غروندبرغ.. زوبعة في فنجان    الوثيقة العربية الموحدة للشراكات بين القطاعين العام والخاص في الطيران المدني    الكويت تفصل المطوع المتصهين "سالم الطويل" من الامامة وتطرده من سكنه    لصالح من اعادة نشاط التنظيمات الارهابية    محكمة صيرة تدين نصاب يمني مارس الطب في ماليزيا ك "طبيبة" ودبلوماسية بريطانية    نفذوا قراراتكم على الجميع وإلا رجعوا الصرف كما كان    عودة عيدروس الزبيدي للضرب تحت الحزام لكل فاسد    إسرائيل تمتهن الدول الكبرى وتذلّها.. فرنسا نموذج واطيء    ليفربول يخطط لضم خليفة قائده    رسميًا.. نجم مانشستر سيتي إلى إيفرتون    جوارديولا كلمة السر.. دوناروما يتفق مع مانشستر سيتي    نيويورك حضرموت    اكتشاف حفرية لأصغر نملة مفترسة في كهرمان عمره 16 مليون سنة    مخطط صهيوني لتهجير سكان غزة في جنوب السودان    سلة لبنان آخر المتأهلين إلى ربع نهائي آسيا    إنريكي: الأعذار مرفوضة.. والضغوط لا تقلقنا    بعد اعتماد قائمته رسميّا.. الاتحاديون يزكون سندي    كالكاليست: ميناء إيلات يبدأ بترحيل عماله    القوات المسلحة اليمنية: استراتيجية الردع والمواجهة في البحر الأحمر    الوزير الزعوري يطّلع على أنشطة نادي رجال المال والأعمال بالعاصمة عدن    المقالح: العيش على شتيمة الماضي إفلاس وخسران    مجلس وزراء الشؤون الإجتماعية يتخذ جملة من القرارات للإرتقاء بعمل القطاعات    عدن .. المالية توجه البنك المركزي بجدولة المرتبات والحكومة تلزم الوزرات بتوريد الفائض    تقرير بريطاني يكشف دور لندن في دعم مجازر الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة    جورجينا تعلن موافقتها على الزواج من رونالدو وتثير ضجة على مواقع التواصل    مكتب رئاسة الجمهورية ينظم دورة تدريبية حول مهارات التفاوض واختلاف الثقافات .    تضليل وكذب وافتراءات    ندوة وفعالية احتفالية في مأرب بمناسبة اليوم العالمي للشباب    السقلدي: هناك من يضعف الجميع في اليمن تمهيدًا لاحتوائهم    وزير الصحة يطّلع على التجربة الصينية في التحول الرقمي والخدمات الصحية الريفية    من يومياتي في أمريكا .. أنا والبلدي*..!    واشنطن تدرس فرض عقوبات على مسؤولين في مناطق الشرعية بتهم فساد وتهريب أموال    - صنعاء ترد على نص احاطة المبعوث الاممي وتهتمه بعدم الحيادية وعدم ادانته للانفصال السياسي وتدرس انهاء عمله!    - السلع العمانية والسعودية تواجه صعوبات في الأسواق اليمنية    عظيم يرثي عظيم    عدن شهدت انطلاقة كرة القدم قبل 125 عاماً على يد "فتيان الثكنات"    مناقشة الوضع التمويني لمادة الغاز وتلمس احتياجات المواطنين في ذمار    فريق طبي مصري يستخرج هاتفا من معدة مريض    تعز: وفاة 3 اطفال جراء انهيار صخري وصواعق رعدية    الهيئة النسائية تدشن فعاليات المولد النبوي في المحافظات الحرة    توكل كرمان، من الثورة إلى الكفر بلباس الدين    العراسي: محطة فاشلة لتوليد الكهرباء في الحديدة أطلقوا عليها اسم "الحسين" وألواحها إسرائيلية    حملة ميدانية في مديرية صيرة بالعاصمة عدن لضبط أسعار الأدوية    مليشيات الحوثي تدمر المعالم الثقافية في الحديدة وتحوّلها لمصالح خاصة    مساعدات إماراتية تنتشل شبوة من أعباء حرب الخدمات    وزارة الإعلام تدشن خطة التغطية