في إطار العمليات العسكرية التي تنفذها القوة الصاروخية وسلاح الجو المسيّر، إسنادًا لمظلومية الشعب الفلسطيني وردًا على العدوان الصهيوني على بلدنا، تواصل قواتنا المسلحة استهداف مواقع حساسة للعدو في عمق المناطق الفلسطينيةالمحتلة، ومنها عملية استهداف أم الرشراش للمرة الثانية خلال 24 ساعة بعدد من الطائرات المسيرة ودك هدفا في يافا المحتلة بصاروخ فرط صوتي فلسطين الانشطاري متعدد الرؤوس وغيرها من العمليات التي تنفذها قواتنا المسلحة بشكل متصاعد في الآونة الأخير مما يوضح بأن دائرة الاستهداف ستطال أهدافا أكثر حيوية أيضا في مياه البحرين العربي والأحمر لا سيما بعد التحذير الذي وجهته قواتنا لجميع السفن العسكرية والمدنية في منطقة العمليات التي سبق تحديدها .. تطورات متسارعة تأتي ضمن حق الرد المشروع على جرائم كيان العدو الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني وعدوانه السافر على اليمن .. ناصر الخذري بعد أن أصبح ميناء أم الرشراش المحتل خارج الخدمة بفعل الحظر الشامل للملاحة الصهيونية في البحر الأحمر، وضربات القوة الصاروخية والطيران المسيّر التي طالت هذا الميناء مرات عدة، ها هو القطاع السياحي في هذه المنطقة الساحلية بات في خطر محدق، بعد نجاح طائرتين مسيّرتين يمنيتين في إصابة أهدافهما بدقة عالية، وتجاوزهما لمنظومة الدفاع الجوي للعدو وفشله الذريع للمرة الثالثة خلال الأيام القليلة الماضية في اعتراض الطائرات المسيّرة القادمة من اليمن. كشفت هذه العملية النوعية مجددًا الخلل الواضح في الدفاع الجوي متعدد الطبقات للعدو، مما ضاعف القلق لدى عشرات الآلاف من السياح في أم الرشراش وبقية المستوطنين، بمن فيهم 60 ألف نازح إسرائيلي كانوا يظنون أن هذه المنطقة آمنة. الضربة الأكثر إيلامًا منذ اللحظات الأولى لنجاح وصول الطائرة اليمنية المسيّرة إلى هدفها في أم الرشراش، أعلنت وسائل الإعلام العبرية عن إصابة 23 مستوطنًا بهذه العملية، بينها إصابتان خطيرتان، مما يدل على أن الضربة كانت موجعة وأن الخسائر كبيرة في أوساط العدو. وكما هو معروف عن الرقابة العسكرية للعدو، فإنه عادة لا يعترف بخسائره في أي ضربة يتلقاها، ويستخدم التعتيم والحظر على النشر، ولا يسمح بالتصريح إلا في الإطار الذي يندرج ضمن سياسة العدو الهادفة إلى طمأنة المستوطنين في هذه المنطقة التي باتت أخيرًا بيئة طاردة للسياح الصهاينة وغير آمنة لجميع المستوطنين. وعن حجم الخسائر والإصابات، أشارت مصادر إعلامية إلى أن الإصابات في أوساط الصهاينة وصلت إلى أكثر من 50 إصابة بينها ثلاث حالات في حالة حرجة . الاعتراف بالفشل تزايدت الأصوات المنددة بفشل الدفاع الجوي الإسرائيلي في اعتراض الطائرة اليمنية المسيّرة التي أصابت العدو وزادت من الرعب والقلق الموجود في أوساط المستوطنين، وقد عبّر عن ذلك صراحة عدد من المحللين والعسكريين الصهاينة، حيث وصف آفي أشكنازي الحادثة بالصعبة، موضحًا أن سلاح الجو الإسرائيلي فشل للمرة الثالثة خلال أيام قليلة في اعتراض الطائرات المسيّرة القادمة من اليمن. وأشار إلى أن العملية الأخيرة أصابت المركز السياحي في قلب "إسرائيل"، وتزامنت مع العطلة التي تعج بها منطقة "إيلات" بعشرات الآلاف من السياح. وقال: "يُعدّ الخلل في نظام الدفاع الجوي التابع لسلاح الجو الإسرائيلي خطيرًا، ويجب فحصه فورًا." في حين أوضح العميد احتياط ران (رانشو) كوخاف، القائد السابق لمديرية الدفاع الجوي للعدو، بأن مهمة الدفاع الجوي الأولى فشلت في حماية "إيلات" بعد وصول الطائرة اليمنية المسيّرة إليها. وقال في مقابلة مع صحيفة "غلوبس": "إن القبة الحديدية تعترض الصواريخ من الأسفل إلى الأعلى بقوة جاذبية عالية، وأن النظام يواجه تحديات فريدة في منطقة إيلات. وفي حالة وصول طائرة بدون طيار على ارتفاع منخفض واستهدافها، قد يكون هناك خطر أكبر من محاولة اعتراضها داخل المدينة من خطر إصابتها." انهيار اقتصادي تضاعفت خسائر العدو الاقتصادية بعد تعطيل ميناء أم الرشراش، وتزايدت الخسائر في الآونة الأخيرة في هذه المنطقة المحتلة، بعد تراجع مستوى الإيرادات كونها تعتمد على القطاع السياحي، مما رفع من مستوى الخطر بشكل كبير. وهذا ما أشار إليه ما يسمى برئيس بلدية "إيلات"، إيلي لانكاري، بقوله: "هذا يُذكرنا بما حدث في الأشهر الأولى من الحرب. الأحداث الأخيرة يجب أن تُقلقنا." وأشار إلى أن إيلات استوعبت أكثر من 60 ألف نازح، وواجهت تحديًا اقتصاديًا. لما يقارب ستة أشهر، كانت المدينة على حافة الانهيار الاقتصادي بسبب اعتمادها على السياحة. تحدٍ كبير في حين أشارت صحيفة "معاريف" في تقرير لها: "إن إيلات تحولت خلال تسعة أشهر من القتال إلى واحدة من أكثر المدن تعرضًا للهجمات في العالم، إذ أُطلق عليها ما لا يقل عن 280 صاروخًا وطائرة مسيّرة من أربع جبهات: اليمن، إيران، العراق، وسوريا. وتمثل حماية المدينة تحديًا كبيرًا للجيش الإسرائيلي الذي يشغّل منظومات دفاع متنوعة، بينها طائرات استطلاع، و"القبة الحديدية" البحرية، ومنظومات اعتراض إضافية." أبعاد ودلالات العمليات العمليات النوعية التي تنفذها القوة الصاروخية وسلاح الجو المسيّر على عدة أهداف في عمق المناطق الفلسطينيةالمحتلة كشفت مجددًا الضعف الذي تعانيه طبقات الدفاع الجوي المتعددة للعدو، وفشله في اعتراض الطائرات المسيّرة والصواريخ القادمة من اليمن. إلى جانب ذلك، فقد حملت العمليات الأخيرة التي طالت أم الرشراش أبعادًا ودلالات هامة، من أبرزها: قدرة القوة الصاروخية وسلاح الجو المسيّر على تصعيد العمليات في أهم المواقع والمناطق الفلسطينيةالمحتلة. امتلاك اليمن أسلحة حديثة ومتطورة قادرة على تجاوز دفاعات العدو والوصول إلى أهدافها بنجاح كبير. تصاعد الضربات ونوعية السلاح المستخدم توحي بأن هناك الكثير من المفاجآت للعدو بشكل لا يتوقعه في قادم الأيام. تطبيق حق الرد المكفول شرعًا على قاعدة "العين بالعين، والجروح قصاص". أنه لا مكان آمن في المناطق المحتلة، وأن ضربات أشد فتكًا ستطال مواقع أكثر أهمية للعدو الصهيوني. أن الضربات التي تطال المدنيين من قبل العدو في اليمنوغزة سيدفع ثمنها أضعافًا مضاعفة. لن تؤثر الضربات الصهيونية على القدرات الدفاعية اليمنية، بل ستضاعف العمليات الموجهة ضد الاحتلال الصهيوني في مناطق لا يتوقعها. توالي العمليات العسكرية ضد العدو يؤكد أن القوات المسلحة اليمنية تمتلك من القدرات والإمكانات ما يجعلها تخوض حرب استنزاف طويلة الأمد. المسافة التي تصل إليها ضربات سلاح الجو المسيّر والقوة الصاروخية، والتي تتجاوز 2000 كيلومتر، تؤكد القدرة على إسكات أي أهداف معادية أخرى في المنطقة تحاول التماهي مع كيان العدو الصهيوني الغاصب. لا سبيل أمام كيان العدو الصهيوني الغاصب إلا التوقف عن جرائم الإبادة في قطاع غزة ورفع الحصار عنها حتى تتوقف عمليات قواتنا المسلحة ضده. التأكيد على أن القوات المسلحة تمتلك مخزونًا استراتيجيًا من الصواريخ الفتاكة الفرط صوتية والطائرات المسيّرة ذات الأنواع المتعددة التي لم يُكشف عن الجديد منها بعد. عدو جبان كلما تعرضت العصابات الصهيونية لضربات في مواقع عسكرية حساسة، تلجأ إلى الرد بشكل هستيري ضد الأعيان المدنية، واستهداف أي مركز، سواء كان