«أنه وبعد المتابعة والمراقبة الدقيقة لليهود الساكنين في منطقة الحيد «آل سالم» ظهر جلياً وفي الايام الاخيرة انهم يقومون بأعمال وحركات تخدم بالدرجة الاولى الصهيونية العالمية التي تسعى جاهدة لافساد الناس وتجريدهم عن مبادئهم وقيمهم واخلاقهم ودينهم، وبث كل انواع الرذيلة داخل المجتمع، وديننا الاسلامي يأمرنا بمحاربة المفسدين ونفسهم.أما انتم معشر اليهود فالافساد هو ديدنكم وليس غريباً في حقكم فتاريخكم يشهد بهذا وحاضركم يشهد.. فنحن نوجه اليكم هذا الانذار بمغادرة البلاد فوراً، واعلموا انه ليس بمقدور احد في هذه الدنيا ان ينفعكم، فلا تمنوا أنفسكم او يخدعكم احد من الناس فتتجاهلوا رسالتي هذه، ونحن نعطيكم مهلة لمدة عشرة ايام ان وجدناكم بعدها ستندموا.. الله اكبر.. الموت لامريكا.. الموت لاسرائيل.. اللعنة على اليهود.. النصر للاسلام». ذلك هو نص رسالة التهديد التي سلمها الارهابي «الخضير» ليهود «آل سالم». لقد مارست العصابة الارهابية التخريبية التي يقودها المجرم يحيى سعد الخضير في منطقة آل سالم بمحافظة صعدة شتى صنوف التهديد والوعيد ضد ابناء الطائفة اليهودية وصولاً الى التنكيل بهم وتشريدهم من منطقتهم بعد أن عاشوا فيها واباؤهم واجدادهم مئات السنين بسلام واستقرار.. باعتبارهم مواطنين يمنيين. صحيفة «26سبتمبر» التقت عدداً من شيوخ وابناء واطفال الطائفة اليهودية الذين تم نقلهم من مدينة صعدة مؤخراً الى العاصمة صنعاء، والذين تحدثوا عمّا تعرضوا له من تهديد ومعاناة وتشريد من قبل العصابة الارهابية هناك، وما لا قوة من دعم ورعاية من قبل القيادة السياسية ممثلة بفخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية.. الى محصلة احاديثهم: بداية تحدث الينا يحيى يوسف - العيلوم للطائفة اليهودية بمحافظة صعدة عماذا يعني تشريدهم من منازلهم في منطقة «آل سالم»: ما يحدث اليوم في صعدة هي مصيبة علينا وعلى المسلمين في الوطن اليمني بشكل عام.. ويروي العيلوم يحيى البدايات الاولى لطردهم من «آل سالم» فيقول: في منتصف الليل وصلت مجموعة من الرجال الملثمين على سيارة «شاص» اوقفوها بجانب بيت عمي سليمان الذي يعمل حداداً، ونزل من على السيارة المدعو يحيى سعد الخضير واعطانا انذاراً خطياً يمهلنا فيه عشرة ايام والاَّ سوف نندم، ولا احد بامكانه في الدنيا ان يحمينا، وقد سبق قبل ذلك في نهاية عام 2004م ان تم اطلاق النار على سيارتي «الفيتارا» موديل 93 بسبب انني رفعت علم الجمهورية اليمنية فوق السيارة، وتم تدميرها لهذا السبب. أعمال شياطين أما عن رأيه عمّا تحمله هذه العصابة الارهابية من فكر عنصري عقيم وممارساتها الاجرامية.. فيقول: هذه الجماعة معروفة للجميع في محافظة صعدة، ويعلم الله من وعاهم هذه التوعية الخاطئة التي تدفعهم الى الاعتداء على المواطنين وابناء القوات المسلحة والامن، وهم اخوانهم في العقيدة والدم الذي هو محرم في جميع الاديان الاعتداء عليه، ومشكلة الناس في «آل سالم» انهم عندما يوصلون الى مسؤولي الدولة يتكلمون في كلام تقول انهم انبياء.. لكن اعمالهم في الواقع اعمال شياطين، وعندما ارادوا ان يؤذونا في «آل سالم» دفعوا ضدنا الشيخ ناجي بن صالح بختان واخيه