يعُد الإرهاب المؤدلج من أخطر أنواع الإرهاب حيث يفتح أبواب الكراهية والبغضاء والعنصرية بين أبناء الأمة الواحدة، إضافة إلى نشر الفوضى ما سينعكس على وحدة الأمة وأمنها الوطني والقومي والاجتماعي.. فالإرهاب الفكري المؤدلج له آثار خطيرة على الأمن العام، وعلى أمن واستقرار الأمة، وقد يقود الشعب إلى حرب دامية، وأوضاع اقتصادية متردية قد تصل بالبلدان إلى حافة الهاوية. أما اليمن فمن المستحيل لبننتها أو صوملتها لأنها بلد الحكمة والإيمان والفقه يمان.. فاليمانيون كلما اختلفوا تقاربت آراؤهم ورؤاهم، وتجلت حكمتهم، وكلما تعاظمت المشاكل واتسعت الخلافات ارتفع مؤشر التقارب والتفاهم والتآزر بينهم.. فالآخرون يرون أن اليمن سماؤه ملبدة بالسحب السوداء والعواصف الهوجاء في حين يرى أبناؤه عكس ذلك، وأن غيثاً مدراراً قادماً إليه لا محالة، وأن ظاهرة الإرهاب المؤدلج من الظواهر التي تحاول المرتزقة ربطها بقيم دينية وأفكار متأسلمة لخدمة جهات أو دول إقليمية أو دولية، هي صراعات فكرية وخلافات مذهبية عفا عليها الزمن يحاول بعض المأزومين فكرياً زرعها في عقول الأجيال الصاعدة والهدف من ورائها إدخال الأمة في صراعات وحروب مذهبية وعنصرية وجهوية قد تمزق الأرض والإنسان لصالح العدوان.. لذا قد تصبح ظاهرة الإرهاب المؤدلج سلاحاً فتاكاً قاتلاً لمن تسول له نفسه الخروج عن الخط المرسوم له، وقد يكون أداة قمع وبطش وترهيب لكل من يخالفه نصاً وروحاً.. فالصراع يظل قائماً طالما هناك إرهاب مؤدلج وأفكار مؤدلجة لخدمة أجندة خارجية، ومصالح ذاتية بين الدول.. اليمن ليست سوريا أو لبنان أو العراق.. اليمن قادر على احتواء أزماته ومشكلاته، وفي ذات الوقت قادر على أن يضع ملامح جديدة لمستقبل مشرق، وشموع أمل لا تنطفئ، فاليمن لا يبيع الوهم، ولا يعد ويخلف، بل يقول ويطبق، وهذا الشعب الأصيل المثابر لا تطوعه الأحداث والخطوب، بل هو الذي يطوع الأحداث والخطوب مهما كانت قسوتها وشدتها.. فاليمن قادر على التحدي مهما بلغت التحديات لأنه يمن الإيمان والحكمة والفقه يمان. صفوة القول: الولاياتالمتحدةالأمريكية وحلفاؤها يحاولون قدر الإمكان إركاع حكومة صنعاء وإدخالها في حرب تجويع وحصار اقتصادي لتحريك الشارع اليمني فهم الآن يقومون بضرب المنشآت الاقتصادية الحيوية، وتعطيل الموانئ اليمنية وضربها بالصواريخ والقنابل، ووقف المساعدات الإنسانية لتضييق الخناق من أجل الوصول بالناس إلى المجاعة.. فالزيارة الأخيرة التي قام بها المبعوث الأممي إلى صنعاء تؤكد أن أمام حكومة صنعاء الانصياع لشروط المفاوضات التي تم الاتفاق عليها بين صنعاء والرياض حول الترتيبات الإنسانية لمسار عملية السلام والتي كانت تدور حول محور صرف رواتب الموظفين من عائدات النفط والغاز إضافة إلى تأمين طريق الملاحة العالمي في البحر الأحمر، وعلى حكومة صنعاء قبول الاتفاقية كما هي وإلا سيواجه اليمنيون أوضاعاً إنسانية كارثية، ويدفع الملايين إلى براثن الفقر المدقع، حينها قال قائد الثورة السيد/ عبدالملك الحوثي مقولته الشهيرة: "لينتظروا المستحيل والله لأن نتحول إلى ذرات تبعثر في الهواء أشرف لدينا وأحب إلينا من أن نستسلم لكل أولئك المجرمين".. على الولاياتالمتحدةالأمريكية وحلفائها أن يعوا الدرس جيداً أن صنعاء ليست دمشق، وليست كابول وأن حكومة صنعاء ليس لديها ما تخسره بعكس العدو الذي يخسر الكثير، ولم يصل إلى أهدافه، فالعدو الثلاثي ضد حكومة صنعاء يتجاوز الحدود الجغرافية وأطره المستقبلية فهو صراع يرتبط بمصالح ونوايا استعمارية خبيثة تجاه المصالح والمنشآت الأمريكية في المنطقة، إضافة إلى دخول أطراف أخرى لزعزعة أمن المنطقة وتضييق الخناق على القوات الحوثية الضاربة، رغم كل هذا وذاك مازال الحوثيون يسطرون ويفرضون أنفسهم، وصنعاء انتصرت عسكرياً على قوى العدوان الثلاثي وغارات العدو على المدن والموانئ والمنشآت لا تقدم ولا تؤخر. كلمات مضيئة: هناك تحديات أمام حكومة صنعاء لابد من مراعاتها لتفويت الفرصة على الأعداء في الداخل والخارج، وهذا يعتمد على تقديم كافة الخدمات والفرص الاقتصادية وتوفير الأمن، وإقامة العدل لكل اليمنيين الذين يعيشون تحت سيطرتهم فالمواطن لا يُريد سوى الغذاء والأمن، وقوى العدوان تحاول بكل السبل والوسائل تحريك الشارع، وتفجير الوضع لخلط الأوراق حتى لا تفقد مصالحها أو يصبح عملاؤها خارج اللعبة السياسية، فهي مستفيدة من الأوضاع الراهنة يمن مقسم ممزق، جنوبه تحت النفوذ السعودي- الإماراتي فالمرحلة الراهنة التي تسود المشهد السياسي اليمني القائمة "مرحلة اللاسلم، واللاحرب" لا تبشر بخير طالما الاحتلال السعودي- الإماراتي مازال موجوداً في جنوب الوطن، ومن هنا جاء تأكيد قائد الثورة السيد/ عبدالملك الحوثي وتحذيره الجاد والمسؤول للتحالف من الوضع القائم المهزوز وما وصفه بالخطة (ب) منوهاً إلى أن السعودية تتحمل تبعات رضوخها وإذعانها للضغوط الأمريكية، وهي الخاسرة في الأخير شاءت أم أبت وسوف تدفع الثمن غالياً طوعاً أم كرهاً..!!