الحرب على الضفة الغربية في فلسطين لم تتوقف وتصاعدت بدرجة أعلى مع بداية الحرب على غزة لتتحول إلى حرب مباشرة مع انتهاء المواجهة على الجبهات الأخرى فجيش العدو مستمر بعملياته العسكرية الواسعة شمالي الضفة الغربية والتي أدت إلى استشهاد وإصابة عشرات الفلسطينيين وتهجير أكثر من 20 ألف من الفلسطينيين وخلفت دمارًا واسعًا في البنية التحتية. وقد أجبر جيش الاحتلال مئات العائلات على النزوح من مخيم الفارعة جنوب طوباس، مع دخول العدوان الاحتلال الإسرائيلي اليوم الثامن على التوالي وسط فرض طوق أمني محكم وتدمير ممنهج للبنية التحتية، وذكرت لجنة الطوارئ العليا في طوباس أن المحافظة قررت العمل على فتح عدد من المدارس في مدينة طوباس لإيواء النازحين من المخيم، وتقديم كل ما يحتاجونه من مستلزمات من شأنها مساعدتهم، ويعيش المواطنون على مدار ثمانية أيام ظروفًا إنسانية صعبة بسبب قطع المياه عن المخيم، ونفاد المواد الغذائية والأساسية، إضافة إلى الأدوية وحليب الأطفال.. كما أنهى جيش الاحتلال الإسرائيلي عمليته العسكرية في بلدة طمون جنوب مدينة طوباس بالضفة الغربية بعد أسبوع من الحصار الشامل والمداهمات الواسعة التي طالت عشرات المنازل، وكان قد اعتقل 21 فلسطينيًا خلال العملية، فيما استشهد العشرات من المدنيين في أعنف غارة جوية منذ بدء عملية "الأسوار الحديدية" شمالي الضفة الغربية، وشهدت بلدة طمون أكثر من 20 غارة جوية تحذيرية في سياق عمليات الترهيب المستمرة بحق المدنيين. وسط مأساة مستمرة ومعاناة لا تتوقف دخل العدوان الإسرائيلي على مدينة طولكرم ومخيمها يومه الرابع عشر، حيث وسعت قوات الاحتلال نطاق عملياتها لتشمل مخيم نور شمس شرق المدينة، في تصعيد عسكري أسفر عن دمار واسع في البنية التحتية، وفرض حصار خانق أجبر السكان على مغادرة منازلهم وسط ظروف إنسانية قاسية ودفع الاحتلال بتعزيزات عسكرية ضخمة إلى مخيم نور شمس، شملت آليات مدرعة وجرافات ثقيلة، وشنّ حملة مداهمات عنيفة طالت عشرات المنازل في محيط المخيم. وشرعت آليات الاحتلال بتدمير شارع نابلس المحاذي لمداخل المخيم، من دوار الشهيد سيف أبو لبدة حتى شارع حارة المسلخ، ملحقة أضرارًا إضافية بالبنية التحتية التي سبق تدميرها في اقتحامات سابقة، إلى جانب التشويش المتعمد على شبكات الإنترنت في المنطقة، ومن جهتها، أعلنت جمعية الهلال الأحمر في طولكرم أن قوات الاحتلال منعتها من دخول المخيم بعد ورود بلاغات عن وقوع إصابات، مما يزيد من خطورة الوضع الإنساني، وامتدت الاعتداءات إلى مدينة طولكرم نفسها، حيث شددت قوات الاحتلال إجراءاتها في الحي الشرقي، وداهمت عشرات المنازل في أحياء دياب، والمسلخ، والمقاطعة، وقامت بتفتيشها وتخريب محتوياتها والاستيلاء على سجلات كاميرات المراقبة الخاصة بها. ويأتي كل ذلك بالتزامن مع تحرك أمريكي حثيث لتنفيذ مخططات تهجير الفلسطينيين في غزة والضفة المحتلة وتفريغهما من سكانهما عبر رؤى وخطط وتشريعات أمريكية وكلها تهدف إلى إفراغ الضفة وغزة من سكانهما لاستكمال المشروع الصهيوني وإنهاء القضية الفلسطينية، فمع تصريحات ترامب التي قدم فيها مشروعه الجديد لتهجير سكان غزة كشفت العديد من وسائل الاعلام الامريكية ومنها صحيفة "نيويورك تايمز" عن تقديم عدد من أعضاء مجلس الشيوخ والكونجرس مشروع قانون بموجبه سيتم استبدال مسمى الضفة الغربية إلى " يهودا والسامرة "، وفيما اذا تم استكمال القانون فمن شأنه أن ينهي استخدام حكومة الولاياتالمتحدة لمصطلح "الضفة الغربية" وسوف يتطلب القانون استخدام مصطلح "يهودا والسامرة" في كافة الوثائق والمواد الرسمية الصادرة عن الولاياتالمتحدة وفق وسائل الاعلام الامريكية، وحسب مراقبين فإن إلغاء الولاياتالمتحدةالامريكية لتسمية الضفة واستبدالها ب"يهودا والسامرة" هدفه تسهيل ضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية للكيان الاسرائيلي في ظل أنباء تقول ان الرئيس الامريكي يدرس الاعتراف بضم الضفة الى الكيان الاسرائيلي.