خرجت مدينة زنجبار، عاصمة محافظة أبين، عن صمتها مجددًا عبر تظاهرات شعبية واسعة طالبت بوقف التدهور الاقتصادي وتحسين الخدمات الأساسية، في وقت تتفاقم فيه الأزمات المعيشية في المحافظات الجنوبية الخاضعة لسيطرة أدوات العدوان. المصادر المحلية أفادت بأن مليشيا "المجلس الانتقالي الجنوبي" المدعوم إماراتياً واجهت المحتجين بالقوة المفرطة، مستخدمة الرصاص الحي ومداهمات واسعة انتهت باعتقال عشرات المواطنين، ما عمّق حالة الغضب الشعبي وأبرز هشاشة الوضع الأمني في المنطقة. ويرى مراقبون أن هذه الأحداث ليست معزولة، بل تأتي في سياق الصراع السعودي الإماراتي على النفوذ في الجنوب، حيث انعكس التنافس بين الفصائل الموالية لهما على شكل انهيار الخدمات وتدهور الأوضاع الاقتصادية، الأمر الذي دفع الشارع إلى التعبير عن رفضه عبر احتجاجات متكررة. وتكشف احتجاجات أبين عن اتساع الفجوة بين مليشيا الانتقالي والشارع الجنوبي، إذ لم تعد المطالب مرتبطة بالشعارات السياسية التي حاول المجلس تسويقها سابقًا، بل تركزت على تحسين المعيشة والخدمات، وهو ما يضعف قدرة الانتقالي على تقديم نفسه كسلطة شرعية أمام الداخل والخارج.