يكفي الوطن تمزيقاً ونزفاً.. بتخرصاتهم المضللة.. وصولاً الى مآربهم الدنيئة.. ومقاصدهم الماورائية هم الذين أوصلوا البلاد اليوم الى حافة السقوط المريع.. فلنكن مع المصالحة الوطنية بعيداً عن التزلفات والمداهنات.. وليكن هو مدخلنا الرئيس لبوابة الحوار الجاد: إيقاف الحرب على اليمن أولاً.. ثم رفع الحصار براً وبحراً وجواً ثانياً.. لإبداء حسن النية الصادقة.. والانطلاق نحو حوارٍ وطني جاد وصادق.. فالمسؤولية جسيمة وعظيمة تقع على جميع الأطراف المتحاورة لانتشال اليمن من هاوية الصراعات والحرب العبثية التي أهلكت الحرث والنسل.. وأوصلت البلاد الى خط الفقر السياسي والاقتصادي والاجتماعي.. حيث تحولت أزماتهم ومعضلاتهم الشائكة الى تركة ثقيلة تراكمت وتفاقمت بفعل التدخلات الإقليمية والدولية والأممية.. وباتت قضية اليمن من القضايا المعقدة والمزمنة بسبب تلك التدخلات الخارجية.. لذا لابد أن نراعي متطلبات الواقع.. وطبيعة المرحلة الراهنة.. وتشخيص مفرداتها تشخيصاً دقيقاً وفاحصاً بكافة جوانبها.. لأن التوصيف الخاطئ يعود دوماً بنتائج عكسية وكارثية.. لذلك ينبغي أن تسود روح الإخاء والصفاء والوفاء بين جميع الأطراف المتحاورة لترجمة نتائج الحوار على أرض الواقع ليلامس هموم وقضايا الوطن أرضاً وإنساناً ووحدةً وهوية.. كما أنه من المهم أن نولي الجانب الاقتصادي والسياسي والإنساني الاهتمام الأكبر.. كون أغلب الأزمات الشائكة هي نتيجة تلك العوامل.. علينا أن ندرك أن المصالحة الوطنية ليست نزهة أو فسحة بل مسيرة شاقة.. وعمل دؤوب وشائك لإرساء قواعد الدولة المدنية الحديثة.. وبناء اليمن الجديد.. يمن العدالة والقانون والحكم الرشيد.. فبالمصالحة الوطنية سندخل التاريخ من أوسع أبوابه، لبناء يمن الإيمان والحكمة.. فالحرب العبثية مهما طالت لم ولن تحسم أزمات وقضايا الشعوب.. ولا الأوطان.. بل تجلب مزيداً من الدمار والخراب والانفلات.. فالحوار الوطني الجاد فرصة ذهبية لا تعوض لدحر العدوان.. وحل قضايا الوطن أولاً بين الأطراف اليمنية- اليمنية ثم الجلوس مع الأطراف الإقليمية والدولية لإعادة الإعمار.. لهذا وذاك لابد أن تتكئ المصالحة الوطنية على قاعدة حسن النية.. والنأي عن المسائل الخلافية.. أو الفكرية المتزمتة.. لردم هوة الخلافات.. وسد الطريق أمام المناوئين.. وليكن هدفنا الرئيس والأساس من هذا الحوار: مصلحة الوطن العليا.. وبناء اليمن الجديد.. يكفينا تمزيقاً ودماءً وفرقةً.. فاليمن لا يستحق منا كل هذا.. يمن التاريخ والحضارة والعروبة والأصالة، والعراقة.. والجذور.. فعلى كافة القوى السياسية والحزبية والفكرية والوطنية والوجاهات والأعيان الاجتماعية والقبلية، والمشايخ والشرفاء والمثقفين والأكاديميين أن يساهموا في هذا الانجاز التاريخي للخروج من هذه الأزمة الخانقة التي فرضتها التدخلات الإقليمية والدولية على اليمن لتنفيذ أجندتها الاستعمارية الاحتلالية بهدف الوصول الى الموانئ والجزر والمدن المطلة على جنوب شبه الجزيرة العربية والبحر الأحمر وبحر العرب.. هذا ما تسعى إليه قوى الشيطان الأكبر بقيادة النظام الصهيوأمريكي اليوم.. فمتى يفيق اليمنيون من سباتهم العميق.. ويدركوا أن الحرب على اليمن من قبل تحالف العدوان بقيادة السعودية هي حرب عبثية لتنفيذ أجندة إقليمية ودولية ليس إلا.؟؟!