أكد الامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلي، على أن الركيزة الأولى والأكثر أهمية لتحقيق التنمية في الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي هي توسيع نطاق التجارة الإسلامية البينية . وأضاف بأن برنامج العمل العشري للمنظمة لمواجهة التحديات المطروحة أمام الأمة الإسلامية في القرن الحادي والعشرين كان قد رسم هدفين رئيسيين إثنين وهما : تعزيز حصة التجارة الإسلامية البينية والانتقال بها من نسبة 14% إلى 20% بحلول عام 2005م ، واستكشاف إمكانية إنشاء منطقة للتجارة الحرة فيما بين بلدان منظمة المؤتمر الإسلامي . وقال الامين العام في رسالة وجهها إلى الدورة الرابعة والعشرين العادية لمجلس إدارة المركز الإسلامي لتنمية التجارة بالمغرب: "منذ اعتماد برنامج العمل العشري تعمل كل من اللجنة الدائمة للتعاون الاقتصادي والتجاري دون كلل أو ملل ، برئاسة الجمهورية التركية ، والأمانة العامة لمنظمة المؤتمر الإسلامي والمركز والإسلامي لتنمية التجارة وغيرها من المؤسسات التابعة للمنظمة ، من أجل التوسيع السريع لنطاق التجارة الإسلامية البينية. وأشار الى أن انعقاد الدورة الرابعة والعشرين العادية لمجلس إدارة المركز الإسلامي لتنمية التجارة في لحظة تكتسي أهمية خاصة، والواقع أن الدورة الثانية والعشرين للكومسيك ، التي عقدت في اسطنبول بالجمهورية التركية من 21 إلى 24 نوفمبر 2006م قد سجلت علمها بنجاح الجولة الأولى من المفاوضات التجارية بين الدول المشاركة في الاتفاقية الإطارية لنظام الأفضلية التجارية بين الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي . وقال البروفيسور أوغلي بأن الاجتماع المذكور قرر تنظيم الجولة الثانية من المفاوضات التجارية، وتم عقد أربعة اجتماعات في إطار الجولة الثانية للجنة المفاوضات التجارية لنظام الأفضلية التجارية بين الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي، وقد كللت بالنجاح أعمال الاجتماع الرابع الأخير للجنة المفاوضات التجارية ، الذي عقد في أنقرة بالجمهورية التركية من 10 إلى 12سبتمبر 2007م ، وأقر اتفاقية حول قواعد المنشأ لنظام الأفضلية التجارية بين الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي ووقعت عليها خمس (5) دول من الدول الأعضاء وهي غينيا والأدرن وتونس وتركيا والإمارات العربية المتحدة . وتوقع الامين العام أن توقع المزيد من الدول الأعضاء هذه الاتفاقية خلال الدورة الثالثة والعشرين للكومسيك المقرر عقدها من 14 إلى 17 نوفمبر 2007م . وأعرب الامين العام بمنظمة المؤتمر الاسلامي عن تقديره للمركز الإسلامي لتنمية التجارة ولمديره العام على الدور الهام الذي اضطلع به المركز ومكتب تنسيق الكومسيك في التحضير للمفاوضات التجارية التي تمت على التوالي في كل من أنتاليا واسطنبولوأنقرة ، وذلك في إطار الاتفاقية الاطارية لنظام الأفضلية التجارية . مؤكدا بأن المفاوضات التجارية ستسهم إسهاما كبيرا في تحقيق نسبة 20% من التجارة الإسلامية البينية طبقا لما نص عليه برنامج العمل العشري لمنظمة المؤتمر الإسلامي و أن جميع الأجهزة المتفرعة والمؤسسات المتخصصة والمنتمية التابعة لمنظمة المؤتمر الإسلامي العاملة في مجال التعاون الاقتصادي ينبغي أن تتعبأ من أجل تحقيق هذه الأهداف الإستراتيجية وقال " إنني موقن بأن المركز الإسلامي لتنمية التجارة سيواصل إسهامه الفعال في تنفيذ برنامج العمل العشري" . وأشار الامين العام إلى المساعدة المهمة التي يقدمها المركز الإسلامي لتنمية التجارة والبنك الإسلامي للتنمية إلى الدول الأعضاء بغية تمكينها من الاستفادة أكثر من مشاركتها في منظمة التجارة العالمية . ولمواجهة تنامي أسعار السلع والبضائع والتي تشكل معظم حجم صادرات بعض دولنا الأعضاء فإن تلك المساعدة ذات فائدة كبرى وينبغي أن تستمر . وأشاد بالمبادرات الناجحة التي يقوم بها المركز الإسلامي لتنمية التجارة في تنظيم المعارض التجارية السياحية، مشيرا إلى أن المعارض والمعروضات التجارية تشكل واحدة من الأدوات الرئيسية لتنمية التجارة الإسلامية البينية وتشكل السوق الأنجع للبائعين والمشترين . وشكر الامين العام الدول الأعضاء التي ساهمت في ميزانية المركز الإسلامي لتنمية التجارة، ودعا مجددا الدول الأعضاء التي لم تسدد مساهماتها أن تبادر إلى ذلك في أقرب وقت ممكن، مشددا على أهمية تسديد الدول الأعضاء لمتأخراتها في ميزانية المركز الإسلامي لتنمية التجارة بغية تمكينه من القيام بالمزيد من النشاطات لتعزيز التجارة داخل بلدان منظمة المؤتمر الإسلامي . وأبدى الأمين العام استعداد الأمانة العامة لمنظمة المؤتمر الإسلامي مواصلة تقديم كل أشكال الدعم اللازمة للمركز الإسلامي لتنمية التجارة حتى يزدهر ويقوم بالواجبات والمهام الموكولة إليه خدمة لصالح الأمة الإسلامية وتطورها . وأعرب الامين العام عن امتنانه الصادق وتقديره العميق للعاهل المغربي الملك محمد السادس على الدعم الدؤوب الذي يخص به باستمرار منظمة المؤتمر الإسلامي وكذا المركز الإسلامي لتنمية التجارة. وتوجه بالشكر إلى الحكومة الشعب المغربي على استضافة هذا الاجتماع وعلى حرارة الاستقبال وكرم الضيافة اللذين حظي بهما كافة الوفود منذ وصولها إلى رحاب هذه الحاضرة التاريخية الجميلة ، مدينة الدار البيضاء. على صعيد آخر أعرب الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي، أكمل الدين إحسان أوغلى عن إدانته الشديدة لقرار إسرائيل تقليص إمدادات الوقود إلى قطاع غزة، واعتبر أن هذا القرار هو إجراء ظالم وغير إنساني ويشكل عقابا جماعياً وانتهاكا خطيرا للقانون الدولي والإنساني. وحذر الأمين العام من الآثار الخطيرة لهذا القرار على النواحي الإنسانية والصحية في قطاع غزة. وطالب المجتمع الدولي والأمم المتحدة بالتدخل العاجل لمنع وقوع كارثة إنسانية في قطاع غزة جراء تقليص إسرائيل لإمدادات الوقود وحصارها وعدوانها المتواصل على الشعب الفلسطيني. -إينا: