قالت الاممالمتحدة يوم الاحد ان الهدنة التي بدأ سريانها قبل اسبوع بين اسرائيل وحزب الله قد تسقط مرة أخرى "في هاوية العنف وسفك الدماء" اذا تعرض قرار الاممالمتحدة الذي اعلنت بموجبه لمزيد من الانتهاكات. وقال كبير مبعوثي الاممالمتحدة تيري رود لارسن ان الهدنة التي وضعت حدا للحرب التي استمرت 34 يوما وراح ضحيتها 1183 شخصا في لبنان و157 اسرائيليا قدمت فرصة جيدة للحكومة اللبنانية لبسط سلطتها على جميع أنحاء البلاد. واضاف للصحفيين في بيروت قبل ان يتوجه لاسرائيل "قد تسقط (الهدنة) بسهولة مرة أُخرى في هاوية العنف وسفك الدماء." وكان يتحدث بعد يوم من إدانة الأممالمتحدة لغارة اسرائيلية على مقاتلي حزب الله باعتبارها خرقا لقرار مجلس الامن الدولي رقم 1701 الذي أنهى الحرب التي استمرت شهرا بين الجانبين. وقال رود لارسن ان أي غارات أُخرى مماثلة يشنها الاسرائيليون ليس من شأنها سوى إثناء الدول عن المشاركة بجنود في قوة حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة من المقرر إرسالها الى جنوب لبنان. واضاف "ما يتعين القيام به الآن هو ان تمارس جميع الأطراف المعنية أقصى درجات ضبط النفس لتهيئة أجواء مُستقرة حتى تتقدم الدول بجنود لنبلغ كما نأمل العدد المستهدف وهو 15 الفا." ويجيز قرار الاممالمتحدة نشر قوة قوامها 15 الف جندي اجنبي الى جانب 15 الفا من جنود الجيش اللبناني. وقالت اسرائيل ان الغارة التي نفذتها وحدة كوماندوس نقلت جوا الى سهل البقاع الشرقي كانت دفاعية واستهدفت تعطيل إمدادات اسلحة الى مقاتلي حزب الله من سوريا وايران. ونفت اسرائيل انها خرقت القرار الذي يسمح لها بالدفاع عن النفس. وتعهدت الحكومة اللبنانية يوم الأحد بالرد بقسوة على أي محاولة من الجانب اللبناني لانتهاك وقف اطلاق النار قائلة ان أي شخص سيهاجم اسرائيل سيُعد خائنا. وقال وزير الدفاع اللبناني الياس المر في مؤتمر صحفي "لو حصل أي خرق سيكون هناك تعاط قاس للجيش اللبناني مع الموضوع." واضاف "أي صاروخ سيطلق من الأراضي اللبنانية سيكون لمصلحة اسرائيل" مشيرا الى ان مثل هذا العمل سيمنح اسرائيل ذريعة لمهاجمة لبنان. وحلقت طائرات حربية اسرائيلية في مهمات استطلاع فوق لبنان يوم الاحد. وقال شهود عيان ومصادر أمنية لبنانية ان الطائرات الحربية الاسرائيلية حلقت على عُلُو مرتفع في كل المناطق اللبنانية من الجنوب الى الحدود مع سوريا في الشمال والشرق. وفي القدس أقر رئيس أركان الجيش الاسرائيلي اللفتنانت جنرال دان حالوتس بان الجيش فشل في تدمير حزب الله خلال الحرب. ونقل مصدر حكومي عن حالوتس قوله للحكومة الاسرائيلية "شعور الرأي العام انها لم تكن ضربة قاصمة." وقالت فرنسا انها طلبت من فنلندا التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي الدعوة لعقد اجتماع لدول التكتل لمناقشة الاوضاع في لبنان. وقالت مسؤولة فنلندية ان لجنة السياسة والأمن بالاتحاد ستجتمع يوم الاربعاء. ولم تلتزم أي دولة حتى الآن بالمشاركة بفرق كبيرة في قوة الأممالمتحدة. وشكت بعض الدول من ان قواعد الاشتباك التي سيعمل بموجبها جنودها لم تحدد بشكل دقيق. وقال فيجاي نامبيار وهو مبعوث اخر للامم المتحدة وصل لبنان مع رود لارسن انه تم وضع اللمسات النهائية تقريبا على هذه القواعد. واضاف "التفاصيل النهائية ستعلن خلال الايام القليلة المقبلة ونتوقع ان يثير ذلك اهتماما بين الدول الرئيسية التي ستساهم بجنود." وتفقد السنيورة الأضرار في ضاحية بيروتالجنوبية معقل حزب الله والتي تعرضت لغارات جوية اسرائيلية مكثفة. وقال السنيورة الذي كان واقفا على اطلال مبنى تلفزيون المنار التابع لحزب الله يرافقه رئيس مجلس النواب نبيه بري "الذي نراه صورة عن الاجرام الذي ارتكبته اسرائيل على مدى 33 يوما. لا يوجد اي وصف اخر يمكن ان يوصف هذا الأمر أكثر من عمل مجرم يعبر عن حقد اسرائيل في تهديم لبنان وفي النيل من وحدته." وقالت ايران انها تجهز معونات للمساعدة في إعادة بناء المناطق المُضارة في لبنان لكن مسؤولا في وزارة الخارجية قال انه لم يتقرر شيء بعد. وبدأ حزب الله الاسبوع الماضي دفع تعويض مالي لساكني 15 ألف منزل دمر وتعهد باصلاح الاف من البيوت الاخرى التي ألحقت اسرائيل أضرارا بها في أنحاء لبنان. وأبدت اسرائيل والولايات المتحدة قلقهما بخصوص احتمال ان يستخدم حزب الله أموالا ايرانية لإعمار لبنان الأمر الذي من شأنه ان يدعم مركز الجماعة. وعاد مئات الالاف من النازحين الى قراهم المدمرة في جنوب لبنان منذ بدء الهدنة. وقالت كاسندرا نيلسون من جماعة ميرسي كوربس للمعونات "إزالة الأنقاض وإعادة البناء والبدء من جديد ستحتاج الى عام." وبدأت الحرب في 12 يوليو تموز عندما أسر حزب الله جنديين اسرائيليين في غارة عبر الحدود. وقال راديو اسرائيل ان جنودا اسرائيليين قتلوا بالرصاص فلسطينيا وأصابوا اثنين آخرين عند نقطة تفتيش في الضفة الغربيةالمحتلة يوم الاحد. كما اعتقل جنود في الضفة الغربية نائبا من حركة المقاومة الاسلامية (حماس) في أحدث عملية اعتقال من نوعها. رويترز