بدأ الجنود الامريكيون العام الجديد بنبأ ان ثلاثة آلاف من رفاقهم قتلوا منذ غزو اطاح بالرئيس العراقي السابق صدام حسين عام 2003 وقاد الى حرب أثارت مخاوف متزايدة في العراق. أما بالنسبة للعراقيين فقد جاء العام الجديد بمخاوف من أن يتسبب إعدام صدام الذي شوهد على نطاق واسع عبر شاشات التلفزيون وعلى شبكة الانترنت في التهاب المشاعر الطائفية وأن يزيد من الانقسام داخل البلاد. وذكر موقع (اي كاجوالتيز دوت اورج) على شبكة الانترنت www.icasualaties.org يوم الاحد أنه بوفاة الجندي داستين دونيكا (22 عاما) يوم 28 ديسمبر كانون الاول وباضافة جندي آخر قتل في انفجار قنبلة مزروعة على طريق في بغداد يوم السبت يرتفع عدد القتلى من العسكريين الامريكيين الى ثلاثة آلاف. وأضاف الموقع أنه خلال شهر ديسمبر سقط اكبر عدد من القتلى بين القوات الامريكية خلال العامين المنصرمين حيث سقط 111 قتيلا. ولم يصدر تأكيد رسمي حتى الان لعدد الثلاثة الاف قتيل الذي يرجح أن يستغله منتقدو اسلوب الرئيس الامريكي جورج بوش في ادارة الحرب. ولكن سكوت ستانزل المتحدث باسم بوش قال ان الرئيس الذي كان يقضي عطلة في مزرعته في تكساس "يحزن على كل من نفقده... وسيضمن ألا تذهب تضحيتهم هباء." ومن المقرر ان يكشف بوش النقاب عن استراتيجية جديدة بشأن العراق هذا الشهر قد تتضمن ارسال مزيد من القوات لاخماد اعمال العنف التي يقتل فيها مئات المدنيين العراقيين كل اسبوع. ويبحث بوش عددا من الخيارات بالنسبة للعراق لكنه رفض تحديد جدول زمني لسحب القوات الامريكية. وتوعد عرب سنة عند قبر صدام في قرية العوجة مسقط رأسه بالثأر من الامريكيين والحكومة العراقية التي يقودها الشيعة وصبوا جام غضبهم على المسؤولين الشيعة الذين شوهدوا في شريط مصور على الانترنت وهم يسخرون منه وهو على منصة الاعدام. وقال رجل من مدينة الموصل "الفرس قتلوه.. لا يمكنني أن أصدق ذلك.. والله لنأخذن بالثار" في اشارة الى العلاقات بين قادة العراق الجدد وايران. وقال آخر "كل ما نستطيع فعله الان ان نوجه غضبنا ضد الامريكيين والحكومة." ووصل المزيد من المعزين الى العوجة اليوم الاثنين وحضرت رغد ابنة صدام مجلس عزاء في الاردن شارك فيه بضع مئات تجمعوا لاظهار دعمهم لصدام. وشارك نحو 200 من أنصار صدام في مظاهرة في حي الاعظمية وهو معقل للعرب السنة في بغداد ورددوا هتافات غاضبة تندد برجل الدين الشيعي مقتدى الصدر الذي سمع صوت أنصاره وهم يسخرون من صدام في اللحظات الاخيرة قبل اعدامه. ولقي عشرات الالاف من العراقيين حتفهم في الحرب المستمرة منذ قرابة اربعة اعوام. وقتل اكثر من 70 شخصا في هجمات بسيارات ملغومة على الشيعة يوم السبت بعد ساعات من تنفيذ حكم الاعدام. وأظهرت اللقطات التي نشرت على الانترنت والتقطت فيما يبدو بهاتف محمول اشخاصا في غرفة الاعدام يرددون اسم مقتدى الصدر فيما ابتسم صدام قائلا "هيه هاي المرجلة..". وقال أحد الساخرين من صدام "الى جهنم" فرد صدام عليه قائلا "جهنم اللي هيه العراق..". وتعززت سلطة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بين الشيعة الذين ينتمي اليهم بعد أن ضغط لتنفيذ حكم اعدام صدام بعد اربعة ايام فقط من تأييد محكمة التمييز ادانته بارتكاب جرائم ضد الانسانية لقتله مواطنين شيعة. وحث المالكي المقاتلين السنة على اقرار السلام لكن كثيرين يخشون أن تطيل وفاة صدام من أمد دائرة العنف.