طالب ولي العهد السعودي الأمير عبد الله بن عبد العزيز الرئيس السوري بشار الأسد بضرورة تلبية المطالب الدولية ببدء سحب القوات السورية من لبنان على الفور. وبحسب المصادر السعودية فقد حذر الأمير عبد الله الرئيس السوري خلال محادثاتهما في الرياض من أن العلاقات السعودية السورية ستواجه صعوبات إذا لم تسحب سوريا قواتها قريبا. أما دمشق فقد أكدت عقب مغادرة الأسد الرياض أن المحادثات كانت إيجابية ومثمرة، وقال السفير السوري لدى السعودية أحمد نظام الدين إن المحادثات تناولت الأوضاع العربية الراهنة خصوصا في لبنان. وجرت المحادثات بحضور وزيري الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل والسوري فاروق الشرع. وكان الفيصل عاد لتوه من شرم الشيخ في مصر حيث بحث مع الرئيس المصري حسني مبارك احتمال التوصل إلى صيغة توفيقية بين اتفاق الطائف وقرار مجلس الأمن 1559 لتسوية الأزمة اللبنانية السورية. وصرح المتحدث باسم الرئاسة المصرية سليمان عواد بأن اتفاق الطائف والقرار 1559 "يصبان في خانة واحدة ويؤديان إلى نفس النتيجة "وهي الانسحاب السوري من لبنان وأكد أن المهم حاليا تخفيف الضغوط التي تمارس على سوريا. واعتبر عواد أن الدور المصري والسعودي والعلاقات التي تربط البلدين بسوريا ولبنان تتيح لهما ممارسة دور فاعل لاحتواء الأزمة الحالية. كان وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط كشف أن مشاورات تجري حاليا حول احتمال قيام الأممالمتحدة بدور في آلية لتنفيذ الانسحاب السوري من لبنان وفقا للقرار 1559. في القاهرة أيضا قال وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثان في تصريحات على هامش اجتماعات وزراء الخارجية العرب إن أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني "لمس خلال محادثته بدمشق الأربعاء تفهما للوضع وحرص على عدم التصعيد وإيجاد حل للقضية يرضي جميع الأطراف". وأضاف حمد بن جاسم "أعتقد أن هناك حكمة في معالجة الموضوع من جانب سوريا ستظهر قريبا وعاجلا". وفي نيويورك أعرب الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان في مؤتمر صحفي عن أمله في حدوث تقدم بحلول الشهر المقبل بشأن انسحاب القوات السورية من لبنان. وقال أنان إنه سيوفد مبعوثه الخاص تيري رود لارسون إلى المنطقة لمناقشة مسألة الانسحاب مع الحكومتين المعنيتين. وأعرب عن أمله في إحراز تقدم قبل رفع تقريره إلى مجلس الأمن الشهر المقبل. في هذه الأثناء أفاد شهود عيان بأن جنودا سوريين متمركزين في سهل البقاع اللبناني عززوا مواقعهم في المنطقة التي ينص اتفاق الطائف على إعادة انتشار سورية فيها. وشوهد الجنود السوريون وهم يحفرون خنادق لا سيما في دير زنون الواقعة على بعد عشرة كيلومترات من الحدود السورية. وذكرت الأنباء أن القوات السورية عززت مواقعها في مرتفعات جبل لبنان المشرفة على بيروت. وقام الجنود السوريين في حمانا وفالوغا وضهر البيدر وعين دارة بحفر خنادق وإقامة تحصينات. وكان وزير الدفاع اللبناني عبد الرحيم مراد أعلن في 24 فبراير/شباط الماضي إعادة انتشار سورية وشيكة للقوات السورية إلى البقاع . ولم يحدث أي تطور في هذا الموضوع بعد مرور ثمانية أيام على هذا الإعلان. وفي لبنان عقدت لجنة المتابعة المنبثقة عن لقاء عين التينة الموالي للحكومة اللبنانية اجتماعات في بيروت برئاسة رئيس مجلس النواب نبيه بري. ودعا المجتمعون في بيان صدر في نهاية الاجتماع إلى تفعيل الحوار الوطني وبدء المشاورات تمهيدا لتشكيل حكومة وحدة وطنية تضم جميع الأطياف السياسية قادرة على اتخاذ القرارات المصيرية لاستكمال تطبيق اتفاق الطائف وكشف النقاب عن جريمة اغتيال الحريري.