مستشفى أو حيًا سكنيًا أو مؤسسات إعلامية. فهذه العصابات المارقة تتعمد استهداف الأعيان المدنية المحمية بالقانون الدولي الإنساني لغرض بث الرعب في نفوس المدنيين، حتى تظهر بأنها قوة لا تُقهر. هكذا تتوهم هذه العصابات، ويُخيّل لها أنها بهذا التصرف العدواني الأرعن ستحقق هدفها من خلال استهداف الحاضنة الشعبية للمقاومة في الشعوب التي تُنفذ فيها عمليات الاستهداف للمدنيين والمقرات الخدمية ذات الطابع الإنساني والخدمي الخالي من السلاح. لكنها في الوقت نفسه تجهل أن ما تقدم عليه يُحرّك الشعوب الرافضة للمشروع الصهيوني، وتزداد تماسُكًا والتفافًا حول قياداتها في معركة المواجهة للاحتلال الصهيوني، مهما قدمت من تضحيات في سبيل الله وفي سبيل الدفاع عن فلسطين والمسجد الأقصى المبارك. عمليات نوعية أكدت القوات المسلحة في بيان لها الجمعة 26 سبتمبر الجاري تنفيذ عملية نوعية استهدفت هدفا هاما للعدو في منطقة يافا المحتلة بصاروخ فلسطين 2 الانشطاري متعدد الرؤوس وأصاب هدفه بنجاح . استهداف أم الرشراش وبئر السبع أكدت القوات المسلحة اليمنية في بيان لها نجاح سلاح الجو المسيّر في استهداف هدفين للعدو الصهيوني في منطقة أم الرشراش، بطائرتين مسيّرتين تجاوزتا المنظومات الاعتراضية للعدو. وأوضح بيان صادر عن القوات المسلحة بتاريخ 24 سبتمبر أن هذه العملية النوعية تُعد الثانية من نوعها خلال 24 ساعة، بعد أن كان سلاح الجو المسيّر قد استهدف بعدد من الطائرات المسيّرة أهدافًا للعدو في أم الرشراش وبئر السبع المحتلة . تطور في القدرات الدفاعية العمليات التي تنفذها القوة الصاروخية وسلاح الجو المسيّر ضد العدو الصهيوني، والتطور اللافت في منظومة الدفاع الجوي اليمنية التي تتصدى بين الفينة والأخرى للطائرات الحربية للعدو وتجبر بعضها على الهروب من سماء اليمن، تُعدّ نجاحًا يُضاف إلى نجاحات القوات المسلحة التي حققت إنجازات كثيرة في أصعب مرحلة يمر بها اليمن، والتي تكالبت فيها عليه قوى العدوان في حرب تجاوزت عقدًا من الزمن. لكن، وبفضل الله، وصمود شعبنا، وحنكة وحكمة القيادة الثورية والسياسية والعسكرية العليا، وكل منتسبي المؤسستين الدفاعية والأمنية، شهدت المنظومة الدفاعية تطورات متسارعة في مجالات التدريب والتأهيل والتسليح. ولذلك، نشاهد في كل مرحلة من مراحل التصعيد مع العدو الصهيوني قيام القوات المسلحة بإزاحة الستار عن أسلحة جديدة، كالصواريخ الفرط صوتية ذات الرأس الحربي الواحد والانشطارية متعددة الرؤوس، والطائرات المسيّرة بأنواعها المختلفة، إلى جانب ما تشهده القوات البحرية من نقلة نوعية في مجالات التدريب والتأهيل والتسليح، وامتلاكها لترسانة حديثة من الغواصات والصواريخ والزوارق الحربية المتنوعة المسيّرة وغيرها. كل هذه التطورات والنقلة النوعية التي تحققت في زمن الحرب تؤكد، بما لا يدع مجالًا للشك، أن اليمن بات رقمًا صعبًا ويصعب تجاهله على المستوى الإقليمي والدولي. وهذا ما يدركه الأعداء تمامًا، بأن إخضاع اليمن بالقوة العسكرية بات من سابع المستحيلات، ولديهم تجارب سابقة أكدت لهم ذلك من خلال الحروب العدوانية التي سخّروا لها مليارات الدولارات، وأحدث الأسلحة، وجيّشوا الكثير من قواتهم، بالإضافة إلى مرتزقة من عدد من الدول، إلى جانب مرتزقة الداخل، لكن باءت كل محاولاتهم بالفشل الذريع. ولذا، فإن من ضمن الرسائل الضمنية لضربات قواتنا المسلحة لعمق المناطق الفلسطينيةالمحتلة، هو تأكيد استحالة تحقيق أعداء اليمن لأي من أهدافهم عبر تحريك أدواتهم، التي لن تجني من ورائها سوى المزيد من الهزائم والخسائر، أكبر مما حدث سابقًا.