الإعلامية لذكرى المولد النبوي    مكتب الزكاة بذمار يستعد لتدشين فعاليات ذكرى المولد    50 شهيدا بقصف منازل واستهداف منتظري المساعدات في غزة    الأرصاد يتوقع هطول أمطار متفاوتة الشدة ويحذر من العواصف الرعدية    الصين تعلّق الرسوم الجمركية على السلع الأمريكية لمدة 90 يومًا    أهلي تعز يهزم التعاون ويتصدر مجموعته في بطولة بيسان    ورشة عمل تشاورية لتعزيز الوصول الشامل للأشخاص ذوي الإعاقة إلى المرافق الخدمية    لماذا يستهدف وزير الإصلاح "حيدان" كفاءة عدنية عالية المهارة والإخلاص    النائب العام يوجه بحملات مشددة لمراقبة أسعار الأدوية وضبط المخالفين    فيديو وتعليق    بهدف معالجة الصعوبات والمشكلات التي يعاني منها القطاع الصحي.. رئيس مجلس الشورى يلتقي وزير الصحة والبيئة    مرض الفشل الكلوي (16)    وصية الشهيد الإعلامي أنس الشريف ابن فلسطين درة تاج المسلمين توجع القلب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ضمن أولويات أهدافها الرئيسية في مواجهة تحديات المرحلة الصعبة:
نشر في 26 سبتمبر يوم 25 - 08 - 2024

سلاسل القيمة تحت مجهر تركيز اهتمام حكومة التغيير والبناء في تعزيز وإنعاش الدور الفعال للتعاونيات
على مسار استنفار جهود مختلف الجهات الرسمية للتحرك في الميدان بما يخدم العمل التنموي في كافة المحافظات والمديريات، والحث على تعزيز التنسيق بين الوزارات المعنية وأجهزة السلطة المحلية والجمعيات التعاونية،
للعمل على تخفيف معاناة المتضررين من السيول، ومساعدة المزارعين للتوجه نحو استصلاح الأراضي واستغلال مواسم الأمطار، وترشيد استنزاف مخزون المياه الجوفية، وعلى مسار مواصلة الجهود واستشعار المسؤولية الدينية والوطنية، والتوكل على الله في تنفيذ مختلف المهام والواجبات.
يحيى الربيعي
يأتي تركيز اهتمام حكومة التغيير على تعزيز العمل المشترك ما بين الجهات الحكومية المختلفة مع المجتمع بما يسهم في مواجهة التحديات والتغلب على الصعوبات في ظل المرحلة الصعبة التي يمر بها اليمن، ليمثل المرتكز الأساسي لتعزيز العمل وفق مخرجات برنامج سلاسل القيمة للمحاصيل، والذي ترعاه اللجنة الزراعية والسمكية العليا بالتعاون مع الفريق التنموي في كل محافظة.
كما يعتبر تشجيع إطلاق المبادرات المجتمعية وتفعيل الجمعيات التعاونية الزراعية وتوطين العمل التعاوني كبوابة رئيسية للعبور نحو آفاق مستقبل اقتصادي يحقق الاكتفاء الذاتي في إطار الثورة الزراعية، أحد الأهداف الرئيسية لقيام ثورة ال21 من سبتمبر المجيدة.
إن أهمية تضافر الجهود والعمل بروح الفريق الواحد والاهتمام بالعمل الميداني في مختلف المسارات للنهوض بالجانب التنموي، وفقا للاسترشاد بما تتضمنه خطابات قائد الثورة من موجهات للنهوض بواقع المجتمع ومستقبله، والاستفادة من المقومات الزراعية التي تمتاز بها الأرض اليمنية، وكذا الاستفادة من الظروف التي أصبحت مواتية وتسمح للجميع بالتحرك بحرية مطلقة، والتركيز على المحليات والجانب المجتمعي، وإسناد الجمعيات بالخبرات من مختلف الوزارات والجهات المعنية جانبا أساسيا في تحقيق المسار التنموي على مختلف الأصعدة، والحث على تنفيذ برامج ومشاريع مجتمعية واستثمارية في مختلف مجالات التنمية من تعليم وطرق وصحة وغيرها ووفقا لأولويات المجتمع.
وفي مسار الحرص على الاستفادة من الإمكانيات والموارد المتاحة للوصول إلى أفضل النتائج في دعم الجمعيات التعاونية بالمعدات مع الحرص على أهمية التحرك بشكل جماعي، يصبح رسم خطوات السير نحو تحقيق أهداف برامج حكومة التغيير والبناء والنهوض بالتنمية هو الركيزة الأساسية التي يجب على الجميع تفعيلها والعمل بموجب مخرجاتها كلٌ في حدود نطاق اختصاصه.
كما يعد الحرص على الاستفادة من موسم الأمطار للتوسع في المساحات الزراعية، إلى جانب توفير البذور والحراثة لتشجيع المزارعين على التوسع في زراعة المحاصيل وخاصة الحبوب، هو الآخر مسارا مهما للإسهام في تحقيق الاكتفاء الذاتي.
المشكلة الأساسية
واجه مزارعو السمسم عوائق كثيرة حدت من توسع نشاطهم، أبرزها قلة توفر الآليات والمعدات الحديثة والبذور الجيدة، بالإضافة إلى ضعف الخبرة الكافية لزيادة الإنتاج، ناهيك عن المشكلة الأساسية المتمثلة في غياب الآلية الكفيلة بتنظيم عملية ضبط حركة السوق وفق معدلات إنتاجية المزارع اليمني وبما يضمن مسار نمو وتطور متزايد ومستدام، يكفل العيش الكريم لكافة حلقات سلسلة القيمة للمحاصيل.
يقول مزارعو محصول السمسم في تهامة: إنه يواصل زراعة السمسم بمحافظة الحديدة، على الرغم من كل الصعوبات التي تعترض طريقه، مع غيره من المزارعين، باعتبارها الوسيلة الأخيرة المتاحة للتغلب على متطلبات الحياة.
ويضيف المزارعون، إن زراعة السمسم وإنتاجه تتطلب الجهد الكبير والخبرة الكافية بدءا من اختيار البذور ومواسم الزراعة والسقاية ومكافحة الحشرات التي تهدد المحصول وتقلل من كميات الإنتاج بشكل كبير.
وأوضح أنه خسر نحو 30% من أرضه الزراعية خلال الأعوام الماضية بسبب توقفه عن الزراعة نتيجة ارتفاع الأسعار في أجور المعدات الزراعية الحديثة، ورغم ذلك ما زال يطمح إلى استعادة الأراضي التي خسرها وزيادة الإنتاج.
الوضع الراهن
يزرع السمسم في اليمن مرتين خلال العام الواحد؛ تبدأ الأولى خلال الصيف وتنتهي بالخريف، بينما تبدأ الثانية منتصف الشتاء وتنتهي بالربيع، وتنتشر زراعته في الحديدة وحجة وأبين ولحج والجوف وشبوة وريمة والبيضاء وتعز.
وبحسب بيانات رسمية، تحتل الحديدة المرتبة الأولى بإنتاج السمسم بكمية تقدر بنحو 5 آلاف و800 طن سنويا، ويزرع بمساحة تقدر ب7 آلاف هكتار، تليها محافظة مأرب بكمية إنتاجية تقدر بنحو 4 آلاف و400 طن سنويًا من مساحتها الزراعية المقدرة بنحو 3 آلاف و400 هكتار، ثم تأتي محافظة أبين ثالثًا.
تراجع الإنتاج وتزايد التصحر
وفقا لبيانات رسمية تراجع إنتاج اليمن من السمسم خلال السنوات العشر الماضية من 25.3 ألف طن إلى 22.6 ألف طن، فيما تراجعت مساحة الأراضي الزراعية المنتجة للسمسم من 23 ألف هكتار إلى 18 ألف هكتار منذ مطلع عام 2016م.
ويعتبر السمسم من المحاصيل الزراعية المكلفة ماديا بسبب اعتماد غالبية المزارعين على الطرق التقليدية في زراعته وحصاده، ونثر بذور وتجفيفها وتنظيفها بالعمالة اليدوية بدلاً من الآلات الحديثة.
ويعتمد إنتاج السمسم على الخبرة والأحوال الطبيعية، ويتراوح ما ينتجه المعاد الواحد في الساحل التهامي بين 150 و250 كيلو جرام، بما يعادل 400 إلى 600 كجم للهكتار الواحد.
وتختلف أسعار السمسم في المحافظات اليمنية نتيجة لاختلاف أنواع المحاصيل، ففي الحديدة غرب اليمن يصل سعر الكيس من السمسم ذو اللون البني، الذي يعتبر الأجود بين المحاصيل، سعة 50 كجم إلى 45 ألف ريال (نحو 80 دولار، بسعر صنعاء.
