البخيتي يتبرّع بعشرة ألف دولار لسداد أموال المساهمين في شركة الزناني (توثيق)    فشل العليمي في الجنوب يجعل ذهابه إلى مأرب الأنسب لتواجده    تعليق على مقال زميلي "سعيد القروة" عن أحلاف قبائل شبوة    بنوك هائل سعيد والكريمي والتجاري يرفضون الانتقال من صنعاء إلى عدن    النخب اليمنية و"أشرف"... (قصة حقيقية)    لماذا نقرأ سورة الإخلاص والكافرون في الفجر؟.. أسرار عظيمة يغفل عنها كثيرون    اعتراف رسمي وتعويضات قد تصل للملايين.. وفيات و اصابة بالجلطات و أمراض خطيرة بعد لقاح كورونا !    مدرب بايرن ميونيخ: جاهزون لبيلينغهام ليلة الثلاثاء    ماذا تعني زيارة الرئيس العليمي محافظة مارب ؟    لأول مرة.. مصر تتخذ قرارا غير مسبوق اقتصاديا    رسالة سعودية قوية للحوثيين ومليشيات إيران في المنطقة    كأن الحرب في يومها الأول.. مليشيات الحوثي تهاجم السعودية بعد قمة الرياض    طفلة تزهق روحها بوحشية الحوثي: الموت على بوابة النجاة!    الكشف عن الفئة الأكثر سخطًا وغضبًا وشوقًا للخروج على جماعة الحوثي    وزارة الأوقاف بالعاصمة عدن تُحذر من تفويج حجاج بدون تأشيرة رسمية وتُؤكّد على أهمية التصاريح(وثيقة)    ليفاندوفسكي يقود برشلونة للفوز برباعية امام فالنسيا    ثلاثة صواريخ هاجمتها.. الكشف عن تفاصيل هجوم حوثي على سفينة كانت في طريقها إلى السعودية    عودة تفشي وباء الكوليرا في إب    رئيس مجلس القيادة: مأرب صمام أمان الجمهورية وبوابة النصر    الجرادي: التكتل الوطني الواسع سيعمل على مساندة الحكومة لاستعادة مؤسسات الدولة    حاصل على شريعة وقانون .. شاهد .. لحظة ضبط شاب متلبسا أثناء قيامه بهذا الأمر الصادم    القرءان املاء رباني لا عثماني... الفرق بين امرأة وامرأت    رئيس كاك بنك يشارك في اجتماعات الحكومة والبنك المركزي والبنوك اليمنية بصندوق النقد والبنك الدوليين    استشهاد 23 فلسطينياً جراء قصف إسرائيلي على جنوب قطاع غزة    فيتنام تدخل قائمة اكبر ثلاثة مصدرين للبن في العالم    ليفربول يوقع عقود مدربه الجديد    رباعي بايرن ميونخ جاهز لمواجهة ريال مدريد    عاجل محامون القاضية سوسن الحوثي اشجع قاضي    قائمة برشلونة لمواجهة فالنسيا    لأول مرة في تاريخ مصر.. قرار غير مسبوق بسبب الديون المصرية    المواصفات والمقاييس ترفض مستلزمات ووسائل تعليمية مخصصة للاطفال تروج للمثلية ومنتجات والعاب آخرى    يونيسيف: وفاة طفل يمني كل 13 دقيقة بأمراض يمكن الوقاية منها باللقاحات    وفاة امرأة وإنقاذ أخرى بعد أن جرفتهن سيول الأمطار في إب    واشنطن والسعودية قامتا بعمل مكثف بشأن التطبيع بين إسرائيل والمملكة    رغم القمع والاعتقالات.. تواصل الاحتجاجات الطلابية المناصرة لفلسطين في الولايات المتحدة    افتتاح قاعة الشيخ محمد بن زايد.. الامارات تطور قطاع التعليم الأكاديمي بحضرموت    الذهب يستقر مع تضاؤل توقعات خفض الفائدة الأميركية    اليمن تحقق لقب بطل العرب وتحصد 11 جائزة