ضياف البراق آه يا أوراس، آه يا صاحبي، يا أخي، يا رفيقي، يا صاحب الفكر المستنير، أيها الضمير الممتلئ بالجمال والطيبة والحكمة الساخرة.. آه يا صاحب القلب النابض بالحب والشعر والدعابة.. لا شبيه لك، فريد أنت في كل شيء، إنسان حقيقي أنت، يضيق بك العالم وتتسع لك القصيدة، يؤلمك وضع البلاد المزري ولكنك تظل جميلًا، متفائلًا، رقيقًا، تكتب بنقاء وخفة وصدق، تقترب من آلام الناس التعابى، تشاطرهم همومهم، تقاسمهم الوجع والحزن والابتسامة، وتعبّر عنهم بلغة الروح.. أشتاقك يا صاحبي، أكاد لا أصدق أنك في معتقلهم، إنك تعاني الآن حد الاختناق، أشعر بك، وأتألم معك، لا أدري ماذا أكتب لك، لا أدري ماذا أقول عنك، لا أدري كيف أساعدك، ولكني أحبك، أنت صديقي الواقعي منذ سنوات عديدة، لي معك أجمل وأعمق الذكريات، وليس بيني وبينك سوى جدران السجن اللعين.. نعم لن تتحطم، لن تطول هذه الحالة الموجعة، ولكن أي معنى للحياة يا صاحبي في وطن صار وحشًا يركض وراءنا، وأي قيمة للكلمة الحرة في نظر سجّانك؟ لماذا لا يفهمون أنك نظيف اليد، شريف الغاية، وأنك من ذلك النوع الذي لا يؤذي أحدا ولا يجرح شيئا؟ أشتاقك، وأنتظرك.. كلي أمل في عودتك قريبا إلى منزلك، إلى رفيقة عمرك، إلى قططك التي هي أيضا تفتقدك.. قلبي عليك.