عبدالله اللذين ارادا ان يأخذا اموالنا وحقوقنا في «آل سالم» باعتبارهم من قادة هذه العناصر الارهابية المتطرفة. شر وارهاب عندما سألناه عن علاقتهم بالمواطنين وجيرانهم في المنطقة قال: علاقتنا مع الجميع كانت على ما يرام.. نسير عند الناس ويأتون عندنا.. نجلس معهم ونأكل ونخزن ونتعاون، ولا يوجد هناك اي شيء، ولكن عندما ظهرت هذه العناصر تغيرت الاحوال ونحن نطالب الدولة ان تدعم الناس الذين وقفوا معنا وتكافئهم على ذلك وتحميهم من الاشرار. خوف ورعب وعن حجم نشاط العصابة في «آل سالم» قبل تشريدهم يقول العيلوم يحيى: نحن شاهدنا تواجد جماعات مدججة بالاسلحة المختلفة، ومعظمهم غرباء عن منطقة «آل سالم» يتوزعون على الجبال والوديان، وينشرون الخوف والرعب بين المواطنين المسالمين. تهديد ووعيد أما والد العيلوم يحيى - الذي يعاني من شلل نصفي نتيجة اصابته بجلطة - يوسف - فيقول: اخرجونا من بيوتنا لانهم قالوا إننا لسنا على دين الاسلام.. قلنا لهم نعم نحن على دين وانتم على دين، وقد عاش اباؤنا واجدادنا مع ابائكم واجدادكم على هذا بسلام واحترام، ونحن كلنا يمنيون، لكن هددونا وقالوا اذا لم نرحل من بيوتنا سوف يذبحوننا ويقتلوننا. تركنا منازلنا أما عن اوضاع بيوتهم واموالهم بعد خروجهم من قرية الحيد غرير «آل سالم» فيقول يوسف: انا لدي بيت وارض حوله واسعة يوجد فيها احد جيراننا.. اما بقية اخواننا من الطائفة فهم قد تركوا مساكنهم في ذمة اصحاب القرية من جيرانهم، وليس لنا علم بأي جديد من يوم خروجنا الى صعدة وحتى الآن. عودة الابتسامة عدنا الى العيلوم يحيى مرة ثانية وسألناه عن الاجراءات التي اتخذتها الدولة في محافظة صعدة بعد ان تسلموا التهديد والوعيد كتابياً من الارهابي «الخضير» فقال: حقيقة نحن نشكر فخامة الرئيس علي عبدالله صالح - حفظه الله - على رعايته واهتمامه الدائم والمستمر بأوضاع الطائفة اليهودية اليمنية بشكل خاص.. حيث وجه المختصين في محافظة صعدة بنقلنا الى عاصمة المحافظة وتأمين حياتنا، وتوفير المسكن الجيد والمأكل وكل ما نحتاج اليه من مصاريف وغيره.. حيث تلقينا من قيادة المحافظة وامين عام المجلس المحلي وعدد من المشايخ والشخصيات الاجتماعية الرعاية طيلة مكوثنا في مدينة صعدة وحتى جاءت توجيهات فخامة الرئيس - حفظه الله - بنقلنا الى العاصمة صنعاء، والحقيقة اننا لم نشعر بالامان و الطمأنينة الكاملة الا بعد وصولنا الى العاصمة صنعاء التي نتلقى فيها كل الرعاية والاهتمام فالرئيس في رعايته الكريمة لنا قد اعاد لنا ولاطفالنا الابتسامة بعد ان كانت قد ضاعت وغابت عن وجوهنا بسبب التهديد والوعيد بالقتل والذبح من قبل اولئك النفر. نشعر بالحيرة سليمان موسى سالم يروي مأساة تشريدهم من منازلهم دون ان يضيف جديداً على ما قاله العيلوم يحيى.. لكنه يشعر بالحيرة لعدم معرفته بالاسباب والدوافع الحقيقية التي دفعت العصابة الارهابية التخريبية على اخراجهم من منطقتهم التي عاش فيها اباؤهم واجدادهم منذ عشرات السنين كمواطنين يمنيين لهم حقوق وعليهم واجبات.. وقال: ان اهتمام الدولة باوضاعنا قد خفف لنا الكثير من مشاعر الخوف والقلق الناجمة عن تلك التهديدات بالقتل والذبح.. نحن ندعو الله ان