جددت طهران تأكيدها عدم التخلي عن برنامجها للوقود النووي، معتبرة أن المطالب الأميركية والأوروبية بهذا الشأن لن تحقق شيئا سوى إثارة الاضطرابات. وقال الرئيس السابق أكبر هاشمي رفسنجاني إن إيران وافقت على تعليق برنامجها للوقود النووي فقط من أجل بناء الثقة، بعد الاتفاق الذي توصلت إليه مع الاتحاد الأوروبي العام الماضي. وأضاف خلال خطبة الجمعة أن بلاده أبلغت الولاياتالمتحدة والأوروبيين والوكالة الدولية للطاقة الذرية أن مثل هذه المواقف التي تصدر عنها لن تحقق النتائج المرجوة، وستجلب لها المتاعب. وتابع الزعيم الإيراني أن طهران لها الحق في امتلاك دورة كاملة للوقود النووي، وتخصيب اليورانيوم الموجود في أراضيها. وأشار إلى أن إيران لم تغضبها فقط مواقف واشنطن والأوروبيين، وإنما أيضا تلك الصادرة من رئيس الوكالة الدولية محمد البرادعي الذي انتقد طهران لعدم توضيح كافة المعلومات المتعقلة ببرنامجها النووي. وكان المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية اتهم الولاياتالمتحدة وأوروبا بالسعي إلى منعها من تحقيق أي تقدم في مجال التكنولوجيا النووية، عبر الضغط على طهران لوقف نشاط تخصيب اليورانيوم. وأكد علي خامنئي أن أميركا وأوروبا تضغطان على بلاده لأنها في طريقها نحو التقدم، وإنها إذا أنجزت هذه المهمة فإن هذه الضغوط سيكون تأثيرها أقل. في تلك الأثناء قال دبلوماسيون إن إيران تسعى إلى رفع أختام وضعتها الأممالمتحدة على معدات للطرد المركزي لاختبار ما يسمى بمكونات أساسية, في خطوة تشير إلى أن تجميد إيران برنامجها النووي سيكون قصير الأمد. وأكد دبلوماسيون قريبون من المفاوضات الأوروبية الإيرانية أن هذه القضية ستثار الأسبوع القادم خلال جولة من المباحثات النووية في جنيف. وفي تطور عد تخفيفا للهجة الأميركية المتشددة حيال طهران، قالت وزيرة الخارجية الأميركية إن المفاوضات الأوروبية مع إيران بشأن الحد من برامجها النووية تسير في "الاتجاه الصحيح" وإن الولاياتالمتحدة تدرس أفضل السبل لدعم هذه الجهود. وأوضحت كوندوليزا رايس قبيل اجتماع عقدته الخميس مع الرئيس جورج بوش لبحث إستراتيجية الولاياتالمتحدة فيما يخص المحادثات، إن المفاوضات ستكشف استعداد إيران لإزالة شكوك المجتمع الدولي تجاه طموحاتها النووية. يأتي ذلك في وقت أشار فيه مسؤولون أميركيون إلى أن الرئيس بوش يميل إلى إستراتيجية تدعم مساعي أوروبا في تقديم حوافز لإيران لإقناعها بالتخلي برامجها النووية. وأكد المسؤولون أن من بين تلك الحوافز عدم اعتراض واشنطن على سعي طهران للبدء في الانضمام إلى عضوية منظمة التجارة العالمية، وأنها لن تقف في وجه بيع الأوروبيين قطع غيار للطائرات المدنية الإيرانية.