في البطولة العربية 15 للروبوت في الأردن    استهداف سفينة حاويات في البحر الأحمر ترفع علم مالطا بثلاث صواريخ    ''خيوط'' قصة النجاح المغدورة    الريال اليمني ينهار مجددًا ويقترب من أدنى مستوى    للمرة 12.. باريس بطلا للدوري الفرنسي    كانوا في طريقهم إلى عدن.. وفاة وإصابة ثلاثة مواطنين إثر انقلاب ''باص'' من منحدر بمحافظة لحج (الأسماء والصور)    ريمة سَّكاب اليمن !    السعودية تعيد مراجعة مشاريعها الاقتصادية "بعيدا عن الغرور"    نداء إلى محافظ شبوة.. وثقوا الأرضية المتنازع عليها لمستشفى عتق    في ذكرى رحيل الاسطورة نبراس الصحافة والقلم "عادل الأعسم"    طلاب جامعة حضرموت يرفعون الرايات الحمراء: ثورة على الظلم أم مجرد صرخة احتجاج؟    كيف يزيد رزقك ويطول عمرك وتختفي كل مشاكلك؟.. ب8 أعمال وآية قرآنية    أسئلة مثيرة في اختبارات جامعة صنعاء.. والطلاب يغادرون قاعات الامتحان    الدوري الانكليزي الممتاز: مانشستر سيتي يواصل ثباته نحو اللقب    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    من هنا تبدأ الحكاية: البحث عن الخلافة تحت عباءة الدين    قضية اليمن واحدة والوجع في الرأس    القات: عدو صامت يُحصد أرواح اليمنيين!    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



القربي: ثلاثة ملفات اقتصادية وأمنية وسياسية أمام اجتماع الرياض
نشر في 26 سبتمبر يوم 23 - 12 - 2010

أكد الأخ الدكتور أبو بكر القربي وزير الخارجية أن الحكومة والدبلوماسية اليمنية نجحت في استثمار الاهتمام الدولي لمصلحة الوطن . .وقال في حوار خاص لصحيفة 26 سبتمبر أن الاجتماع الوزاري لمجموعة أصدقاء اليمن في الرياض خلال شهر فبراير القادم سيعالج متطلبات التنمية في اليمن بجوانبها الثلاثة سواء الاقتصادي أو الأمني وأيضا في دعم المعالجات السياسية التي تقوم بها الحكومة اليمنية .
وأعرب وزير الخارجية عن أمله في أن يكون اجتماع الرياض علامة فارقة في التعاون التنموي في المقام الأول ، مطالبا أصدقاء اليمن أن ينتقلوا بالتعاون القائم من مرحلة التعبير عن النوايا التي لا نشك فيها إلى مرحلة الفعل حتى تنعكس هذه النوايا على تحسين أوضاع المواطنين المعيشية وفي خلق فرص العمل وفي مكافحة الفقر
وكشف الدكتور القربي أن اللجنة الوطنية للتعامل مع ملف أصدقاء اليمن برئاسة الأخ الدكتور علي محمد مجور رئيس الوزراء تعد ثلاث ملفات ستذهب بها إلى إجتماع الرياض وفي كل ملف منها هناك أهداف محددة يجب تحقيقها ، وهناك برنامج زمني سيعد وهناك أولويات ستقدم إلى المانحين .
وأوضح أن اليمن تأمل أن تترجم مواقف أصدقاء اليمن بإلتزامات مالية تغطي الاحتياج المالي لتنفيذ المشاريع والخطط ، لأننا في حاجة إلى تحقيق نمو اقتصادي وبصورة عاجلة وأهم عنصرين لتحقيق ذلك هو جذب الاستثمار إلى البلد وأيضا فتح الأبواب أمام العمالة اليمنية في دول مجلس التعاون وغيرها،وبالتالي هذه القضايا ستحتل الصدارة في اجتماعات الرياض .
