كشفت دراسة ميدانية أجرتها وحدة عمالة الأطفال بوزارة الشئون الاجتماعية والعمل عن تعرض الأطفال العاملين في المجال الزراعي إلى الإصابة بأمراض خطيرة بنسبة 83% في أوساط تلك الفئة من العاملين في المزارع التي شملتها الدراسة. وأشارت الدراسة إلى أن 45% من أولئك الأطفال مصابون بالتهابات جلدية كما تشكل نسبة الإصابة باحمرار العيون المصحوبة بالتهاب صديدي 30% فيما تحتل الإصابة بالأمراض المعوية 20% وتنتشر نوبات الصرع بنسبة 5% في أوساط أولئك الأطفال. وذكرت الدراسة بأن من الأسباب المباشرة لإصابة أولئك الأطفال بتلك الأمراض ترجع لعدم استخدام أي وسيلة من وسائل الوقاية عند رش السموم والمبيدات الكيماوية وعدم استخدام المبيدات وفق الإرشادات المكتوبة او التقييد بإرشادات السلامة, فضلاً عن تعرض أولئك الأطفال بشكل مباشر للأتربة والرياح أثناء قيامهم بعملية الرش لتلك المبيدات الحشرية.. حيث يقعون 56% منهم ضحية لتلك المبيدات وخاصةالاطفال التي اعمارهم ما بين 8-10 سنوات. كما يأتي عدم اهتمام الأسرة بالطفل وتفضيل الأبوين أن يعمل أطفالهم بالزراعة بدلاً عن إلحاقهم في المدارس يعتبر واحد من العوامل المساعدة لتفشي ظاهرة الإصابة, حيث يشكل عدد الأطفال الذين لا يذهبون إلى المدرسة وفضلوا أهاليهم أن يعملوا بالمزارع نسبة 40% . فيما يعتبر 60% من أولئك الأطفال ملتحقين بالمدارس اسمياً فقط ودون انضباط أو حضور إلى المدارس.. وقد أوصت الدراسة في النتائج التي خرجت بها إلى ضرورة تنظيم حملات التوعية الميدانية حول أخطار الاستخدام العشوائي للمبيدات ومنع الأطفال من القيام بعملية الرش لتلك السموم, وأكدت على ضرورة الرقابة والتفتيش بشكل دوري على محلات المبيدات الحشرية وفحص الممنوع من تلك المبيدات ولما من شأنه حماية البيئة من آثار تلك المبيدات القاتلة. الجدير بالذكر أن العوامل الاقتصادية والاجتماعية من أبرز الأسباب التي أدت إلى تنامي ظاهرة عمالة الأطفال بشكل عام.. والتي بدأت في اليمن منذ حرب الخليج بداية التسعينات حيث عادت الآلاف من الأسر اليمنية التي كانت تعمل في دول الخليج إلى اليمن وقد لعبت الظروف الاقتصادية أن تدفع بعض الأسر بأطفالها إلى سوق العمل وهم في سن الطفولة.