي بيانا يعرب عن "الصدمة والضيق" بسبب قيام اسرائيل بقصف موقع للأمم المتحدة في بلدة الخيام جنوبي لبنان، ما أدى إلى مقتل أربعة مراقبين عسكريين غير مسلحين. لكن البيان أتى خاليا من أية إدانة لاسرائيل حول القصف. واتفق الأعضاء ال15 على القرار بعد يوم كامل من النقاشات، فأصدروا القرار وهو الأول منذ اندلاع المواجهات بين حزب الله واسرائيل. وفيما يختص بالنزاع، أعرب المجلس عن "قلقه العميق للضحايا المدنيين اللبنانيين والاسرائيليين وتدمير البنى التحتية المدنية وارتفاع عدد اللاجئين الداخليين في لبنان." وقالت وكالة أسوشياتدبريس إن الولاياتالمتحدة أصرت على عدم إدانة اسرائيل وعلى عدم ذكر امكانية أن يكون قصف الموقع متعمدا من قبل الدولة العبرية. "600 قتيل" وفي وقت سابق أعلنت وزارة الصحة اللبنانية أن حوالي 600 شخص قتلوا حتى الآن بالقصف الاسرائيلي منذ بدء اسرائيل حملتها العسكرية. وقال وزير الصحة اللبناني إن المستشفيات في لبنان استلمت جثث أكثر من 400 من القتلى، وإن حوالي 200 موجودون تحت الأنقاض في أماكن يستحيل الوصول إليها لأنها لا تزال تتعرض للقصف الاسرائيلي. في غضون ذلك وصل مئات من اللاجئين الذين هربوا من بلداتهم الحدودية المنكوبة تحت حماية الصليب الأحمر الدولي إلى مدينة صور الساحلية. وتحدث اللاجئون عن أوضاع مريعة للغاية حين كانوا محاصرين في بيوتهم لمدة أسبوعين فيما انهالت القذائف حولهم ونفذت المواد الغذائية والمياه. وتواصل في هذه الأثناء اسرائيل قصفها في جنوب لبنان. من جهته أطلق حزب الله حوالي 40 صاروخا إلى شمال اسرائيل. وكانت الحكومة الامنية المصغرة في اسرائيل قد قررت عدم تصعيد حملتها البرية في لبنان. وذكرت الاذاعة العسكرية الاسرائيلية ان الحكومة قررت عدم تكثيف العمليات البرية الى اكثر من الهدف المحدد بدفع حزب الله مسافة عدة كيلومترات الى ما وراء الحدود الاسرائيلية. لكن الاذاعة اشارت الى ان الحكومة الامنية المصغرة قررت تصعيد الحملة الجوية ضد حزب الله. وقررت الحكومة الامنية استدعاء ثلاث فرق احتياط لتعزيز قواتها العسكرية في مواجهة حزب الله. ولم يعرف حجم القوات التي سيتم استدعاؤها. "هذا التحديق بوجه الموت، ماذا يقول لنا؟" وتأتي هذه القرارات بعد يوم من اعلان اسرائيل انها فقدت تسعة جنود في احد اكثر الايام عنفا بالنسبة لاسرائيل منذ بدأت حملتها ضد لبنان قبل نحو اسبوعين. ووقعت هذه الخسائر البشرية في محيط بلدة بنت جبيل في الجنوب اللبناني. وقال متحدث عسكري اسرائيلي لبي بي سي ان عددا من جنود المشاة قتلوا عندما تعرضوا لكمين نصبه مقاتلو حزب الله بالقرب من بنت جبيل، ثم قتل المزيد من الجنود خلال عملية اخلاء الجرحى التي تمت بعد خمس ساعات. واظهر استطلاع للرأي نشرت نتائجه صحيفة "معاريف" ان 82% من الاسرائيليين يؤيدون الهجوم في حين اعتبر 95% ان الاجراء العسكري الذي اتخذته اسرائيل مبرر. "الضوء الاخضر" في غضون ذلك نفى زعماء أوروبيون أن يكون مؤتمر روما الذي انعقد لحل أزمة لبنان قد أعطى اسرائيل ضوءا أخضر لمتابعة عمليتها العسكرية هناك. وقال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير إن قراءة اسرائيل لنتائج المؤتمر خاطئة، وأيده في ذلك رئيس الوزراء الإيطالي رومانو برودي وأيضا الاتحاد الأوروبي، الذي اعتبر أن رسالة المؤتمر هي أنه يجب وقف القتل. وكان وزير العدل الاسرائيلي حاييم رامون قال الخميس ان عدم دعوة مؤتمر روما الى وقف لاطلاق النار، اعطى اسرائيل الضوء الاخضر لمواصلة هجماتها على لبنان. وقال رامون "حصلنا في مؤتمر روما الاربعاء على تفويض بمواصلة عملياتنا حتى ينتهي وجود حزب الله في جنوب لبنان". واضاف "يجب استعمال اقصى قدر من قوة النيران، وعلينا ان نستغل جوانب التفوق على حزب الله من خلال القوة الجوية والقصف المدفعي على ان نكون حذرين في ما يتعلق باستخدام القوات البرية". وصدر عن مؤتمر روما بيان يتحدث عن ضرورة العمل من أجل التوصل إلى وقف لاطلاق النار طويل الأمد بأسرع وقت ممكن، دون الاتفاق على عمل فوري بهذا الصدد. واعلن قائد المنطقة الشمالية في الجيش الاسرائيلي الجنرال أودي آدم ان الهجوم الاسرائيلي قد يستمر لاسابيع اخرى "قبل ان تتمكن اسرائيل من اعلان النصر". وقد تواصلت الهجمات الاسرائيلية على لبنان وشنت القوات الاسرائيلية غارة على ثكنة للجيش اللبناني ومحطة نقل للبث الاذاعي. وقال شهود عيان إنهم سمعوا صوت انفجارات ضخمة في ثكنة الجيش الواقعة في عمشيت شمال العاصمة اللبنانية بيروت. في المقابل، واصل حزب الله اطلاق الصواريخ على اسرائيل واصاب احداها مصنعا كيميائيا قرب كريات شمونة. ولم ترد تقارير عن وقوع اصابات. واعلن وزير الخارجية الاسترالي الكسندر داونر ان نشر قوة دولية في جنوب لبنان في ظل الوضع الحالي سيكون "مهمة انتحارية". واضاف ان من الضروري التوصل الى اتفاق سلام يشمل اسرائيل وحزب الله قبل نشرة أي قوة دولية. وجاء هذا الموقف بعد مقتل المراقبين الأربعة التابعين للامم المتحدة في غارة اسرائيلية الثلاثاء. وقررت استراليا سحب قوة من 12 جنديا بعد هذا الحادث.