أكد عدد من المختصين في المجال الزراعي، أن البذرة هي أساس الانطلاقة الحقيقية للتنمية الزراعية التي تهدف الوصول إلى الأمن الغذائي. وأوضحوا أن الاهتمام بالبذور وتكاثرها وتوزيعها للمزارعين، والتركيز على إيجاد الطاقة البديلة للمشتقات النفطية، يجب أن يكون من أولويات الحكومة والجهات المعنية خلال المرحلة الراهنة. استطلاع: محمد العلوي # مدير عام المؤسسة العامة لإكثار البذور المحسنة، المهندس عبدالله عبدالكريم الوادعي، قال" إن المؤسسة تتجه فعلا نحو التقليل من فاتورة استيراد القمح، من خلال التوسع في زراعة بذور القمح في العديد من المحافظات. البذرة السليمة مؤكدا أن 80% من الإنتاج، يعتمد على البذرة السليمة، معتبرا اياها الأساس في التنمية الزراعية، لترجمة التوجهات الفعلية لقائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي، والقيادة السياسية، لتحقيق الأمن الغذائي، وصولا للاكتفاء الذاتي. وأوضح أن زراعة الكيس الواحد من بذور القمح بحدود 50 كجم، سيعطينا طناً واحداً، فما بالك لم تم زراعة ألف كيس، سيعطينا ألف طن من القمح. توسع كبير وأشار المهندس الوادعي، إلى أن مؤسسة إكثار البذور، أدخلت زراعة بذور القمح في العديد من مديريات محافظة صنعاء منها " بني مطر ، سنحان، بلاد الروس، وفي محافظاتإب، صعدة ، المحويت، التي ستوفر كل منطقة بذور القمح لمزارعين آخرين، تحت إشراف المؤسسة. صعوبات الإنتاج منوهًا أن المؤسسة انتجت خلال الموسم الزراعي الماضي 1200 طن من البذور، متوقعا أن يكون الإنتاج خلال الموسم الجاري بحدود ألفي طن من البذور. ولفت المهندس الوادعي، إلى أن من ابرز الصعوبات التي تعيق عملية إنتاج البذور، تكمن في انعدام السيولة المالية، وغياب الدعم المقدم من الجهات الرسمية لمؤسسة إكثار البذور، منذ سنوات. منظومة متكاملة ويرى مدير عام مزرعة قاع شرعة، المهندس عبدالحكيم محمد عبدالمغني، أن الاتجاه نحو الأمن الغذائي هي منظومة متكاملة تبدأ من البذرة وأدوات الزراعة، والتسميد ومنظومة الطاقة البديلة، وفق استراتيجية التقليل من التكلفة، ومضاعفة الإنتاج في الوقت ذاته. مبينا أن الاعتماد على مادة الديزل يضاعف من قيمة الإنتاج، ويكلف المزارع مبالغ طائلة. لا مستحيل أبدا وشدد المهندس عبدالمغني، على ضرورة توفير المعدات الزراعية من الحراثات، داعيًا إلى رفد المزرعة بمنظومة الطاقة البديلة والحراثات، بعد إصلاح حراثتين كانتا متوقفتين ومتهالكتين، نضطر في كل المواسم لاستئجار حراثات أهلية تصل تكلفة الساعة من العمل إلى 8 آلاف ريال. ولفت بالقول: لا مستحيل أبدًا للوصول للأمن الغذائي، ولكننا بحاجة لتوفير الأولويات لزيادة زراعة مساحات جديدة، لإنتاج البذور المحسنة ذات الإنتاجية العالية. العلس النادر وكشف مدير مزرعة قاع شرعة، عن زراعة صنف من القمح " العلس"، النادر ذات القيمة الغذائية العالية، والعمل على تكاثر هذا الصنف الذي لم يطرأ عليه أي تغيير، الذي اعتمد عليه الأجداد القدامى. البذرة النقية من جهته يؤكد مدير إدارة صيانة الأصناف في مؤسسة إكثار البذور المحسنة، المهندس شفيق الخولاني، أن زراعة بذور القمح الجيدة والنقية من الاصناف المحسنة، ستكون نسبة الإنتاج عالية وذات جدوى اقتصادية. وقال " كلما كانت البذرة نقية وخالية من الشوائب، تكون متجانسة وإنتاجها عالياً". سبأ وبحوث 13 وأضاف " إن إدارة صيانة الأصناف، تعمل على انتخاب السنابل الجيدة من المحاصيل في الحقول، والناتج يتم زراعته في بلوكات زراعية خاصة، تسلم للمزرعة لاكثارها". مشيرًا إلى أن المؤسسة تعتمد على صنفين من بذور القمح " بحوث 13، وسبأ" الذي أثبت الأخير جودته وجدارته في التنوع المناخي بمختلف المحافظات في ذمار وسيئون ومارب، وغيرها من المحافظات. الطاقة البديلة وأوضح المهندس الخولاني، أن هناك أصنافاً أخرى من القمح " البوني، العربي"، واصنافاً من الشعير منها" عرفات، صقلة، والشعير السوداء"، مضيفًا اتجاه المؤسسة لصيانة العديد من الأصناف، والاتجاه لزراعة بذور البقوليات "البازلا، العدس، الفاصوليا" والعمل على توفير البذور. مشددًا في ختام حديثه على أهمية تبني وزارة الزراعة واللجنة الاقتصادية واللجنة الزراعية مشاريع الطاقة البديلة للمزارع الحكومية، وتوفيرها للمزارعين كقروض بيضاء، بديلاً للديزل الذي يكلف المزارعين، وانعدامه جراء الحصار والعدوان.