= التمظهر بأنماط استفزازية ومسالك وقحة = العجز الفاضح للقيادات العربية والانبطاح المزمن = غزة تفرز المواقف وتكشف المطبعين زعامات مدجنة وانتفاخات كاذبة ووقاحة لا حدود لها .. هكذا ظهر قادة الاعراب في قمتهم العربية التي احتضنتها المنامة في البحرين العظمى وقد عقدة هذه القمة بصورة اعتيادية جداً ومبرر عجيب رغم حرارة الدم الفلسطيني المسفوك على أيدي العلوج الصهيونية المتوحشة ورغم الاشلاء المتناثرة لأطفال غزة الذين دفنوا تحت انقاض بيوتهم ومنازلهم واحيائهم السكنية . ظهر الاعراب بهذه الصورة المخزية تلاحقهم لعنات شعوبهم وتطاردهم المخازي في مواقف كانت أكثر ارتعاشاً من ركبهم المرتعشة المرتعدة من الصهاينة ومن الامريكان .. والمؤلم أن نشهد ذلك الاحتفاء المبالغ فيه باصطفاف اطفال مستجلبين ونساء كانوا ينثرون الزهور والورود على القيادات التي حضرة القمة والتلويح بالأعلام والرايات والبيارق حتى اثيرت سخرية واسعة وازدراء كبير من الشعوب العربية التي دون شك قد صرفوا بسخاء فاحش على الشاشات التي نقلت مثل تلك المهازل .. فقد دخل كالعادة الاعراب صالة الاجتماعات وكأنهم فرسان فاتحين أو قادة أقبلوا من ميادين الجهاد والقتال , فيما تندر كثيرون بان هؤلاء فاتحون لأفخاذ النساء والملاهي الماجنة في الجزر والمدن العربية التي توفر لهم الحفلات الماجنة وتقدم لهم تجارة اللحم الأبيض وهذا فقط مكان مواقع انتصاراتهم وحروبهم .. ولا ندري ما الذي أوحى لسلطات البحرين ان تبتكر تلك المظاهر الاحتفالية وما المغزى الحقيقي لها ام انها هفوة أظهرت حقيقة وهشاشة تلك القيادات المأفونة والمتخمة بالذل والانهيارات المعنوية والمنبطحة للقرارات الامريكية والنفوذ الصهيوني .. وقد علق احدهم حين رأى ذلك الموقف الهزلي المضحك ماذا تنتظر من قيادات كرتونية هشة غير المزيد من المخازي والعجز والخذلان , فكيف بقرارات مصيرية , بل وفي ظل تحدي وجودي لهم .. وشبه احوال هؤلاء الاعراب بحال حكام الطوائف في الاندلس الذين اضاعوا مجداً وفرطوا بتاريخ الأمة .. واقع العرب اليوم ينذر بالمزيد من الانفلات والتحديات تعصف بهم من كل حدب وصوب والتهديدات الوجودية تحيط بهم وهم في اوهام عروشهم سادرون ويظنون أن اوضاعهم المهلهة قد تستمر وتبقيهم على عروشهم وممالكهم وبلدانهم فيما المؤامرات لاتقف عند حدود غزة أو فلسطين وانما امتداداتها ستصل إلى غرف نومهم والى اماكن غير متوقعة , فالمؤامرة الصهيونية تدرك اين تصل وكيف تصل وهناك بوادر ومؤشرات ,فيماهم غافلون أو مستغفلون والتهديدات تسير من تحتهم حتى تحين اللحظات المناسبة للانقضاض عليهم وفرض اوضاع منفلتة .. ومن يرى خارطة الصراعات العربية العربية يتأكد من ذلك لا ن الحروب والفتن والصراعات هي الوسيلة التي تساعد على تفكيك المتلاحم وعلى نسف كل المسلمات والبديهيات التي يظن الاعراب انها ضمانة استمرارهم واستمرار حكمهم .. وفي الامس القريب قسموا الصومال وتبعتها السودان .. وما حدث في العراق وسوريا والقادم أشد ايلاماً ان استمر التقاتل العربي وضياع البوصلة والابحار دون هدى أو رؤية في محيط متلاطم الامواج لاسيما وان العرب يفتقدون الى النموذج الى القيادة والى سمات التماسك والحرص على الوجود وعلى الثبات في الجغرافية العربية ولنا هنا أن نتساءل حول قمة المنامة وماذا قدمت وهل كانت عند مستوى التحدي الراهن .. بالطبع ان البدايات توحي بالمألات والنهايات وهي نهائيات مخزية فقد ظهر القادة الاعراب بحجمهم وبمستواهم المتخاذل وتركت للمدعي عباس لا دانة المقاومة الاسلامية وتحميلها وزر ما قام به الصهاينة .. وتركت غزة لهمها وسمحت للصهيوني المتنمر المتعطش للدماء نتنياهو الذي أوغل في مدينة رفح ولم يتورع عن ارتكاب المزيد من المذابح البشعة .. فأي لعنة أصابت الاعراب وأي خزي وعار قد كلل جباههم التي لا تعرف الخجل ولا تؤمن بقيم المروءة والرجولة والكرامة والعزة .. ففي الوقت الذي عقدت قمة المنامة بتلك الوقاحة المكشوفة كانت دولة جنوب أفريقيا تقود حكومة الكيان الصهيوني الى محكمة العدل الدولية لتنتصر للدم الفلسطيني وإسناداً لأهل غزة .. فيما الشباب الامريكي في الجامعات والشباب الاوروبي في الجامعات يحرقون الارض تحت اقدام الصهيونية واذرعها ونفوذها .. وهي صفعات محددة على جبين الصهاينة وعلى جبين الاعراب المتخاذلين الذين انكشفوا ولم يعد التواري خلف الخفايا يفيدهم أو يستر عوراتهم المكشوفة اما غزة فأنها قد صنعت تاريخاً مشرقاً وكتبت بدماء ابنائها موقفاً زلزل الكيان الصهيوني الذي يعاني من اضطرابات واضحة , وانقسامات في قواه السياسية ومعنويات جيشه توحي بان هذا الكيان سوف يواجه تحديات وجود وبالمزيد من الانقسامات الداخلية.. فقد ظهر جيش الاحتلال الصهيوني بصورة مهزوزة بعد اكثر من ثمانية اشهر رغم انه مدجج بالأسلحة واللوجستيات وبالمعلومات وبدعم امريكي غربي أو ضح ان هذا الكيان ما هو إلا واجهة لحرب صليبية ضد الاسلام والمسلمين . وبالمقابل ان الاوضاع الاقتصادية للكيان قد أفصحت عن اضطراب كبير واختناقات واسعة , ولولا الدعم الامريكي الغربي لما تمكن هذا الكيان من الاستمرار أو الثبات . وهكذا ان ما بعد 7 اكتوبر وطوفان الاقصى ليس كما قبله .. ولا عزاء للمطبعين والمنبطحين واذيال الصهاينة من الاعراب الشاردة .