حوار : إبراهيم العشماوي
ونحن في نهاية عام وقرب حلول عام جديد .. كيف تقيمون العام 2010م من حيث أداء الدبلوماسية اليمنية والتحديات التي واجهتكم ؟
جاء عام 2010 بعد حادثة محاولة تفجير الطائرة الأمريكية في ديترويت يوم الإحتفال بعيد السيد المسيح وما تبعها بعد ذلك من إثارة إعلامية استهدفت اليمن والتي كان من أول نتائجها انعقاد مجموعة أصدقاء اليمن، ربما لم يسموا حينها بذلك، ولكنها كانت مجموعة دولية مهتمة بشؤون اليمن انعقدت بناءً على دعوة من رئيس الوزراء البريطاني في لندن يوم 27 يناير 2010 وشاركت فيها 22 دولة ومنظمة دولية لتنظر في التحديات التي تواجه اليمن سواء تلك المتعلقة بالإرهاب أو بالأسباب التي يستغلها الإرهابيون للاستقطاب، وإثارة أعمال العنف وأيضاً الجوانب المتصلة بالتنمية الاقتصادية، ورغم أن الدعوة جاءت مفاجئة وكان ينبغي أن يكون لها أجندة واضحة فقد تعاملت معها الحكومة اليمنية بتوجيهات من فخامة الرئيس بشكل إيجابي، أولا لأن اليمن شريك مع المجتمع الدولي في مكافحة الإرهاب ولم تتردد أبداً في اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لمواجهة عناصر القاعدة وعناصر التطرف في اليمن، وأيضاً كانت من الدول المبادرة فيما يتعلق بإيجاد آليات غير العمل العسكري والإستخباراتي لمكافحة الإرهاب وهو الحوار كوسيلة لإعادة تأهيل المتطرفين . وخرج مؤتمر لندن رغم توقعات الآخرين مشيداً بدور اليمن في مكافحة الإرهاب ومؤكداً على أمن اليمن وأهمية استقرارها لدول المنطقة وللعالم، أيضا الموقف الواضح من التمسك بالوحدة اليمنية واتخاذ مجموعة من الخطوات التي تسهم في تعزيز جهود الحكومة في التنمية ومكافحة التطرف، وشكلت لجنتان تنظران في القضايا المتعلقة بالتنمية والإصلاحات وتطبيق القانون، وشاركت اليمن مع اللجنتين بشكل فاعل وأظهرت من خلال التقارير التي رفعت بعد ذلك إلى اجتماع نيويورك أنها كانت ربما أكثر تفاعلا وإلتزاما باتخاذ مجموعة من الإجراءات سواء في قضية الإصلاحات الإقتصادية أو المجال القانوني ومكافحة الإرهاب وغيرها من القضايا، ولهذا جاء إجتماع نيويورك في سبتمبر الماضي بين اليمن وأصدقائها ليؤكد من جديد على دعم اليمن، وأنها أثبتت أنها شريك فاعل مع أصدقائها لتحقيق الإصلاحات ومكافحة التطرف والإرهاب والسير في إعداد خطة تنموية خمسية رابعة ستتبلور منها قضايا الدعم المطلوب من أصدقاء اليمن . هذه المسيرة من يناير إلى الآن، ونحن نسير أيضاً إلى اجتماع الرياض في فبراير القادم، تعكس نجاح الحكومة اليمنية والدبلوماسية اليمنية في أن تستثمر الإهتمام الدولي، وأن توجه هذه الاجتماعات لمصلحة اليمن في المقام الأول، وأن تجعل من أصدقاء اليمن، مجموعة نأمل أن تكون في إجتماع الرياض قادرة على أن تعالج متطلبات التنمية في اليمن بجوانبها الثلاثة سواء الإقتصادي أو الأمني، لأن هناك ارتباطاً بين الأمن والتنمية، وأيضا في دعم المعالجات السياسية التي تقوم بها الحكومة اليمنية، هذا في الإطار العام، هناك أيضاً كما رأيتم في العام 2010 إجراءات اتخذتها الحكومة في مكافحة الإرهاب والقاعدة والنجاحات التي حققتها وإلقاء القبض على العناصر الإرهابية، وما يتعلق أيضاً بالاتفاقات التي وقعتها الحكومة اليمنية مع صندوق النقد الدولي في إطار الإصلاحات المالية والتي انعكست في تقديم المزيد من الدعم من الصندوق ومن بعض الدول المانحة، وتبلورت في إنشاء صندوق لدعم التنمية في اليمن والذي ستسهم فيه مجموعة أصدقاء اليمن، والبعد السياسي للجهود التي بذلت من قبل فخامة الرئيس والمؤتمر الشعبي العام والحكومة في حوار سياسي جاد مع أحزاب المعارضة لمعالجة القضايا المتعلقة بالانتخابات والتعديلات الدستورية والتي حتى الآن للأسف لا نستطيع أن نقول إنها حققت النجاح الذي كنا نتمناه رغم التنازلات الكبيرة التي قدمها المؤتمر الشعبي، إلا أننا ماضون في السير في الحوار ومحاولة إقناع أحزاب المعارضة بالتعامل الإيجابي ووضع مصلحة اليمن فوق المكاسب الحزبية .