ويقول خبراء اقتصاديون إن السمسم اليمني يمكن أن يحصل على ميزة تنافسية خارج البلاد في حال أمكن إنتاجه بكميات كافية للتصدير. فيما يعجز أغلب المزارعين المتضررين في تهامة من استعادة أراضيهم حيث يتطلب المعاد الواحد لأكثر من مليونين ريال يمني، نتيجة لارتفاع أجور المعدات الزراعية وزيادة أسعار المدخلات وغياب الارشاد الزراعي وآلية تسويق المنتج المحلي وسيطرة المنتج المستورد على حركة السوق المحلي.
القدرة الإنتاجية
في السياق، التقينا ضابط سلسلة قيمة محصول السمسم باللجنة الزراعية والسمكية العليا، والباحث بمؤسسة بنيان التنموية، المهندس حسام يحيى البخيتي، والذي بدوره قدم لنا عرضا لدراسة قام بها عن سلسلة القيمة لمحصول السمسم في سهل تهامة، أكد خلالها أن إجمالي ما يستهلكه السوق المحلي من محصول السمسم يقدر ب60 طنا، وتقدر المساحة المزروعة بمحصول السمسم حوالي 24 ألف هكتار، بقدرة إنتاجية تصل إلى 19,583 طنا سنويا، وتستورد اليمن حوالي 40 طنا بقيمة تقديرية 32 مليون دولار سنويا.
وأشارت الدراسة أن ما تحتاجه اليمن من مساحة الأرض الزراعية للوصول إلى الاكتفاء الذاتي من محصول السمسم بالنسبة لكمية الاستيراد تقدر ب31,712.5 هكتار، بكمية بذور تقدر ب190,875 كجم، وبقدرة إنتاجية تقدر ب38,175.4 طن، ويقدر عدد المزارعين المتوقع تفعيلهم في زراعة المحصول ب173,238 مزارعا.
وقالت الدراسة إن التوسع في زراعة محصول السمسم من شأنه أن يفتح الآفاق على فرص استثمار كبيرة، حيث من المتوقع أن تسهم في خفض فاتورة استيراد البلاد لمنتجات صناعة الأعلاف المركزة للدواجن والمواشي، وصناعة الطحينية السائلة، وصناعة الطحينية الحلوة، وصناعة زيت السمسم، وصناعة الوقود الحيوي (الإيثانول)، وأورد الباحث مثالا على ذلك، أن اليمن تستورد من حلاوة الطحينية 38,175.4 طن سنويا، و99.32 ألف لتر من الطحينية السائلة.
وفي الدراسة، التي نفذت بتمويل من هيئة تطوير تهامة، أثبت الباحث، بالعينة المدروسة، أن نقاط القوة لزراعة السمسم لا تزال منحصرة في الجدوى المالية، وفي حال الزراعة المروية لا غير، مشيرا إلى أن متوسط إنتاجية محصول السمسم المروي في تهامة، حسب موسم 2023م، بلغت 750 كجم للهكتار الواحد، فيما بلغ متوسط تكاليف الإنتاج 721,355 ريالا/هكتار، بصافي عائد 471,595 ريالا/هكتار، وذلك في حال عدم احتساب التكاليف الثابتة من إيجار للأرض ونسبة الإهلاك ومنظومة الطاقة الشمسية. أما في حالة الاحتساب، فقد بلغ متوسط تكاليف الإنتاج 353,405 ريالات/هكتار بصافي عائد 825000 ريال/هكتار.
فيما بلغ متوسط إنتاجية الهكتار لذات الموسم في المحصول المطري 375 كجم/هكتار، بتكاليف إنتاج 389,055 ريالا/هكتار، وصافي عائد 23,445 ريالا/هكتار، وذلك في حال عدم احتساب التكاليف الثابتة، فيما بلغ متوسط تكاليف الإنتاج في حالة عدم الاحتساب 353,405 ريالات/ للهكتار، وبصافي عائد 59,095 ريالا/هكتار.
واعتمد الباحث في نتائج الحالتين على الصنف المفضل عند مزارعي السمسم، وهو الصنف المحلي (السمسم الأحمر)، بمعدل متوسط بذور 7-9 كجم/هكتار.
