اكد المحلل السياسي والخبير الاقتصادي البروفيسور عبد العزيز الترب ان اليمن بقدراته العسكرية القوية وعزيمته الفولاذية غيّر مسار الاحداث على مستوى المنطقة وكسر بموقفه الاستثنائي في التحرك المواكب لعمليات نصرة الشعب الفلسطيني حاجز الخوف والرهبة من مواجهة النفوذ الأمريكي ورفض تدخلاته القائمة على تكريس الصراع بدول المنطقة التي تعاني من ارتهان الأنظمة للسياسة الأمريكية وانجرارها لتنفيذ ما يملى عليها من أجندات. وأضاف البروفيسور الترب ان احداث غزة وموقف اليمن في البحرين الأحمر والعربي كشف الواقع العربي المتخاذل من قضاياه المصيرية ولذلك لن يكون هناك اية تسويات قادمة ما لم تكون اليمن طرفا فيها فالهيمنة الامريكية والصهيونية خلال العقود المنصرمة انعكست سلبا على واقع امتنا فالواقع العربي يسوده انهيار سياسي وأخلاقي وقيمي ومبدئي لا أولويات فيه ولا خطوط حمراء يصعب تجاوزها خاصة بعد سيطرة أمريكا وبريطانيا علي مفاصل صناعة القرار في تلك الدول. ونوه البروفيسور الترب ان المنطقة العربية باتت اليوم تصنع تاريخها الجديد القائم فموقف اليمن المشرف من العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، الذي لم يجرؤ على فعله أحدا من حكام وأمراء وزعماء ورؤساء الدول العربية المنبطحين في رمال العار والتطبيع والذل، أعاد للشعوب العربية التواقة للحرية والمجد الأمل بالخروج من ثكنات الوصاية والانهزام وبشهادة المتابعون، فإن التحرك اليماني المشهود وما أفرزته أحداث البحر الأحمر في إعادة الاعتبار لليمن كدولة بحرية تتميز بموقعها المتحكم بواحد من أهم ممرات التجارة الدولية، وموقعها المطل على بحرين، تعد دولة بحرية تحظى بأهمية جيواستراتيجية وجيوبولتيكية، خاصة عند احتدام الصراع الدولي، الأمر الذي يحتم على أمريكا أن تراجع حساباتها في التهور في شن الحرب على اليمن. وأشار البروفيسور الترب الى ان هذا النجاح الكبير للقيادة الثورية والسياسية والعسكرية في صنع الاستقلال يجب ان يقابله تحرك على المستوى الداخلي وإعادة ترتيب البيت اليمن واستغلال مقوماته الاقتصادية في البناء والتنمية وصنع الغد المشرق الذي تنتره الأجيال ووفاء لدماء الشهداء ...مؤكدا ان الوقت قد حان للدعوة لمؤتمر وطني جامع يشارك فيه المخلصين من أبناء اليمن والتعجيل بالتغييرات الجذرية التي اعلن عنها قائد الثورة وتجاوز سلبيات المرحلة الماضية.