أمرت الحكومة اللبنانية يوم الاربعاء بنشر 15 ألفا من قوات الجيش في جنوب لبنان لتولي السيطرة الكاملة الى جانب قوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة عندما تنسحب القوات الاسرائيلية بعد حرب استمرت 34 يوما مع مقاتلي حزب الله. وستبدأ القوات اللبنانية الانتشار جنوب نهر الليطاني على بعد 20 كيلومترا من الحدود الاسرائيلية يوم الخميس. وستمنع القوات تواجد اي جماعات مسلحة في المنطقة لكن مجلس الوزراء اللبناني لم يقل تحديدا ان حزب الله يجب ان ينزع سلاحه. وأصدر مجلس الوزراء الذي يضم وزيرين من حزب الله القرار بعد ساعات فقط من قول رئيس أركان الجيش الاسرائيلي دان حالوتس ان انسحابا محتملا من الجنوب اللبناني في غضون 10 ايام يعتمد على سرعة انتشار الجيش اللبناني وقوة الاممالمتحدة المعززة. ورحبت الولاياتالمتحدة بالتحرك اللبناني. وقال جونزاليس جاليجوس المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية للصحفيين "انه يظهر التزام حكومة منتخبة ديمقراطيا بصون السلام وصون وقف العنف واستعدادها للعمل وفقا لقرارات مجلس الامن التابع للامم المتحدة." وقال بيان لمجلس الوزراء اللبناني ان الجيش لن يسمح بوجود أي جماعة مسلحة أو أي سلطة خارج سلطة الدولة اللبنانية غير أنه لم يتطرق الى انسحاب مقاتلي حزب الله أو الصواريخ التي أمطروا بها شمال اسرائيل خلال الحرب. وقال وزير حزب الله في الحكومة محمد فنيش للصحفيين عقب الجلسة "وافقنا على القرار من دون اي تحفظ." وقال رئيس الوزراء فؤاد السنيورة في كلمة للبنانيين مساء يوم الاربعاء "ان مهمة الجيش اللبناني في الجنوب الدفاع عن حقوق المواطنين وعن حق الدولة وواجباتها في بسط سيادتها على كامل ارض الوطن لتكون لهم حامية وحاضنة فلا تكون هناك مناطق او اماكن محظورة على الجيش ونواح خارج سيطرته ومرافق عسكرية غير مرافقه ومظاهر مسلحة غير سلاحه بحيث لا يكون هناك سلاح خارج سلطة الدولة اللبنانية." وقال وزير الاعلام غازي العريضي ان الجيش سيصادر أي أسلحة يجدها بالمنطقة غير أنه اضاف "لن نكون صدام بين الجيش والاخوة في حزب الله او المقاومة في الجنوب الجيش لا يذهب مكلفا بهذه المهمة." ويلتزم حزب الله واسرائيل بشكل عام بهدنة هشة في الجنوب منذ يوم الاثنين رغم وقوع حوادث عنف متفرقة. وقال مصدر امني لبناني ان جنديا اسرائيليا قتل يوم الاربعاء مدنيا لبنانيا في قرية طير حرفا الحدودية. وقالت فرنسا انها مستعدة لقيادة قوة جديدة تابعة للامم المتحدة في لبنان حتى فبراير شباط القادم على الاقل ما دامت تتمتع بتفويض واضح وقوة كافية. وقالت ميشيل اليو ماري وزيرة الدفاع الفرنسية للتلفزيون الفرنسي انها تأمل في مشاركة عدد كبير من الدول الاوروبية والاسلامية في قوة الاممالمتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) التي يجري تعزيزها لكنها قالت ان الاممالمتحدة ما زال عليها تحديد المهمة. وقالت للقناة الثانية بالتلفزيون الفرنسي "نقود بالفعل (يونيفيل) ونحن مستعدون لمواصلة عمل هذا حتى فبراير