نقاط الضعف
وفي السياق، لم تغفل الدراسة عن توضيح العديد من نقاط الضعف، والتي أجملتها في:
عدم التزام المزارعين بالمواعيد الزراعية الموصى بها، حيث أظهر المسح للعينة المدروسة أن الموعد الزراعي المتبع في سهل تهامة هو الموسم الخريفي منتصف شهر أغسطس، مما أدى إلى انتشار العديد من الآفات والحشرات، أبرزها ديدان القرون وذبابة الانتفاخ.
ارتفاع أسعار المحروقات، وبالتالي الزيادة الكبيرة في متوسط تكاليف الري.
ارتفاع أسعار الأسمدة الطبيعية والكيميائية أو نقص وعي المزارعين بأهميتها، مما أدى إلى عدم اهتمامهم بتسميد المحصول.
ارتفاع أسعار المبيدات وعدم توفر بعضها أحياناً، مع وجود كميات غير صالحة، بالإضافة إلى قلة وعي المزارعين بكيفية ونوعية المبيدات اللازمة لمكافحة الآفات، مما أدى إلى انتشار العديد منها، مثل ديدان القرون وذبابة الانتفاخ والذبابة البيضاء والمن والبياض الدقيقي، إلى جانب ظهور آفة جديدة تسبب إصابة شديدة للعسال.
انخفاض الإنتاجية لكل وحدة مساحة، والتي يُفترض أن تصل إلى 700 كجم/هكتار بدلاً من 375 كجم/هكتار، بسبب اتجاه معظم المزارعين نحو الزراعة المطرية.
محدودية وقلة زراعة السمسم بشكل عام، حيث لا تلبي متطلبات الأسواق الداخلية، مما يدفع أحياناً بعض التجار إلى استيراد كميات من دول أخرى لتلبية حاجات السوق.
ضعف دور الإرشاد الزراعي أو غيابه، مما أدى إلى قلة مصادر المعلومات لدى المزارعين.
عدم وجود مصادر تمويل أو قروض تساعد المزارعين على التوسع في زراعة هذا المحصول.
عدم وجود مصانع لعصر زيت بذور السمسم.
غياب الجمعيات المتخصصة التي تنظم عمل المنتج والمسوق، مما يزيد القدرة التنافسية، وعدم وجود سياسات تسويقية لتطوير تسويق هذا المحصول.
الفرص والحلول
واختتم الباحث دراسته بتقديم مجموعة من الحلول، تمثلت في حث الجهات المعنية على أهمية:
تفعيل دور الإرشاد المجتمعي وتكثيف جهوده وتعزيز دوره والتواصل مع المزارعين وفهم مشاكلهم وعكسها للجهات المختصة، وتزويد المزارعين بالمعلومات اللازمة وإرشادهم بضرورة الاهتمام بخدمة محصول السمسم من ناحية مكافحة الآفات.
تفعيل دور الجمعيات في العمل على توفير وخفض أسعار منظومات الطاقة الشمسية وقطع الغيار، كما يجب عليها توفير الأسمدة والمبيدات بأسعار مناسبة.
إرشاد المزارعين بضرورة اتباع الموعد الزراعي الموصى به (منتصف شهر يوليو) للتقليل من الإصابة بدودة القرون وذبابة الانتفاخ. وفي حالة الإصابة يجب استخدام أي من المبيدات المناسبة.
العمل على إدخال أصناف عالية الغلة وتشجيع المزارعين على زراعة محصول السمسم من خلال توفير التوعية، التدريب، المدخلات، والتسويق المناسب للمزارعين.
تفعيل برامج الإقراض من خلال توفير القروض البيضاء من جهات عامة وفق شروط وإجراءات سهلة وبدون نسبة فائدة تعين المزارعين وتخفف أعباء معيشتهم.
فتح آفاق الاستثمار في إنشاء مصانع لعصر زيت بذور السمسم وتمكين الجمعيات من إدارة مشاريع صغيرة وأصغر لإنتاج الزيت من خلال عملية التدريب والتأهيل للشباب والأسر المنتجة.