أولويات وخطط
وماذا عن أولوياتكم وخططكم للعام 2011م ؟
في 2011 اليمن ستضع من أولوياتها كيف يمكن أن يكون اجتماع الرياض الذي سينعقد في نهاية فبراير القادم مع أصدقائها علامة فارقة في التعاون التنموي في المقام الأول، لأننا نريد أن نستفيد من تجربة القصور التي شابت تنفيذ التزامات المانحين في اجتماعات لندن 2006 وكيفية تجاوزها وأن نقدم إلى اجتماع الرياض مجموعة من الوثائق التي نعتقد أنها ستكون محورا لتحديد الالتزامات في جوانب الإقتصاد والأمن والسياسة، ونعتقد أنه على أصدقاء اليمن أن ينتقلوا بالتعاون القائم من مرحلة التعبير عن النوايا التي لا نشك فيها إلى مرحلة الفعل حتى تنعكس هذه النوايا على تحسين أوضاع المواطنين المعيشية، وفي خلق فرص العمل وفي مكافحة الفقر، بالإضافة إلى دعم البنى التحتية اللازمة لجذب الاستثمارات إلى اليمن، وبالتالي ستكون أجندة السنة القادمة من بدايتها هي التركيز على هذا الجانب . البعد الآخر هو علاقة اليمن بدول مجلس التعاون الخليجي وكيف يمكن أن تستمر في تحقيق المزيد من التعاون والشراكة، والسير في قضية الإدماج الإقتصادي لليمن ضمن دول المجلس، ووضع آليات لإزالة العوائق التي تقف أمام تدفق العمالة اليمنية إلى مجلس التعاون الخليجي، على المستوى الدولي ستظل اليمن تتابع دورها في إطار المجموعة العربية والدفع بالجهود التي بدأناها لإصلاح العمل العربي المشترك من خلال المبادرة اليمنية، عبر اللجنة الخماسية المناط بها ذلك، ومعالجة سوء الفهم الذي حصل حول إقرار مقترحات اللجنة الخماسية في سرت، هناك قضايا أخرى تهمنا وبالذات في القرن الأفريقي، وسيظل دور اليمن فاعلاً بالنسبة للصومال وكيف يمكن أن نحقق المصالحة في الصومال ودعم الحكومة الصومالية في فرض سيطرتها على الأراضي الصومالية ومكافحة الإرهاب والقرصنة، وأيضاً التخفيف من الأعباء الأمنية التي تتحملها اليمن بسبب تدفق اللاجئين إلى اليمن .
اجتماع الرياض
عودة إلى أصدقاء اليمن ماذا تريد الحكومة اليمنية بالتحديد من إجتماع الرياض والاستعدادات التي تقومون بها وهل تتوقعون إلتزامات محددة ؟
هناك لجنة وطنية للتعامل مع ملف أصدقاء اليمن برئاسة الأخ الدكتور علي محمد مجور رئيس الوزراء، وهذه اللجنة تعد ثلاثة ملفات ستذهب بها إلى إجتماع الرياض، وفي كل ملف منها هناك أهداف محددة يجب تحقيقها، هناك برنامج زمني سيعد، وهناك أولويات ستقدم إلى المانحين، بالإضافة إلى أن هناك الأولويات العشر التي وجه بها فخامة الرئيس الحكومة لتحقيق التنمية في اليمن، وهناك حالياً دراسة مستفيضة حول هذه النقاط العشر وكيفية تحقيقها واللجنة ستدرس كيفية إدماجها في إطار الخطة الخمسية الرابعة أو تقديمها بطريقة موازية لها والأمر ما يزال محل النقاش بين الجهات المختصة في الحكومة، لكن ما نريده الآن أن نذهب إلى اجتماع الرياض بهذه الخطط والأولويات أن تترجم مواقف أصدقاء اليمن بإلتزامات مالية تغطي الاحتياج المالي لتنفيذ هذه المشاريع والخطط، لأننا في حاجة إلى تحقيق نمو اقتصادي وبصورة عاجلة وأهم عنصرين لتحقيق ذلك هو جذب الاستثمار إلى البلد وأيضا فتح الأبواب أمام العمالة اليمنية في دول مجلس التعاون وغيرها، وبالتالي هذه القضايا ستحتل الصدارة في اجتماعات الرياض .
