قالت ايطاليا يوم الثلاثاء انها ستشارك بما يتراوح بين 2000 و3000 جندي أي حوالي ثلث المساهمة الاوروبية في قوة الاممالمتحدة في لبنان شريطة ان تحترم إسرائيل الهدنة التي توسطت فيها المنظمة الدولية. وصرح وزير الخارجية الايطالي ماسيمو داليما بانه سينضم الى الايطاليين قوات من اسبانيا وهولندا وبلجيكا ودول اخرى في القوة المتوقع ان تتولى قيادتها ايطاليا. وقال داليما في مقابلة نشرتها صحيفة لا ريبوبليكا "في نهاية الامر ستمثل قواتنا التي سيكون قوامها بين 2000 و3000 جندي حوالي ثلث الاجمالي الذي سترسله أوروبا." واضاف "ننتظر من اسرائيل مواصلة الجهد على نحو ملزم فعلا هذه المرة لاحترام وقف اطلاق النار." وتابع "من المنصف أن نتوقع أن يلقي حزب الله سلاحه لكن لا يمكننا ان نرسل قواتنا للبنان اذا استمر الجيش (الاسرائيلي) في اطلاق النار." وكانت الهدنة المدعومة من الاممالمتحدة قد تعرضت للخرق من قبل قوة كوماندوس اسرائيلية شنت غارة على سهل البقاع الشرقي يوم السبت ووصفت الاممالمتحدة العملية بانها انتهاك للقرار 1701 . وطلبت ايطاليا من فنلندا الرئيس الحالي للاتحاد الاوروبي ترتيب اجتماع عاجل مبكر لوزراء الخارجية ربما يوم الجمعة القادم في بروكسل لبحث المساهمة الاوروبية في مهمة حفظ السلام الدولية بلبنان. كما يجتمع مبعوثو الاتحاد الاوروبي يوم الاربعاء لمناقشة مخاوفهم من عدم وجود احكام واضحة تتعامل بموجبها القوة التي ستنشر في لبنان. وتعتبر المشاركة الاوروبية بقوات أمرا حيويا اذا ارادت الاممالمتحدة ان تمضي قدما في ارسال قوة متقدمة قوامها 3500 جندي بحلول الثاني من سبتمبر ايلول القادم. وأصدر مجلس الامن الدولي في 14 اغسطس آب قرارا ادى الى هدنة هشة انهت 34 يوما من الحرب ودعا الى نشر قوة دولية قوامها 15 الف جندي لمساندة نفس العدد من جنود الجيش اللبناني الذي انتشر بالفعل في الجنوب. وقال رئيس الوزراء الايطالي رومانو برودي يوم الاثنين انه ابلغ الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان بان ايطاليا مستعدة لقيادة القوة الدولية. وصرح بان عنان سيتخذ قرارا نهائيا بشان قيادة القوة في مطلع الاسبوع القادم. ورحبت حكومة بيروت بالعرض الايطالي بالمشاركة بالفي جندي وهو أكبر عرض حتى الان. وكانت اسرائيل قد ابلغت روما بالفعل انها تأمل في أن يتولى الايطاليون قيادة القوة. وحسب مصدر قريب من برودي فان رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة ابلغ نظيره الايطالي يوم الاثنين ان الحكومة اللبنانية والتي تضم وزيرين من حزب الله "تدعم بالاجماع" تولي ايطاليا قيادة القوة الدولية. وحذرت المعارضة اليمينية الايطالية من انها قد تكون مهمة "انتحارية". وكان من المتوقع في وقت سابق من الشهر الجاري ان تتولى فرنسا قيادة القوة لكنها خيبت امل الاممالمتحدة بالاكتفاء بتقديم 200 جندي فقط فيما ظلت تركيا واسبانيا وبلدان اخرى مترددة. وفي علامة على نفاد الصبر دعا الرئيس الامريكي جورج بوش الى سرعة نشر قوة حفظ السلام الدولية. وخلال الحرب لم تدع الولاياتالمتحدة الى وقف فوري لاطلاق النار مطالبة اولا بتهيئة الظروف السياسية لتأمين سلام مستدام وعني هذا ازالة اي خطر من حزب الله على اسرائيل. وفي الاممالمتحدة قال السفير الامريكي جون بولتون ان بلاده تعتزم العمل على اصدار قرار ثان في مجلس الامن بخصوص نزع سلاح