وصف مراقبون نتائج القمة العربية الأخيرة في الرياض بالايجابية ورأوا أنها اعترفت بخارطة المتغيرات العالمية وتوازن القوى العالمية التي بدأت ترمي بثقلها على المنطقة وبات على العرب أن يأخذوا هذه الحقيقة بعين الاعتبار عند وضع المعالجات والحلول التي تضمنها إعلان الرياض, وأشاروا إلى أن خطاب فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية إلى القمة مثل برنامجا مهما يعكس هموم وآمال المواطن العربي في إحداث تغيير جاد في الواقع العربي وتعزيز التضامن وأكد حرصا كبيرا على حل الخلافات العربية العربية كمفتاح لانطلاقة عربية شاملة تمكن العرب من إيجاد حل لقضيتهم الأولى وهي القضية الفلسطينية وباقي القضايا العالقة الأخرى في العراق ولبنان والصومال. وقال أحمد الصوفي رئيس معهد تنمية الديموقراطية في اليمن: أن القمة خرجت بنتائج غاية في الأهمية لتأسيس مرحلة جديدة من العمل العربي المشترك الذي يقوم على امتلاك العرب للمرة الأولى رؤية موحدة استطاعت ان تحدد وبوضوح المخاطر والتحديات التي تهدد العمل العربي المشترك بصورة جماعية والتفتت والأزمات التي تحاول ان تنخر في هذا الجسم العربي سواء في القضية الفلسطينية أو العراق أو لبنان أو السودان والصومال وجميعها اقتضت ان يقف العرب ازاءها بمعالجات متسمة بالصراحة والواقعية الأمر الآخر ان هذه القمة اعترفت بخارطة المتغيرات العالمية وتوازن القوى العالمية التي بدأت ترمي بثقلها الى هذه المنطقة وبات على العرب ان يأخذوا هذه الحقيقة بعين الاعتبار عند وضع المعالجات والحلول التي تضمنها البيان, الأمر الثالث أن قضية السلام في الشرق الاوسط قد فرضت من خلال هذه القمة تبلور جسم عربي ورؤية عربية شريكة اساسية اذ تستطيع ان تستقطب المؤازرة والدعم الدولي وهذا انتقال هجومي لدور التضامن العربي ازاء ملف السلام في هذه المنطقة... وأشار الصوفي ل" 26سبتمبرنت " إلى أن كلمة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية في القمة كانت عنصراً محورياً في نجاح أعمالها فقد حمل إليها رؤية بمقدورها ان تتحول إلى برنامج لتفعيل العمل العربي وتطوير أداء الجامعة العربية وتعزيز التضامن الفعال بين الدول العربية, فقد تحدث بصدق ووضوح وترشح من الكلمات تطلعات الحس القومي وإرادة الشارع العربي الذي يتق به الأخ الرئيس لان هذه الأمة اذا ما توحدت ونسقت جهودها فهي تمتلك موارد قادرة على تجاوز التحديات حسب كلمة الأخ الرئيس وهو يعكس بهذه الكلمة وضوح الرؤية وشفافية التناول لحدة المخاطر التي تكتنف الوجود العربي في هذا المرحلة وتستدعي المزيد من المبادرات العملية والعمل على محاصرة الخطر عبر جهد عربي منسق يبدأ بتأطير العمل العربي داخل الجامعة العربية والقمم وتمتد إلى كل المؤسسات العربية .. وبهذا كان خطاب الأخ الرئيس واحدا ً من عوامل نجاح هذه القمة وإعطائها هذا الزخم في الشارع السياسي العربي الذي يطمئن إلى مصداقية رجل ينجز تجربة في اليمن هى نموذج للمخارج والآمال التي تتطلع إليها الشعوب العربية .. وفيما يتعلق برفض إسرائيل للمبادرة العربية للسلام قال الصوفي: يجب على العرب بعد رفض إسرائيل مبادرتهم للسلام التركيز على امرين أساسيين: الأول التمسك بهذه المبادرة وتسويقها على المستوى الدولي واستقطاب الدعم العالمي لها لتكريس عزلة اسرائيل وتقديمها للعالم باعتبارها دولة عدوانية بايديولوجتها وأسسها وأطماعها وهذا أمر سيكون له اثر على المناخات الدولية الداعمة للمستقبل لتاسيس شروط سلام عادل . الأمر الثاني: ان لا تكون هذه المبادرة بديلاً للقرارات الدولية التي صدرت منذ عام 1948م وحتى آخر قرار بان احلال المبادرة كبديل نهائي من جانب العرب سيسقط حق الفلسطينيين في الاستقواء بالقرارات الدولية وبالتالي في هذا المضمار علي وزراء الخارجية العرب ان يضعوا خطة عمل لإيصال هذه المبادرة وتفسيرها إلى القنوات الدولية ومنها مجلس الأمن عن طريق تضمنين القرارات الدولية في محتوى عرض المبادرة وإقناع الآخرين بها . وعلينا أن نفهم ونقرأ بشكل صحيح ان رفض اسرائيل للمبادرة العربية ليس فقط رفضاً لمبدأ السلام بل واستمرار لخيار الحرب المفتوحة ضد العالم العربي بهدف تصفية القضية الفلسطينية وهو ما يستدعى ان نكرس الجهد لا براز معالم هذه القضية عن طريق السلطة الوطنية الفلسطينية بدعم مدروس ومخطط. والمهم هو الحفاظ على الزخم التحرري للثورة الفلسطينية والحفاظ على وحدة ارض الثورة الفلسطينية ومنع أي انزلاق إلى اصطدام فيما بينها لان هذا يخدم اسرائيل.