أعلنت السلطات الليبية استسلام خاطفي الطائرة السودانية الرابضة بمطار الكفرة بعد ساعات من المفاوضات بين الجانبين, في حين اعتبرت الخرطوم الحادث "عملا إرهابيا".وقال مراسل الجزيرة في طرابلس إن الوفد الليبي المفاوض أبلغ وسائل الإعلام أن الخاطفيْن نقلا إلى إحدى قاعات المطار بعد مفاوضات مريرة مع السلطات.وأضاف المراسل أن الطائرة باتت خالية من الركاب, مشيرا في الوقت ذاته إلى أن الخرطوم أرسلت وفدا يضم 20 مسؤولا من بينهم مدير الطيران المدني لمناقشة القضية.وبدوره أكد مدير شركة الرحلات الجوية الداخلية السودانية (صن إير) التي تملك الطائرة المخطوفة أن السلطات الليبية "أوقفت للتو الخاطفين", مشيرا إلى أن شركته سترسل طائرة أخرى إلى مطار الكفرة لإعادة ركاب الطائرة المخطوفة إلى السودان.وذكرت وكالة الأسوشيتد برس نقلا عن دبلوماسي قوله إن الخاطفين طلبوا في المراحل الأخيرة من المفاوضات اللجوء السياسي بليبيا, مضيفا أنه من غير الواضح ما إذا كانت طرابلس قد وافقت على طلبهم أم لا.أما المتحدث باسم الخارجية السودانية علي الصديق فاعتبر أن الخاطفين ارتكبا "عملا إرهابيا".وجاءت هذه التصريحات بعد ساعات من الإفراج عن ركاب الطائرة والنساء اللاتي كن ضمن طاقمها.وتقول الشركة المالكة وهيئة الطيران المدني السوداني إن عدد المسافرين على متن الطائرة وطاقمها يبلغ 95 شخصا، وأكدت حركة تحرير السودان جناح مني ميناوي أن ثلاثة من مسؤوليها كانوا ضمن ركاب الطائرة المخطوفة.وكان خاطفا الطائرة السودانية قد طالبا بتزويدها بالوقود لتتوجه إلى فرنسا، وبخريطة الطيران من الكفرة إلى باريس.وأثناء المفاوضات مع المسؤولين الليبيين، كان خاطفا الطائرة يرفضان الكشف عن هويتيهما، في حين نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصدر ملاحي ليبي أنهما ينتميان لحركة تحرير السودان.ونقل مدير مطار الكُفرة في وقت سابق عن قبطان الطائرة المخطوفة قوله إن "القراصنة أعلنوا أنهم ينتمون إلى جيش تحرير السودان جناح عبد الواحد محمد نور". وأوضح مدير المطار لوكالة الأنباء الليبية نقلا عن القبطان أن "القراصنة أعلنوا أنهم نسقوا العملية مع نور للانضمام إليه في باريس".لكن زعيم حركة تحرير السودان عبد الواحد أحمد نور نفى بشدة أي صلة لحركته باختطاف الطائرة، ملمحا إلى مسؤولية حكومة الخرطوم عن الموضوع.وقال في اتصال مع الجزيرة "ليس من أخلاقنا أن نعرض أي مدني للخطر"، نافيا بصورة رسمية مسؤولية الجناح الذي يمثله من الحركة عن العملية. وردا على سؤال حول ادعاء الخاطفين أنهما ينتميان إلى الحركة، قال نور "لا أدري لأي جهة ينتمون"، معتبرا أن "الخطف سلوك تنتهجه الحكومة السودانية التي تخطط لمهاجمة المدنيين في المعسكرات".ويلمح زعيم تحرير السودان بذلك إلى مقتل 33 مدنيا في معسكر كلما للاجئين بدارفور قبل يومين في مواجهات قوات الأمن السودانية مع نازحين تقول السلطات إنهم يكدسون السلاح بالمعسكر.وكانت الطائرة وهي من طراز 737-200، قد اختطفت بعد نصف ساعة من إقلاعها من مطار نيالا -كبرى مدن إقليم جنوب دارفور المضطرب- في طريقها إلى الخرطوم.وتضاربت المعلومات حول الوجهة التي سلكتها الطائرة فور اختطافها، حيث أشارت هيئة الطيران المدني السوداني إلى أن الخاطفين طلبوا تحويل طائرة "صن أير" إلى القاهرة، وهو ما نفته سلطة الطيران المدني المصرية مؤكدة أنها اتجهت صوب ليبيا.ونقل عن مصدر ليبي قوله إن أجهزة الطيران المدني أعطت موافقتها لهبوط الطائرة في الكفرة (1350 كلم إلى جنوب شرق طرابلس) لاعتبارات إنسانية بعد أن أبلغهم الطيار أن وقود الطائرة قد نفد، ثم أوفدت طرابلس وفدا للتفاوض مع الخاطفين. "وكالات"