تبحث بريطانيا والولاياتالمتحدة وعدد من أشد منتقديهما بسبب الحرب العراقية مستقبل العراق خلال اجتماع في مصر يضم 20 من وزراء الخارجية يبدأ غداً ويستمر لمدة يومين. وقال دبلوماسيون ان المؤتمر المزمع عقده في منتجع شرم الشيخ على ساحل البحر الاحمر سيقر خطط الانتخابات البرلمانية المقرر عقدها في 30 يناير القادم في مواجهة العنف الذي حدا ببعض العراقيين السنة الى الدعوة الى تأجيلها. وقال مسؤولون أمريكيون ان وزير الخارجية الامريكي كولن باول قد يشارك في محادثات مباشرة مع ايران على هامش المؤتمر حيث من المقرر أن يحضر وزير الخارجية الايراني. ولا توجد علاقات دبلوماسية رسمية بين واشنطن وطهران منذ عام 1980. وبالنظر الى أن من بين المشاركين في المؤتمر فرنساوايران وسوريا وهي دول عارضت حرب العراق فان التوقعات تنصب على أن المجموعة ستواجه صعوبة في تبني أي خطط تتجاوز قرارات الاممالمتحدة الموجودة بالفعل. وخلال المفاوضات التمهيدية التي رتبتها مصر ظهرت عدة خلافات ولا سيما حول الغرض من الاجتماع والموقف الذي ينبغي اتخاذه ازاء العنف في العراق. وقالت صحيفة الحياة اللندنية الصادرة باللغة العربية أمس السبت ان مسودة البيان الختامي للمؤتمر تحث الحكومة العراقية التي تدعمها الولاياتالمتحدة وبريطانيا على عقد اجتماع لاكبر عدد ممكن من القوى السياسية قبل الانتخابات. وطبقا للبيان فان المؤتمر لن يطلب من المقاتلين صراحة وقف الهجمات على القوات الامريكية وسيؤكد مجددا على أن وجود القوات مؤقت وسيكتفي بادانة "الارهاب" وعمليات الاختطاف والاغتيالات والهجمات على المدنيين. وقال دبلوماسي من مجموعة حكومات تقودها الولاياتالمتحدة "أكثر المهام الحاحا هو ضمان دعم دولي مناسب للحكومة العراقية"، لكن دبلوماسيا من مجموعة أخرى قال "نعتقد أن الامر الاكثر أهمية ليس دعم الحكومة المؤقتة ولكن دعم العملية السياسية التي ستفرز في نهاية المطاف مؤسسات مستقرة"، ومضى قائلا "لا نعتقد أنه في سبيل دعم الحكومة المؤقتة تكتيكيا ينبغي علينا الانتقاص من مصداقية العملية السياسية". وأشار دبلوماسي عربي الى أنه تبينت صعوبة التوصل الى موقف يحظى بالاجماع فيما يتعلق بمسألة العنف.. وقال "الرسالة ليست على ذلك القدر من الوضوح الذي يود البعض أن تكون عليه بسبب وجود أطراف تريد رسائل مختلفة". وقال دبلوماسيون ان فرنسا التي عارضت حرب العراق كانت تريد عقد اجتماعات على هامش المؤتمر بين القوى السياسية العراقية بما فيها تلك التي ليست ممثلة داخل الحكومة المؤقتة، لكنهم أضافوا أن تلك الفكرة أخفقت في حشد تأييد واسع. وقال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري انه لن يكون من الملائم اشراك جماعات غير حكومية في الاجتماع. وقال زيباري لوكالة رويترز للأنباء في القاهرة في وقت سابق من هذا الشهر ان "البديل هو أن يدعو المؤتمر الحكومة العراقية لتوسيع نطاق المشاركة في الحوار الوطني من أجل المصالحة الوطنية وهو أمر نقوم به بالفعل". ومن المقرر ان يبدأ المؤتمر باجتماع لوزراء خارجية الدول المجاورة للعراق وهي ايران والكويت والسعودية وسوريا وتركيا والاردن اضافة الى الدولة المضيفة مصر. وستكون النقطة الاساسية على جدول الاعمال تعزيز الرقابة على حدود هذه الدول مع العراق من اجل منع تسلل الارهابيين. واعتبارا من الثلاثاء يتوسع المؤتمر ليشمل بقية المشاركين وهم مجموعة الثماني (الولاياتالمتحدة وروسيا واليابان وكندا والمانيا وفرنسا وبريطانيا وايطاليا), ثم الصين كعضو دائم في مجلس الامن وماليزيا باعتبارها الرئيس الحالي لمنظمة المؤتمر الاسلامي وهولندا باعتبارها الرئيس الحالي للاتحاد الاوروبي. واوضح زيباري ان بلاده كانت اقترحت ان تعقد القمة في اكتوبر/ تشرين الاول لكنها وافقت على ارجائها "بعدما رفض المشاركون انعقادها قبل الانتخابات الاميركية". واضاف الوزير العراقي "الان وقد انتهت عملية الفلوجة فانها لن تحجب هذا الحدث". وتعليقا على الدعم المفترض من المؤتمر لتنظيم الانتخابات العراقية في يناير/كانون الثاني المقبل.. قال زيباري "ان العملية لن تكون كاملة ولكن ما اسمعه من اللجنة الانتخابية هو ان الحماسة كبيرة جدا لتنظيم الانتخابات". لكن المخاطر الامنية لا تزال تهيمن على الانتخابات على الرغم من النجاح الذي حققته العمليات العسكرية الاميركية والعراقية في معاقل المتشددين في العراق. وقد دعت تنظيمات سنية عدة الى مقاطعة الانتخابات.. وفي هذا الاطار قال زيباري "من الطبيعي ان المتشددين يريدون مقاطعة الانتخابات لانهم لا يؤمنون بالحرية والديموقراطية" واضاف "بصراحة لسنا مستعدين لاضاعة وقتنا معهم". وحول المطالب الفرنسية التي سبقت المؤتمر بوضع برنامج زمني واضح لانسحاب قوات التحالف من العراق واشراك المعارضة العراقية في المؤتمر أوضح زيباري "الامور تغيرت الان والحرب قد انتهت.. صدام في السجن ولم يعد الامر هل نحن مع او ضد الحرب.. اننا نحاول الالتفات الى المستقبل". واضاف "اننا نامل ان نبني توافقا دوليا حول العراق لان ما سنقوم به في الاشهر المقبلة سيكون له انعكاسات على كامل المنطقة". ولا يتضمن مشروع البيان الختامي الذي حصلت وكالة الأنباء الفرنسية على نسخة منه اي مفاجآت كبيرة لكن المتحدث باسم رئيس الحكومة العراقية إياد علاوي قال السبت ان ضغوطا ستمارس على دول الجوار لمنع تسلل من تصفهم الإرهابيين. وأوضح المتحدث ثائر النقيب "سنقوم بالضغط على دول الجوار لكي توقف مرور الإرهابيين إلى العراق" مؤكدا "لدينا أدلة على أن بعض الجيران يساهمون في تأجيج العنف في العراق".