في ضربة جديدة لسياسات التحالف الذي تقوده واشنطن في العراق أعلن أكبر قائد بالجيش البريطاني إن وجود القوات البريطانية في العراق يفاقم من المشاكل الامنية على الارض ويجب سحبها قريبا. وقال رئيس الأركان الجيش البريطاني السير ريتشارد دانات إن الوجود العسكري لقوات التحالف في العراق "يفاقم المشاكل الأمنية" , مشدداً على أنه ينبغي "سحب القوات العسكرية في أقرب وقت ممكن". واضاف في حديث لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية :"إن الحملة العسكرية التي خضناها في عام 2003 دخلت البلاد عنوة في واقع الأمر وأيا كان ما حظينا به من موافقة في بادئ الأمر يُحتمل أن يكون قد تحول إلى تقبل ثم تحول إلى حد بعيد إلى عدم تقبل , فالعراق كبلد مسلم يرفض وجود الأجانب". يذكر أن لبريطانيا سبعة آلاف جندي في العراق ينتشرون بشكل أساسي في جنوب البلاد. وفي سياق متصل تعتزم الولاياتالمتحدة الاحتفاظ بقواتها وبنفس حجمها الحالي في العراق لأربع سنوات أخرى, وقال الجنرال بيتر شوميكر رئيس هيئة أركان الجيش الأميركي "هذا لا يعني التكهن بأن الأوضاع ستزداد سوءا أو تتحسن ، لكن هذا هو العدد الكافي للقيام بمهمامنا". وفي اجتماع ترأسه الرئيس الأميركي جورج بوش في البيت الأبيض لبحث الأوضاع العسكرية والأمنية في العراق، قال الجنرال جورج كايسي قائد القوات الأميركية هناك , إن هناك خطة تقضي بتقليص القوات الاميركية تم الإعلان عنها في يوليو الماضي ، ولكن تم صرف النظر عنها حاليا بسبب تصاعد العنف الطائفي في البلاد. لكن كايسي قال كذلك إنه لم يطلب قوات إضافية ، وهو ليس في حاجة لها الآن ، ولكنه أشار إلى أن العنف بلغ درجة خطيرة ، ومن المحتمل أن يبقى كذلك لفترة من الوقت مشيرا ، في الوقت نفسه، إلى أن جهوداً تبذل لتوحيد التيارات السياسية في البلاد وتحقق تقدماً. وبات البنتاغون أكثر اقتناعا من أي وقت مضى بأن أي انسحاب أو تخفيض للقوات الاميركية من العراق غير محتمل في المستقبل القريب. ويصل تعداد هذه القوات حاليا إلى نحو 141 الفا ، طبقاً لمصادر البنتاغون. وأعلنت واشنطن هذه التأكيدات في أوضح إشارة حتى الآن بأن استقرار الوضع في العراق يتطلب الكثير من الجهد والعمل . وعلى صعيد آخر قدرت دراسة امريكية عدد القتلى في العراق بأكثر من 650 الفا منذ الغزو الاميركي في آذار 2003 . هذا ونفى معد الدراسة التي نشرت في (ذي لانسيت غيلبرت برنهان ) من جامعة هوبكينز ولاية ميريلاند في مؤتمر صحفي هاتفي أمس وجود أي دافع سياسي لنشر هذه الدراسة قبل شهر من الانتخابات التشريعية الأميركية. كما أكد أن التحقيق أجراه في العراق محترفون في قطاع الصحة لدى 1849 أسرة عراقية تمثل 12801 شخص. وأوضح أن 87% من العائلات تمكنت من تقديم شهادات وفاة ومعظم الأشخاص الذين تم استجوابهم لم يكونوا متأكدين من الجهة المسؤولة عن وفاة قريبهم . وحملت الدراسة قوات التحالف مسؤولية مقتل 31% من هؤلاء المدنيين. وقالت الدراسة إن معدل الوفيات ارتفع من 5,5 من كل الف نسمة سنويا قبل الغزو. وفي رد فعل سريع ، رفضت بريطانيا واستراليا نتائج الدراسة السابقة وقال متحدث باسم بلير"إن الرقم يفوق بدرجة كبيرة أي رقم آخر وهو رقم نعتقد أنه ليس قريبا بأي حال من الدقة وأن هذا ليس بأي حال تهوينا من خطورة الوضع الامني في العراق". واردف قائلا" المشكلة مع هذا هي أنهم يستخدمون أسلوب التقدير الاستقرائي استنادا إلى عينة صغيرة نسبيا وفي منطقة في العراق لا تمثل البلاد كلها." واضاف "أن الوفيات في العراق ترجع أساسا إلى الارهابيين ولا ترجع للحكومة العراقية ولا القوات الاجنبية الموجودة هناك ، كما رفض الكشف عن أي تقدير بريطاني للوفيات العراقية قائلا إنها قضية تخص الحكومة العراقية. هذا وقد رفض رئيس الوزراء الاسترالي جون هاورد أمس نتائج الدراسة أيضا وقال هاورد إنه ليس قابلا للتصديق ولا يستند إلى أي شىء سوى تحقيق من بيت إلى آخرفالعدد من وجهة نظره كبير إلى درجة لا تصدق ، وأكد رئيس هاورد إنه لا يصدقه. من ناحية أخرى اتهم بيتر رودمان مساعد وزير الدفاع الأمريكي لشؤون الأمن الدولي في مقابلة مع قناة الحرة التلفزيونية الأمريكيةايران وسوريا بعرقلة جهود قيام دولة عراقية مشيرا إلى أن طهران تزود جماعات أصولية بأسلحة متطورة. وفي السياق ذاته كرر زلماي خليل زاده السفير الأمريكي في بغداد هذه الاتهامات، وأكد في لقاء ضم كبار المسؤولين في محافظة صلاح الدين أن هناك تحديات تواجه العراقيين وهي منع القوى الإقليمية التي تريد فشل العراق. وأضاف ان النظام الايراني والسوري يلعبان دورا سلبيا بالعراق فهما يدعمان مجموعات تقتل العراقيين وهدفهما هو وضع العراقيين بوجه المدفع للإبقاء على العراق ضعيفاً علي حد زعمه. كما دعا إلى ضرورة توحد العراقيين بمواجهة الأعداء وضد الطائفية وقتل الأبرياء.