الجزء الأول من كتاب الحقوق والحريات في الإسلام يصل إلى أيدي القراء .. وسوف تتوالى الأجزاء الستة المتبقية من هذه السلسلة التوعوية والتثقيفية الدينية للقارئ .. التي بذل ويبذل فيها القاضي الدكتور القاضي حسن حسين الرصابي كل جهد ممكن لكي تبني جسراً ضرورياً ومهماً في إطار الثقافة الدينية التي ينشدها هذا المبدع الذي يصر على التألق في زمن التحديات وفي مواكب العطاء المتجدد حتى تضاعفت ركام هذا التحدي . ومن البداية يأتي الاهداء متميزاً ومختاراً ونوعياً يؤكد ان الكتاب منصوب عليه وان الجهد الذي بذل فيه جهد متميز وبناء وغرضه ان يبقى مؤثراً في قارئيه.. فالقاضي في هذا الكتاب يقول : إلى المستنيرين بنور الاسلام .. إلى الذين ينتصرون من كل موقف للقيم العظيمة السمحاء للإسلام الذي ملأ الكون عدلاً وتسامحاً وتعايشاً وتوافقاً إلى الذين يرون في الكلمة التزاماً يصل حد القداسة وبالفعل : في البدء كانت الكلمة .. نهدي هذه الاشراقة ونطل معهم على هذه الإطلالة التي نرتجي منها وجه الله الكريم العظيم . هذا كان الإهداء ومنه نستشف الدلالات العظيمة للمحتوى والمضمون الذي ينشده الكتاب والكاتب .. فالمفردات التي أختارها والعناية بها تدل على ان كاتبها يعي جيداً أهمية ما يقوم به وجسامة ما أقدم عليه وخاصة في جانب الخطاب الديني الذي يعتبر من أهم واخطر الموضوعات وتحفه تساؤلات لا حصر لها حول المضامين والمدلولات ولكن القاضي الرصابي يقبل بهذه المخاطرة واستأنس في نفسه القدرة على الخوض في تفاصيل هذه الرسالة الدينية الاخلاقية .. ومما عزز القناعة والإيجابية في أهمية هذا الكتاب ما قدمه الاديب والباحث والإعلامي البارز الاستاذ عبد الرحمن مراد رئيس الهيئة العامة للكتاب وهو قلم لا يشق له غبار سواء من التمكن في مفصلية الكلمات والمفردات أو في القراءة المعمقة التي تسير أغوار الموضوعات التي يتناولها .. فهو يستهل المقدمة بالقول : فكرة الحقوق والحريات كانت من أسس الثورة التي قادها الثائر الأكبر والرسول الأعظم للبشرية محمد عليه وعلى آله الصلاة والسلام .. ويواصل السرد: هذه الثورة كانت المنارة الأولى التي تعلم منها الفلاسفة وارتكزت على مداميكها الثورات الانسانية التابعة لها في تاريخ البشر.. ويضيف :كانت الثورة الإسلامية هي ثورة الحقوق والحريات وثورة العدل والمساواة بين بني آدم .. وهي الثورة التي منحت افقاً واسعاً للإنسان حتى يعيد بناء حياته بناءً حراً ومستقيماً .. وقد اشتغل الفكر الاسلامي على هذه الخصائص من الحقوق ووضع الاسس الأولى للدولة العادلة وراء في الإنسان ذاتاً مكرمة عمل على تحريرها من رق العبودية بمصفوفة من التشريعات وعمل حفظ قيمتها وكرامتها , ووضع الاسس التشريعية التي تضمن لها الحقوق , فالقضية لم تكن اعتباطاً في الفكر الإسلامي , بل كانت رؤية واضحة تريد تحقيق مقاصد الله في الحق والحرية والعدلة الاجتماعية وتشيع الخيرية في نفوس البشر حتى يتمكنوا من صناعة حيوات كريمة عامرة بروح المحبة والسلام الاجتماعي .. ولو جئنا الى قراءة محتويات الكتاب فإننا سنجده مشتملاً على بابين محتويات فصولاً من الغزو الفكري والثقافي , والإسلام ريادي في التشريع.. ولهذا فان القراءة المعمقة والتفصيلية لمحتوى ومضمون الكتاب ومن المهم أن تتم القراءة بكثير من التأني لان الإبحار في تفاصيل القضايا الدينية يعتمد اقتحاماً لمفاهيم سائدة ولكنها مفاهيم متجددة بتجدد الرؤية والقراءات المتعددة لها ومن بعد المنطلق سوف نواصل اعداد قراءات تفصيلية حول المحتوى والمضمون وحول المختلف من المتآلف منه حتى نكون على بينة مما نقرأه وما نعايشه وما نحن بحاجه إلى معرفته والالمام به وبتفاصيله العديدة .