قال فيصل سعيد فارع - مدير عام مؤسسة السعيد بتعز أن الاحتفاء بالشاعر محمد عبد الباري الفتيح هو احتفاء بقامة وطنية إبداعية ذات حضور متميز ممتد في تاريخنا اليمني المعاصر وهو احتفاء بقراءة مسيرة حياته الوطنية والشعرية . جاء ذلك في كلمة القاها في ختام برامج مؤسسة السعيد لهذا العام والذي اختتم بمحاضرة تحت عنوان : (الواقع المر وجمال الحلم في شعر الفتيح ) القاها: د.سلطان الصريمي وأضاف مدير المؤسسة قائلا انه إذا كان هناك تباطؤ في تكريم الفتيح من قبل مؤسسة السعيد فانه من المؤكد آن التكريم سيكون في قادم الأيام تجسيدا وعرفانا للدور الكبير الوطني والأدبي للفتيح المحاضر الدكتور سلطان الصريمي تناول في محارته العديد من ابداعات الفتيح ومنها النص الشعري للشاعر الكبير محمد عبد الباري الفتيح من ملمحين بارزين هما العمق الواقعي وجمال الحلم , وقال ان الشاعر الكبير كان يعيش مواجهة مستمرة مع واقعه وسلاحه الوحيد هو الحلم الجميل , مضيفا ان المراحل والبيئات الاجتماعية التي عاشها الفتيح بدأت بقريته ( الكديش قدس الحجرية ) ثم دراسته في (المعلامة ) و البيئة الجمالية لقريته أثرت جميعها تأثيرا كبيرا في نفس الشاعر انعكس ذلك على وعيه الجمالي في قصائده , وعرج الصر يمي في سياق محاضرته الى مراحل مختلفة من حياة الشاعر الفتيح التي قال انها أثرت في لغته الشعرية منها مرحلة صباه في عدن واشتغاله بالتجارة علاوة على سفره الى السعودية وعمله في مواقع مختلفة إضافة الى مرحلة الدراسة في كل من القاهرة ودمشق وصولا الى مرحلة تخرجه من دولة المجر وتسلحه بالثقافة العربية الإسلامية والأوروبية التي مكنته من مواجهة هموم حياته الجديدة , و تناول الصر يمي قراءته لشعر الفتيح من خلال بنماذج لقصائده الوطنية والقومية والعالمية والاجتماعية والعاطفية والتي تبنا فيها بقيام ثورة سبتمبر ( الحلم) اليمني والعربي وتناوله لمختلف القضايا العربية منذ حرب 1948م وما بعدها وتغنيه ببطولات أطفال الحجارة بالإضافة إلى القضايا الاجتماعية مثل الهجرة التي لازمت الإنسان اليمني والتي عكست إبداعيا معاناة والأم الهجرة والتي عانى منها الفتيح نفسه والذي التقى بوالده صدفة الذي كان قد هاجر قبل ولادته وذلك عند وصوله الى مدينة عدن في بداية حياته العملية الدراسة البحثية والتي استند فيها الصريمي في محاضرته وقسم فيها شعر الفتيح الى ثلاثة اقسام (القصائد الوطنية والقصائد القومية والعالمية والقصائد الاجتماعية والعاطفية ), من خلال ديوانه ( مشقر بالسحابه ) , وبقراءة لنماذج من شعره الوطني والقومي والعاطفي والاجتماعي , معتبرا ان الغوص في تضاريس اللوحة الشعرية للفتيح ليس سهلا , مرجعا ذلك لتداخل ألوانها وأضوائها وأبعادها وتعدد بيئاتها , مشيرا الى ان شعر الفتيح يكتسب خصوصية إبداعية فريدة من حيث العلاقة بين الواقع وبين الحلم وهي علاقة مواجهة مستمرة فيها من العطاء الإبداعي ما يجعلها علاقة متميزة تتحرك نحو الفعل الإبداعي باتجاه تجاوز الواقع نحو المستقبل , مؤكدا ان قوة الحلم في اغلب اللوحات الشعرية للفتيح تمكنت من محاصرة الواقع الى درجة إزاحته وتغييره الى الأفضل واستبداله بالحلم الجميل , وقال ان بعض قصائده تدخل الى الحلم مباشرة دون المرور من بوابة الواقع كما في قصيدة ( شمس الشروق وقصيدة من الف ليلة وليلة , ) , واختتم الصريمي محاضرته بالتأكيد على ان قصائد الفتيح ترتبط ارتباطا وثيقا بحياته ابتداء من الطفولة وحتى اليوم كما ان حياته غنية بالعطاء الإبداعي الثوري والقومي والعالمي والاجتماعي والعاطفي , في حين نتاجه الإبداعي زاخر بشكل عام بالجمعي والعام فيما الفردي لا نجده الا تحت سيطرة الجمعي منوها بان الفتيح انطلق من خلال نصه الشعري من خلال ملمحي العمق الواقعي وجمال الحلم مشيرا إلى أنهمت متلازمان الأول يقوم بكشف عيوب ومرارة الواقع كشفا إبداعيا متسلحا بالحلم الجميل الذي تعود آن يستقوي به على الواقع الذي يعاني منه . وأضاف الصريمي ان هذين الملمحين لازما الفتيح في كل مراحل حياته منذ صباه واللذان شكلا تكوينه وشخصيته الوطنية والأدبية واتسعت من خلال البيئات الاجتماعية التي عاشها حتى صار شاعرا وطنيا تغنت بقصائده قرى ووديان وجبال وسواحل الوطن اليمني كله . هذا وكانت الأخت شفيقة احمد علي قد القت قصيدتان بالمناسبة تغنت فيهما بأشعار الفتيح التي لها وقعها الخاص بها ومن خلالها يشتم ريحة الوطن وترابه .