القادم بما في ذلك قوة يونيفيل الموسعة." وياتي هذا في أعقاب صدور قرار لمجلس الامن التابع للامم المتحدة يفوض تعزيز قوة يونيفيل الموجودة بالفعل في جنوب لبنان والبالغ قوامها ألفا جندي بثلاثة عشر ألف جندي اخرين مسلحين بشكل جيد. وسمحت الهدنة بدفن بعض ضحايا الحرب الذين تأخر دفنهم. وعاد نحو 200 ألف نازح أغلبهم من الشيعة الى منازلهم بالجنوب هذا الاسبوع وكثيرون مهم عادوا الى قرى دمرت خلال القصف. وقال رؤوف شاياتو الذي وصل مستشفى صور لتسلم جثة قريبته نظيرة التي قتلت يوم 22 يوليو تموز "انها أول فرصة تواتينا. قضينا 11 ساعة في الطريق." وتوجد أكثر من 100 جثة مجهولة الهوية بمشرحة المستشفى المكدسة بالجثث. وأرجأ المسؤولون خططا لدفنها بشكل جماعي لاتاحة مزيد من الوقت للاسر للتعرف عليها. وعاد المدنيون بشكل جماعي دون الانتظار حتى تنسحب اسرائيل من الجيوب التي تحتلها بالجنوب. وقال دان حالوتس رئيس أركان الجيش الاسرائيلي "اذا لم يتحرك الجيش اللبناني باتجاه الجنوب في غضون عدة ايام... فان الوضع كما اراه هو أننا يجب ان نوقف انسحابنا." غير أن مسؤولا بارزا بالحكومة الاسرائيلية طلب عدم الكشف عن اسمه قال ان القوات الاسرائيلية لن تنسحب بالكامل قبل انتشار قوة الاممالمتحدة الموسعة والجيش اللبناني. وقال المسؤول انه قبل حدوث ذلك سينسحب الجيش بشكل تدريجي الى شريط عازل ضيق على طول الحدود يمكنه الى حد كبير السيطرة عليه بالمدفعية. وجدد حزب الله التأكيد على أن له الحق في مهاجمة قوات اسرائيلية تبقى على أرض لبنانية. وقال الشيخ نبيل قاووق مسؤول الجنوب في حزب الله للصحفيين في صور "وجود الدبابات الاسرائيلية على ارض الجنوب هو عدوان وان المقاومة تحتفظ بحقها في مواجهة هذا العدوان اذا ما استمر." وتعهد حزب الله بالتعاون مع قوات الجيش اللبناني وقوات الاممالمتحدة غير أنه أوضح أنه سيحتفظ بسلاحه رغم أن بعض المصادر السياسية تقول انه عرض اخفاءها عن الانظار. وقالت الاممالمتحدة امس انها ترغب في نشر ما يصل الى 3500 جندي اضافي في جنوب لبنان في غضون أسبوعين. وقال فيليب دوست بلازي وزير خارجية فرنسا الذي اجتمع مع السنيورة في بيروت قبل اجتماع مجلس الوزراء ان فرنسا مستعدة للعب دور بارز في قوة يونيفيل موسعة غير أنه قال انه ينبغي على الدول الاخرى أن تساهم. وقد تعارض اسرائيل مشاركة دول لا تربطها بها علاقات دبلوماسية في القوة. ومن شأن الاعتراضات الاسرائيلية تعقيد جهود الاممالمتحدة للقيام بسرعة بتجميع قوة لنشرها في جنوب لبنان لمراقبة وقف اطلاق النار بين اسرائيل وحزب الله الذي بدأ العمل به يوم الاثنين الماضي. وابدى مسؤول بارز في المنظمة شكه في ان يتقدم عدد كاف من الدول لتحقيق هذا الهدف في وقت قريب. وعرضت كل من ماليزيا واندونيسيا المشاركة بقوات قوامها ألف جندي في لبنان. والدولتان لا تربطهما علاقات دبلوماسية باسرائيل وتدعمان بقوة القضية الفلسطينية. وحث دوست بلازي اسرائيل على انهاء حصارها الجوي والبحري الذي تفرضه على لبنان منذ بداية الحرب. رويترز