بصورة واضحة ومخزية انظمت الإدارة الإمريكية إلى الرواية الإسرائيلية التي تتحدث عن عدم وجود تجويع في قطاع غزة على الرغم من كل التوثيق وكل الحديث وكل التقارير الصادرة عن منظمات حقوقية ودولية وفلسطينية في قطاع غزة التي وثقت حالة التجويع التي وصل إليها القطاع.. تفاصيل في السياق التالي : طلال الشرعبي من خلال تصريحات المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف التي نفى فيها مؤخرا وجود مجاعة في غزة بعد زيارة قام بها للقطاع وبالتحديد إلى أحد مراكز توزيع المساعدات التابع للآلية الأمريكية أو ما يعرف بمؤسسة غزة الإنسانية تكشفت حقيقة الموقف والتبني الأمريكي الواضح للرؤية والرواية الصهيونية، والانحياز الصريح والداعم لموقف وتصرفات وسياسات كيان الاحتلال الإجرامية المتربصة بغزة وسكانها . ردود فعل إسرائيلية غاضبة وجاءت تصريحات ويتكوف خلال لقائه عائلات الأسرى الإسرائليين في جو مشحون الغضب والرفض لتصرفات الحكومة الإسرائيلية، بعد أن نشرت حركة حماس مقاطع فيديو مصورة تظهر عددا من الأسرى الإسرائيلين في حالة صحية متدهورة نتيجة سياسة التجويع الإسرائيلية حيث بثت الحركة فيديو يظهر المحتجز إيفيتار ديفيد في حالة بدنية سيئة، وقد أضعفه الهزال الشديد، بعد يوم من بث فيديو آخر لروم بريسلافسكي في وضع مشابه، وهي فيديوهات أثارت عاصفة ردود فعل واسعة وغاضبة وجدلاً كبيراً في الداخل الإسرائيلي عبر عنها بيان صادر عن عائلات الأسرى الإسرائيليين طالبت فيه الحكومة الإسرائيلية بوقف الجنون في القطاع . محاولة احتواء وتضليل وفي محاولة احتواء لحالة الغضب السائدة في الشارع الإسرائيلي وحالة الرفض الشديد لسياسات حكومة نتنياهو خاطب ويتكوف عائلات الأسرى الغاضبة في ساحة الرهائن بتل أبيب بالقول: "لن يكون لدى حماس أي سبب لعدم الجلوس للمفاوضات. يتحدثون عن المجاعة، ولا وجود للمجاعة". وأضاف: "الخطة ليست توسيع نطاق الحرب، بل إنهاؤها. تعنت أمريكي وفي مشهد تعنت أمريكي يجسد حقيقة التوافق والاتفاق مع كيان الاحتلال الصهيوني ومحاولات فرض شروط الأخير وتحقيق أهدافه التي عجز عن تحقيقها في أرض الميدان رغم حربه الوحشية العدوانية والإجرامية على القطاع عبر طاولة المفاوضات أو التهديد بإفشالها والاستمرار في ارتكاب مجازر الإبادة الجماعية والتجويع لأهالي غزة.. تضمنت تصريحات الأمريكي ويتكوف الأخيرة قوله بما يحمل معنى التهديد: "نعتقد أنه يجب تغيير مسار المفاوضات إلى: (كل شيء أو لا شيء)". وزعمه أيضا أن حركة حماس وافقت على نزع سلاحها، وأنها منفتحة على ذلك، في تلميح منه إلى أن شرط سلاح الحركة هو شرط إنهاء الحرب. وأضاف: "الخطة هي إعادة المحتجزين جميعاً في صفقة واحدة، من دون صفقات جزئية. وفي هذا السياق جاء تأكيد ويتكوف للعائلات الإسرائيلية التزام الرئيس الأمريكي ترمب بإعادة الرهائن أكثر من أي شيء آخر، وقال: "مهمته هي إعادتهم جميعاً" وأضاف: "علينا إطلاق سراحهم جميعاً، ويبدو أن حماس لا تفي بوعودها، لقد كانت المفاوضات معهم محبطة، والآن نعتقد أن علينا فعل كل شيء أو لا شيء على الإطلاق . استحقاق وطني وقانوني وردَّت حركة المقاومة الفلسطينية حماس على تصريحات ويتكوف ببيان نفت فيه استعدادها لنزع السلاح، وقالت: "تعليقاً على ما نشرته بعض وسائل الإعلام، نقلاً عن المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، من أن الحركة أبدت استعدادها لنزع سلاحها" نؤكد مجدداً أن المقاومة وسلاحها استحقاق وطني وقانوني، ما دام الاحتلال قائماً، وهو استحقاق مشروع أقرّته المواثيق والأعراف الدولية . وأضافت حماس في بيانها أنها لا يمكنها التخلي عن المقاومة والسلاح إلا باستعادة الحقوق الوطنية كاملة، وفي مقدمتها إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة، وعاصمتها القدس الشريف. وكانت حركة المقاومة الفلسطينية حماس قد وصفت، في وقت سابق، الزيارة التي أجراها ويتكوف إلى قطاع غزة بأنها مسرحية تستهدف تضليل الرأي العام، وشددت على أن الإدارة الأميركية شريك كامل في جريمة التجويع والإبادة الجماعية التي يشهدها القطاع. خلاصة المشهد وإذا كانت تصريحات ويتكوف الأخيرة باعثة للكثير من الشكوك حول إمكانية الوصول إلى صفقة اتفاق شاملة خلال المفاوضات الجارية، على الرغم من أن حركة حماس لا تمانع الاتفاق الشامل وتشترط لتحقيقه وقف الحرب الإسرائيلية العدوانية ورفع الحصار وإدخال المساعدات، وهي المطالب المشروعة للحركة التي يشترط المجرم نتنياهو وشريكه الأمريكي ترامب لتحقيقها نزع سلاح حركة حماس وهو الأمر الذي تؤكد الحركة استحالته . تبقى الخلاصة النهائية للمشهد أنه ومنذ أول جولة مفاوضات لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين حركة حماس وكيان الاحتلال وحتى الجولة الأخيرة والتي ما تزال جارية ومستمرة.. حرص كيان الاحتلال بدعم أميركي على عرقلة وإفشال المفاوضات والتنصل من كافة المقترحات المقدمة من هنا أو هناك بما فيها المقترحات التي يقدمها بنفسه أو يقدمها حليفه وداعمه وشريكه في العدوان والإبادة والحصار والتجويع لأهالي قطاع غزة، من خلال إضافة شروط جديد وبنود إضافية لم تتضمنها نقاط التفاوض المحددة مسبقاً ولا بنود المقترحات التي تعرض سلفا على طرفي التفاوض ويتم التوافق عليها من كليهما، وذلك بهدف التنصل من المفاوضات وضمان عدم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى وبالتالي الاستمرار في حرب الإبادة والحصار والتجويع وتنفيذ مخططات التهجير القسري والتطهير العرقي للشعب الفلسطيني في قطاع غزة.