مواقف الخليج
دول الخليج تمثل ركناً أساسياً في الدول المانحة وستشارك في اجتماعات أصدقاء اليمن .. ما هو الدور الذي تعولون عليه من الأشقاء في مجلس التعاون الخليجي ؟
بيان القمة الأخيرة لدول مجلس التعاون في الرياض أعتقد أنها حددت موقفاً بالنسبة لأهمية دعم اليمن، ولو تابعت أيضاً حوار المنامة واستمعت إلى مجموعة من المتحدثين من دول مجلس التعاون، ومن أصدقاء اليمن، ستجد أنهم أكدوا أن اليمن تحتل الصدارة في اهتماماتهم، وأن هذه الدول جميعاً ومن خلال أصدقاء اليمن، ومن خلال الدعم الثنائي المباشر ستعمل على وضع احتياجات اليمن في أولوياتها خلال اجتماع الرياض، ومن خلال صناديق التنمية التي ترعاها هذه الدول .
اختلاف صحي
قال مسؤولون أمريكيون أخيراً إن العلاقات مع اليمن تمر بأزمة صحية ... كيف تنظرون إلى التعاون الثنائي حاليا ؟
لا أعتقد أن اختيار التعريف بأزمة صحية دقيق، أعتقد أنه ربما الأصح أن هناك اختلافاً صحياً في وجهات النظر، وهكذا يجب أن تكون العلاقات بين الدول أن كل طرف عندما يجد أن هناك اختلافات في وجهات النظر ألا ينظر إليه على أنه عائق، وإنما كوسيلة لإصلاح سوء الفهم أو الخلاف لأن هذا سيؤدي إلى تعزيز العلاقة، وفي طبيعة الحياة كل يوم هناك خلافات مستمرة وعلى الإنسان أن يختار أن يحول الخلاف إلى إنفصال أو يعالجه للحفاظ على العلاقات .
لكنهم تحدثوا عن إحباط مشترك فهم محبطون من عدم تحقيق إصلاحات سياسية واقتصادية وأنتم محبطون من تباطؤ وتضاؤل الدعم ؟
هذه وجهة نظرهم رغم أنني أعتقد أنك لو استمعت إلى تصريحات المسؤولين من بينهم وزيرة الخارجية نائب مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي ومكافحة الارهاب جون برينن وآخر شيء الأسبوع الماضي حيث أشاد بما حققته اليمن من إصلاحات ومن جهود في مكافحة الإرهاب، وأحياناً وسائل الإعلام تنقل جزئية من المواقف، والصحف أحياناً التي تريد الإساءة إلى العلاقات تختار الجانب السلبي، يفترض أن تكون هناك أمانة في طرح مواقف الدول حتى يعرف الإنسان العادي مختلف وجهات النظر وليس من وجهة نظر واحدة.
وثائق ويكيليكس
وثائق وتسريبات ويكيليكس أصبحت حديث العالم .. هناك رد وتوضيح يمني سابق بشأنها .. ما رأيكم كوزير خارجية في هذه الوثائق ؟ ورأيكم فيما تناولته عن اليمن ؟
أعتقد أن الإشكالية في الوثائق هو تسريبها، كيف حدث جمع هذه الكمية من الوثائق وتسليمها إلى مجموعة ويكيليكس، أعتقد أن الخلل هنا في إدارة العمل الإستخباراتي الأمريكي وعدم السيطرة على خروج هذه الوثائق، أما الوثائق فأعتقد أن أي إنسان يفهم العمل الدبلوماسي يعرف أن السفير ومن معه جاؤوا ليخدموا بلدهم، وبالتالي يقدمون لبلدهم المعلومة عن البلد الذي يعملون فيه، ويفترض أن يكون ذلك بأمانة، وأن يكون بعيداً عن المواقف والأحكام الشخصية، ولكن هذه تختلف من سفير إلى سفير، ومن موظف إلى موظف، وبالتأكيد فعندما تأتي هذه المعلومات إلى صاحب القرار سواء في الخارجية الأمريكية أو غيرها من وزارات الخارجية ينظر إلى هذه المعلومات، وهناك مختصون يحللون هذه المعلومات ويأخذون منها ما هو في مصلحتهم، ما جاء في هذه الوثائق ليس بمستغرب، ولو يستعيد الشخص التسريبات التي حدثت على مدى السنوات الخمس الماضية سيجد أن كثيرا مما ورد في ويكيليكس قد سرب بطرق مختلفة ولأهداف مختلفة، ربما بعلم أو غير علم المختصين في أمريكا، دائما نعتاد على التسريبات لكن هذه أخذت الحجم الهائل الذي يستغرب من أن تخرج كل هذه الكمية دون أن يكتشفها أحد إلا بعد أن تنشرها ويكيليكس .
