في رحاب شهر ربيع الأول، يحتفل اليمنيون بذكرى مولد خير البشرية، النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، في مناسبة دينية وروحية عظيمة تُجسد ارتباطهم العميق برسول الله، وتُعبّر عن تمسكهم بقيمه وتعاليمه، وفي ظل التحديات التي تواجه الأمة، من العدوان والحصار إلى التخاذل العربي تجاه القضية الفلسطينية، تكتسب هذه الذكرى بُعدًا تعبويًا وروحيًا يعزز من صمود الشعب اليمني ويُجدد عزيمته في مواجهة الطغيان، وفي هذا السياق، نستعرض أبرز اللقاءات التي أُجريت مع عدد من الشخصيات الوطنية والدينية حول أهمية هذه المناسبة. أجرى اللقاءات/ اكرم الأشول * في البداية تحدث الأستاذ/ خليل جحاف بالقول: ** "لم يكن الإسلام حدثًا محليًا، بل مشروعًا كونيًا أخرج البشرية من نفق الانقسامات إلى فضاء العدالة والمساواة. وفي أقل من قرن، تحولت الأمة التي كانت غارقة في الجهل إلى قائدة للعلم والفلسفة والطب، إن ولادة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ليست مجرد ذكرى دينية، بل هي نقطة تحول حضاري غيّرت خارطة الفكر الإنساني. ولهذا يحتفل اليمنيون بهذه المناسبة بكل حفاوة، لما لها من أثر في تعزيز الروابط الاجتماعية والروحية، وترسيخ قيم المحبة والرحمة والعدالة." عزّة وانتصار * فيما تحدث الأستاذ احمد محمد بالقول: ** "ونحن نعيش هذه الأيام استعدادًا لإحياء ذكرى المولد النبوي الشريف، نعتصر ألمًا لما يحدث لإخواننا في فلسطين من إبادة وعدوان صهيوني، يترافق مع خذلان عربي وتآمر دولي. كما يعاني شعبنا اليمني من حصار وعدوان مستمر للعام العاشر، ومؤامرات تهدف إلى زعزعة أمنه وإثارة الفتن. ومع ذلك، فإننا نزداد فخرًا حين نسمع الناطق الرسمي للقوات المسلحة يعلن استهداف العدو الصهيوني والأمريكي في فلسطينالمحتلة، في البحر أو الجو. إن إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف يمنحنا عزّة وكرامة، ويُجدد ارتباطنا برسول الله، ويقوّي عزيمتنا، ويُرسل رسالة للعالم أننا أتباع محمد، ما زلنا نتحرك على نهجه، فهو أعظم قائد عرفته البشرية. وقد تعودنا أن يعقب كل مولد نصر، وهذه إدارة إلهية تُفشل مخططات الأعداء وتُعيدهم خائبين. علاقة روحية وتاريخية متجذّرة * الأستاذ محمد احمد الشامي استهل حديثه قائلا: ** "علاقة اليمنيين برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم علاقة تاريخية وروحية عميقة. فقد كانت اليمن من أوائل المناطق التي دخلت الإسلام وآمنت برسول الله، وكان لليمنيين دور بارز في نصرة الإسلام ونشره في الجزيرة العربية.. وقد عُرف اليمنيون بتمسكهم بدينهم، وقدموا تضحيات كبيرة في سبيل حماية الإسلام والدفاع عنه، وشاركوا في الفتوحات الإسلامية منذ بدايتها. وتربطهم برسول الله علاقة إيمانية نابعة من أعماقهم، ويعتبرونه قدوةً حسنةً في حياته. وينتظرون يوم مولده بفارغ الصبر، ليُحيوا في قلوبهم حبّه وولاءهم له، ويحتفلون بهذه الذكرى بكل حفاوة واهتمام."