بقلم/ محمد البخيتي | من واجبنا الديني والأخلاقي أن نصارح إخواننا وأهلنا في بلاد الحرمين بأن لا خير يُرجى من المعارضة السعودية المتمثلة في الجماعات الإسلامية المعادية لمحور المقاومة، لأنها لا تختلف عن النظام السعودي، بل هما وجهان للعملة ذاتها التي أشار إليها النبي صلى الله عليه وسلم ووصفها بقرنا الشيطان. وإذا وصلت تلك الجماعات إلى السلطة في بلاد الحرمين، فلن يكون حالها أفضل من النظام السعودي؛ بل ستعيد إنتاج تجربة الجولاني في سوريا، وتذهب في مسار الانبطاح لأعداء الأمة أبعد مما يفعله النظام نفسه، لأن بنيتها الفكرية والعملية مهيّأة للخضوع للغرب والكيان الصهيوني تحت أي عنوان ديني أو سياسي. وما يفعله الجولاني اليوم لا يمكن اعتباره اجتهادا فرديا أو خاصا بالجماعات الإسلامية داخل سوريا؛ بل هو تعبير عن منهج هذه الجماعات في مختلف البلدان. فشيوخها ورموزها هم أول من سارع إلى نصح الجولاني بالانبطاح أمام أعداء الأمة، وبإبقاء بوصلة العداء نحو محور المقاومة حتى اثناء تعرض غزة لجرائم الإبادة الجماعية والتجويع. وهذا يثبت أن المشكلة ليست في فرد او تيار، بل في البنية الكاملة لهذه التيارات. ونحن لا نقول هذا الكلام بدافع العداء لتلك الجماعات، بل بدافع الحرص الصادق على ألا تُهدر طاقة الأمة في معارك عبثية مكلِفة، تكون نتائجها اسوأ مما نعيشه اليوم. تأمّلوا كيف كان الجولاني يهاجم بشدّة الحكومات العربية وبقية الجماعات الإسلامية لأنها حسب وصفه رضخت لامريكا، ثم انتهى هو نفسه إلى ما هو أسوأ. فإذا كانت تلك الجماعات هي التي شجّعته على طريق الانبطاح، فكيف سيكون حالها إذا وصلت هي إلى السلطة؟ بعد عدوان ابن سلمان على اليمن أصبحت قضية اليمن وبلاد الحرمين قضية واحدة؛ وطالما وان اصحاب الباطل في البلدين قد توحدوا تحت قيادة ابن سلمان، فإن على أهل الحق ان يتوحدوا تحت قيادة السيد عبدالملك الحوثي.