وسط أجواء متفائلة يختتم مؤتمر لندن للمانحين اليوم الخميس أعماله حيث من المقرر أن يشارك فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية في الجلسة الختامية للمؤتمر التي ستعقد في تمام الساعة السادسة والنصف مساء بتوقيت صنعاء، يعقبها مؤتمر صحفي ينتظر أن يتحدث فيه فخامة الرئيس وممثلو دول مجلس التعاون الخليجي والبنك الدولي وتعلن فيه نتائج المؤتمر والتعهدات التمويلية من المانحين. ومن المقرر أن تعقد جلسة صباحية للمؤتمر تقدم فيها الحكومة اليمنية بياناً حول أولويات الاستثمارات واحتياجات التمويل، فيما يقدم البنك الدولي ملاحظات على البرنامج الاستثماري العام للجمهورية اليمنية، يعقب ذلك دعوة كل مانح من المشاركين في المؤتمر للتعهد بتمويل تنفيذ خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية الثالثة للتخفيف من الفقر. وكان فخامة الرئيس قد أكد في كلمته خلال إفتتاح مؤتمر لندن أمس التزام اليمن بمواصلة السير على درب الاصلاحات الكاملة والشاملة وأن الحقائق ستظهر أمام الاشقاء في دول الجوار والصناديق والمنظمات الدولية. وقال الاخ الرئيس أن بقاء اليمن البالغ تعدادها 21 مليون نسمة خارج محيطها الاقليمي ليس في مصلحة المنطقة، مشيراً الى ما يمثله الفقر من مخاطر على الامن والاستقرار من خلال استغلال البعض لذلك باستقطاب الشباب وتوجيههم للقيام بالأعمال الارهابية. وعبر فخامة الرئيس عن تطلعه للخروج بنتائج إيجابية وفعالة وشراكة حقيقية مع أشقائنا في الوطن العربي وأصدقائنا في الولاياتالمتحدةالامريكية والاتحاد الاوروبي والمنظمات الدولية لمكافحة الفقر وحلّ مشكلة البطالة. وأكد الاخ الرئيس ان اليمن بدأت الاصلاحات منذ وقت مبكر دون ضغوط وبقناعة كاملة استشعاراً بمسؤوليتها، مشيراً الى أنه تم معالجة الاختلالات من خلال المضي في الاصلاحات المالية والادارية والقضائية وقد حققت نتائج إيجابية في هذا الشأن. وعرض فخامة الرئيس لمسيرة النهج الديمقراطي منذ عام 1990م والتطورات الايجابية التي شهدتها الساحة اليمنية، كما عرض للاجراءات والتشريعات والقوانين ضمن أجندة الاصلاحات وفي مقدمتها قوانين مكافحة الفساد والمناقصات والمزايدات والذمة المالية، كما أن هناك تعديلات ستتم على قانون الرقابة والمحاسبة. وجدد الاخ الرئيس التزام الجمهورية اليمنية بالديمقراطية والتعددية الحزبية وحرية الصحافة واحترام حقوق الانسان وهو مبدأ ثابت لارجعة عنه. من جانبها قالت السيد وانيلا جريساني - نائب رئيس البنك الدولي للشرق الاوسط وشمال افريقيا: أن مؤتمر لندن خطوة مهمة على طريق الشراكة بين الحكومة والدول المانحة، مشيدة بالنجاح الذي حققته اليمن من خلال الانتخابات المحلية والرئاسية وما أعتمدته من شفافية. وأكد وزير التنمية الدولية البريطانية جارث توماس أن هناك عدة خطوات جيدة اتخذتها الحكومة اليمنية خلال الاشهر الستة الماضية، مشيراً الى زيادة المساعدات البريطانية نتيجة لما تشهده اليمن من تقدم واستقرار وتعبيراً عن ثقة المملكة المتحدة في خطوات الاصلاحات الجارية في اليمن ومنها مكافحة الفساد. وأوضح الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان - رئيس المجلس الوزاري لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وزير الخارجية الاماراتي إهتمام دول المجلس بمستقبل اليمن والحرص على المساهمة الفاعلة في تحقيق وتطوير برامج التنمية في مختلف المجالات، معتبراً المؤتمر استمراراً لجهود مجلس التعاون في دعم التنمية في اليمن. من جانبه اكد ا لاخ عبدالرحمن العطية الامين ا لعام لمجلس ا لتعاون الخليجي أن مؤتمر لندن خطوة مهمة لتوفير الاحتياجات التنموية لليمن ليس في حجم التعهدات التمويلية المالية فحسب, بل في عقد شراكة طويلة المدى بين اليمن والدول المانحة. وعبر الاخ الدكتور ابراهيم عبدالعزيز العساف وزير المالية السعودي عن تقديره للجهود التي تبذلها الحكومة اليمنية لتحقيق تقدم حقيقي على جميع الاصعدة وخاصة ما يتعلق بالاصلاح الاقتصادي والاجندة الوطنية المتضمنة مكافحة الفساد وإصلاح القضاء وتحسين الاداء الحكومي. وإعتبر العساف إجتماع لندن حدثاً مهماً ونقطة تحول للاقتصاد اليمني، مجدداً التزام المملكة بدعم اليمن في جهودها التنموية.