التدخلات التنموية
اللجنة الزراعية والسمكية العليا بالتعاون مع شركاء التنمية، بدأت برنامجاً خاصاً لتعزيز القدرة على مواجهة الأزمات في أوساط مزارعي السمسم، وذلك بتوزيع قروض بيضاء لاستخدامها لشراء مصادر طاقة، وبهدف مباشر يتمثل في تحسين مستوى معيشة المزارع التهامي، وهدف طويل الأجل لزيادة التجهيزات لتعزيز الأمن الغذائي في البلاد، وعدّت سلسلة إنتاج السمسم هي المفتاح.
نفذت وحدة تمويل المشاريع والمبادرات الزراعية والسمكية في محافظة الحديدة ورشة عمل لتطوير سلسلة القيمة لمحصول السمسم. الورشة أتت استجابة لتوجيهات القيادة الثورية والسياسية، وبرعاية اللجنة الزراعية والسمكية العليا، بالتعاون بين هيئة تطوير تهامة، الهيئة العامة للبحوث والإرشاد الزراعي، ووزارتي الزراعة والري والصناعة والتجارة، والاتحاد التعاوني الزراعي، ومؤسسة بنيان التنموية.
هدفت الورشة إلى دعم إنتاج وتسويق السمسم من خلال التوعية، والدراسات، والتدريب، وتقديم القروض، والزراعة التعاقدية، وتفعيل الوحدات المجتمعية، وتشجيع الابتكار.
وفي الورشة التي جمعت 40 جهة رسمية وغير رسمية، شارك أكثر من 80 قائدًا وخبيرًا وأكاديميًا ومختصًا يمثلون أكثر من جهة حكومية ومنشأة خاصة ومكانة مجتمعية عاملة أو مهتمة بالقطاع الزراعي، في رسم خارطة طريق لتحسين الإنتاجية والكفاءة والربحية في حلقات سلسلة السمسم ومساعدة منتجي السمسم اليمنيين المحليين على زيادة كميات الإنتاج من محصول السمسم وبيع المنتجات وتوفير معدات لمصنعي زيت الطهي، من مولدات الطاقة الشمسية والوقود؛ سعياً لزيادة الإنتاج الغذائي المحلي وتوفير الدخل المادي للجميع الحلقات في سلسلة قيمة السمسم.
كما أوصى الجميع بأهمية تبادل خبرات زراعة السمسم بين مزارعي السمسم اليمنيين عبر إنشاء المدارس الحلقات وعمل الحلقات الإيضاحية، مشيرين إلى أن التدخلات الأخيرة مع معظم حلقات سلسلة قيمة السمسم أثمرت عن زيادة إنتاج السمسم نحو أكثر من 25 في المئة لكل هكتار، نتيجة لاستخدام بذور عالية الجودة وإدخال طرق زراعية أفضل.
توصيات الخبراء
الورشة شكّلت منصة للحوار المفتوح حول التحديات والفرص التي تواجه المحصول الاستراتيجي في اليمن، وأسفرت عن التوصيات التالية:
تقييم الوضع الحالي لسلسلة قيمة محصول السمسم في اليمن من خلال تحليل جميع حلقات السلسلة من الإنتاج إلى الاستهلاك، وتحديد نقاط القوة والضعف والفرص والتحديات.
وضع خطة عمل شاملة لتطوير السلسلة تتضمن رسم خارطة طريق واضحة لتحسين الإنتاجية والكفاءة والربحية في جميع حلقات السلسلة.
تعزيز التنسيق والتعاون بين جميع أصحاب المصلحة لبناء شراكات قوية وتنسيق الجهود لضمان استدامة وتطوير سلسلة قيمة محصول السمسم.
كما شملت مخرجات جلسات الورشة عن التزام كل ذي صلة بتنفيذ الخطة، وتوفير الدعم المالي والفني اللازم، وتعزيز التنسيق والتعاون، وإجراء المزيد من البحوث والدراسات حول السلسلة.
وشدد المشاركون في توصياتهم على أن تطوير سلسلة قيمة السمسم خطوة هامة نحو تحسين هذا القطاع الحيوي في اليمن، خاصة في سهل تهامة، مرهون بالتزام جميع أصحاب المصلحة المعنيين بتنفيذ خطة العمل المتفق عليها التي يمكن أن تؤدي إلى تحسينات كبيرة في الإنتاجية والكفاءة والربحية، مما يُساهم في تعزيز الأمن الغذائي وتحقيق التنمية المستدامة في اليمن.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.