حزب الله لكن هذا موضوع منفصل عن سرعة ارسال قوات الاممالمتحدة للبنان. وكان حزب الله وافق على نشر قوات الاممالمتحدة والجيش اللبناني في معقله بجنوب لبنان لكنه لم يعد بمغادرة المنطقة او تفكيك صواريخه. واعلن بوش يوم الاثنين ايضا عن تقديم مساعدة للبنان تصل إلى 230 مليون دولار تشمل 25 ألف طن من القمح. وقدرت الحكومة اللبنانية خسائرها من القصف الاسرائيلي بما يصل إلى 3.6 مليار دولار. وعلى الرغم من الهدنة قال الجيش الاسرائيلي ان جنوده اطلقوا النار واصابوا ثلاثة مسلحين في الجنوب يوم الاثنين. وذكر ان الجانب الاخر لم يرد على النيران. ونفى حزب الله ان يكون أي من مقاتليه قد قتل. وقتل ما يقرب من 1200 في لبنان غالبيتهم مدنيون و157 اسرائيليا غالبيتهم جنود خلال الحرب التي اعقبت اسر حزب الله جنديين اسرائيليين وقتله ثمانية في غارة على الحدود في 12 يوليو تموز. وانتشر الجيش اللبناني على طول الحدود مع سوريا وتحرك بعمق في الجنوب. وتقول اسرائيل انها لن تسحب جنودها بشكل كامل حتى وصول القوة الدولية. وعلى الرغم من المساعي اللبنانية لا زالت إسرائيل تحاصر لبنان جوا وبحرا وتراقب الحدود اللبنانية مع سوريا خوفا من إعادة تسليح حزب الله. وقال الجيش الاسرائيلي ومسعفون فلسطينيون إن القوات الاسرائيلية قتلت يوم الثلاثاء ثلاثة نشطين فلسطينيين وأصابت اخرين بجراح في اشتباكات في انحاء قطاع غزة. وذكر مسعفون ان صبيا عمره 14 عاما اصيب بجروح في الرأس خلال عملية توغل للدبابات. كما اصيب عدد اخر من المدنيين. إلى ذلك قال مبعوث للامم المتحدة يوم الثلاثاء إن الجيش اللبناني والقوة الدولية قد يحتاجان الى فترة تتراوح بين شهرين وثلاثة اشهر لسد "الفراغ الامني" في جنوب لبنان وحذر من ان اعمالا "غير متعمدة" قد تفجر القتال من جديد. وقال تيري رود لارسن كبير مبعوثي الاممالمتحدة في القضايا التي تخص سوريا ولبنان لرويترز "الموقف هش للغاية ومعقد للغاية وخطير للغاية. اي حوادث غير متعمدة يمكن ان تفجر العنف مجددا وهو ما يمكن ان يتصاعد ويخرج عن نطاق السيطرة." وطلبت الاممالمتحدة من اسرائيل الامتناع عن استخدام القوة لمنع حزب الله من اعادة تسليح نفسه قائلة ان من شأن هذا ان يمثل انتهاكا لوقف اطلاق النار الذي مضى عليه اسبوع. غير ان المسؤولين الاسرائيليين يقولون ان من حق اسرائيل ان تفرض حظر التسلح على حزب الله ان لم يفعل ذلك احد. وقال رود لارسن مشيرا الى اسرائيل "ليس من الحكمة القيام بافعال تمثل انتهاكات لقرار مجلس الامن. سيكون لذلك تأثير معاكس من حيث انه ينطوي على خطر تجدد الصراع وكذلك لان مثل هذه الافعال ستثني الدول عن المضي قدما بالمساهمة بقوات." واضاف ان هناك فراغا امنيا في جنوب لبنان لان الجيش اللبناني لم ينشر قواته بشكل كامل ولان "العناصر المسلحة" لا تزال في المنطقة. وقال رود لارسن الذي اوفد الى المنطقة مع فيجاي نامبيار وهو مستشار كبير للامين العام للامم المتحدة كوفي عنان "وما دام الفراغ قائما فسيظل يغري بالتحرك. أما اذا زال هذا الفراغ فسيكون من الصعب زعزعة الوضع." واضاف ان من بين مثل هذه الافعال قيام جماعات مسلحة بهجمات عبر الحدود او عمليات اغتيال داخل لبنان. وتابع "حين افكر بشكل واقعي.. سيكون لدينا الى حد ما هذا الفراغ في لبنان طوال الشهرين القادمين او الثلاثة." ودعا اطراف الصراع الى ممارسة ضبط النفس. رويترز