من الجانب الإيجابي والملفت للنظر في هذه الحياة أنك تجد مريضاَ مصاباً بالفشل الكلوي نشيطاً وكثير الحركة يجيد فن الخطابة والتحدث متفائل بالحياة لا يكثر الشكاوي ويحترم زملائه سواءً في مركز الغسيل الكلوي أو السكن . أحد المرضى أعرفه جيداً يعاني من مرض الفشل الكلوي منذ 20 عاماً حيث أصيب بالمرض وعمره لا يتجاوز 15 عاماً حدث له رعاف شديد فجأة بعد صلاة الجمعة حين كان خطيباً وإمام جامع قريته الريفية، وبعد إسعافه إلى مركز صحي بالمديرية وتلقى إجراءات الإسعافات الأولية حينها لوحظ ارتفاع شديد في ضغط الدم (القاتل الصامت ) ونقص في حجم و كمية الدم نتيجة الرعاف الشديد وتم تحويله بعدها إلى أحد المستشفيات الحكومية الكبيرة داخل أمانة العاصمة صنعاء وعندما اجريت له الفحوصات اللازمة كانت وظائف الكلى مرتفعة جداً نتيجة الجفاف من النزيف وبالتالي تم تحويله على الغسيل الكلوي كون الكليتين قد حدث لهما ضمور. ومنذ عدة أشهر لاحظت عليه قلة الحركة وملازمته للسرير والتردد الكثير على الأطباء والمستشفيات والمختبرات ومراكز الأشعة، فسألته عن صحته وأحواله فأجابني أنه يعاني حالياً من فرط نشاط الغدة الجار درقية إلى جانب الغسيل الكلوي، والتي من أهم أسبابها هو مرض الفشل الكلوي المزمن وهي تؤدي إلى نقص إمتصاص فيتامين D المهم للعظام ومنها يحدث هشاشة في العظام وهي ما يعاني منه مريضنا مؤخراً حيث لا تفيد في هذه الحالة العلاجات ولا الجراحة.. نسأل الله له الشفاء وأن يعود مرحاً بشوشاً كما عرفناه. ودمتم جميعاً بألف خير وصحة وسلامة