يوفق الرئيس علي عبدالله صالح في قيادته للوطن، وان يحفظه لليمن ولشعب اليمن كله. هذا وطننا اما حبوب سالم موسى فيقول: هددونا بالقتل اذا لم نخرج من بيوتنا ونرحل الى اي مكان خارج المنطقة.. فتركنا كل ما نملك ولم نأخذ معنا شيئاً ونجينا بأرواحنا دون ان نفكر بشيء نأخذه معنا، بعد ان وصل الانذار بالرحيل، وانتقلنا الى صعدة، ومنها الى العاصمة صنعاء في رعاية زعيم اليمن فخامة الرئيس علي عبدالله صالح الذي يرعانا كما يرعى اطفاله وابناءه، ولم يقصروا معنا في شيء، ونتمنى عندما تنتهي المشاكل في صعدة ان نعود الى بيوتنا ومنازلنا، ولن نرحل الى خارج الوطن كما يريدون لاننا يمنيون اباً عن جد، وهذا وطننا، وليس لنا وطن ثانٍ غيره. حكمة الرئيس أما سليمان يحيى حبيب فقد تحدث بالقول: القلقلة في صعدة قدها على الناس كلهم.. المهم ان فخامة الرئيس - حفظه الله - حمانا ورعانا وقدم لنا كل ما نحتاج اليه.. نسأل الله ان يحفظه، ونحن مؤمنون ان الرئيس الحكيم علي عبدالله صالح قادر على ان يعالج اوضاع البلاد، ويحل مشاكلهم وهو معروف من زمان بحكمته وبادارته وتعاملاته مع كل ابناء اليمن اياً كانوا، واينما كانوا.. فالرئيس - حفظه الله- هو ادرى واحد بالشعب اليمني. ويقول موسى هارون الزنداني - 17 عاماً: عاد نحن عمرنا منزلاً جديداً في «آل سالم» كلفنا اكثر من اثنين مليون، وسكنَّا فيه عشرة ايام.. وجاء التهديد لنا بالخروج فتركنا منزلنا، وانتقلنا الى صعدة. ويروي موسى قصة بناء البيت الجديد فيقول: بعد ان باعوا لنا الارضية التي اقمنا عليها المسكن، وكانوا قد قاولوا ببنائه.. وعندما وصلوا الى مرحلة السقف قالوا «ابو مهود ماله حق في البيت.. البيت حقنا».. نحن مرتاحون جداً من الرئيس علي عبدالله صالح - الله يحفظه. يدَّعون الاسلام اما الطفل يحيى حبوب سالم الذي لا يتجاوز عمره 11 سنة، وهو طفل يتمتع بذكاء فطري متميز، وجرأة في الحديث فيقول: هم يدَّعون الاسلام وهم بعيدون عنه.. كنا نسمع بعضهم يقول من قتل جندياً دخل الجنة، ومن قتل ضابطاً دخل الفردوس. وبطريقة فطرية بريئة يقول الطفل يحيى: اذا هم يريدون قتال الصهاينة لماذا لم يسيروا الى حسن نصر الله يحاربون معه بدلاً من قتلهم لاخوانهم اليمنيين، بدلاً من ان يوقعوا ورقاً على طردنا ونحن اخوانهم ويمنيون مثلهم. هنا سألنا الطفل يحيى ما هي هذه الاوراق التي يوقعونها؟ اجاب يأخذون اسماء اطفال صغار ويسمونهم بالعقال والمشايخ وهم ما زالوا اطفالاً لا يعلمون شيئاً، الى درجة انهم يكتبون اسماء اناس وهم مغتربون ولا يعرفون عن ذلك شيئاً ويوقعون عليهم انهم لا يريدون اليهود في «آل سالم». سلاح ومال وتلفونات أما الطفل اسحاق سالم موسى وعمره «12 عاماً» فيروي انهم كانوا يسمعون بان العصابة الارهابية يحصلون على سلاح ومال ودعم من الخارج ويقومون بتوزيع تلفونات على اصحابهم، وكان هؤلاء يرددون الزوامل مثل قولهم: ان جاء الليل فانا ابو محمد وان جاء الصبح وزي يا وزيزة واضاف: للأمانة بأن علي دحان كان احسن واحد مع الدولة في «آل سالم» ولكن الله يرحمه فقد قتله صهره. وعبَّر الاطفال المشردون من منازلهم عن شكرهم وتقديرهم لفخامة رئيس الجمهورية وحمايته ورعايته لهم.