وهل أضرت بعلاقات اليمن مع أمريكا ؟
أعتقد لو قرأت وجهات النظر من أمريكا ستجد تصريحات للمسؤولين بأن هذه الوثائق أضرت بعلاقاتها مع الدول واعترفت أن تسريبها خطر على الولايات المتحدة وعلى العاملين الأمريكان، الدول بمجملها عبرت عن الاستياء لأن النقل الذي تم غير دقيق لما جرى في الاجتماعات، لكن أعتقد أن أمريكا سوف تستفيد والدول الأخرى أيضاً، وربما العمل الدبلوماسي ستوضع له معايير مختلفة عما كان في الماضي .
أعمال تخريبية
نجحت اليمن في تنظيم خليجي 20 بشكل مبهر .. ولكن عقب الانتهاء ظهرت بعض الأعمال الإرهابية والتخريبية في بعض المحافظات الجنوبية .. ما هو تفسيركم لذلك ؟
خليجي 20 أثبت أن الحكومة قادرة على السيطرة الأمنية، ثمن ما تحقق في خليجي 20 رفع جاهزية الأجهزة الأمنية إلى درجة عالية جدا وهذه الجاهزية لها ثمن إقتصادي ليس بالقليل كما يتخيل البعض، ولهذا عندما انتهى خليجي 20 خففت أجهزة الأمن من مستوى الجاهزية والآن هذه العناصر التي تسعى إلى التخريب تستغل ذلك، وأعتقد أن هذه الأعمال تخريبية وحرب عصابات ومواجهتها تحتاج إلى وقت وأساليب مختلفة عن تلك التي أتخذت في خليجي 20. أعتقد أن الأجهزة الأمنية ستعيد الترتيب في بعض المحافظات التي تحدث فيها مثل هذه الأعمال التخريبية.
في الشأن الداخلي أيضاً.. الحوار مع المعارضة وتسريع وتيرة تشكيل لجنة الانتخابات .. كيف تنظرون لذلك وكيف ينظر إليها أصدقاء اليمن ؟
أولا الأهم كيف تنظر إليه الحكومة وكيف ننظر إليها نحن وليس الآخرين، الحكومة اليمنية مسؤولة عن استحقاق دستوري ومنع حدوث فراغ دستوري، وبالتالي فهي تسير في خطين متوازيين الخط الذي يضمن أن نلتزم بالدستور والقانون وبالتالي تعد لهذه الانتخابات، وفي نفس الوقت لم تغلق باب الحوار يومياً يتجدد التواصل مع أحزاب المعارضة وأحزاب اللقاء المشترك للعودة إلى طاولة الحوار، والاستعداد لتقديم كافة الضمانات لأحزاب المشترك فيما يتعلق بنزاهة الانتخابات والضوابط المطلوبة لذلك، وأهم من ذلك أن فخامة الرئيس عرض تشكيل حكومة إئتلاف مع المعارضة لكي يطمئنوا من خلالها على أن الحكومة التي ستشرف على الانتخابات سيكونون ممثلين فيها، وأكثر من ذلك أن هذه الحكومة الإئتلافية يمكن أن تستمر حتى بعد الانتخابات بغض النظر عمن يفوز في الانتخابات لأن فخامة الرئيس وحزب المؤتمر الشعبي العام حريصون على أن اليمن في ظل هذه التحديات الاقتصادية تريد أن تشرك الآخرين وليس أن تستبعدهم كما يتصورون، ولكن هذه تتطلب منهم أن يغيروا من نظرتهم إلى العمل السياسي والذي يجب أن يختلف الآن عما كان وقت قيام الوحدة ناهيك عن العمل السياسي في الستينات مثلاً، هناك تغيرات كثيرة وتحديات أكبر أمام اليمن وهناك استحقاقات من اليمن أمام المجتمع الدولي، عليهم أن يكونوا جزءاً من هذه المعالجات من أجل اليمن قبل أن يكون من أجل الأحزاب أو المصالح الشخصية .
صعدة
بالنسبة للحوثيين تم توقيع اتفاق في فبراير 2010 لإنهاء الحرب وإحلال السلام .. الآن ما هو الوضع في صعدة وموقف الوساطة القطرية ؟
الوساطة القطرية مستمرة ببطء، ولهذا الحكومة اليمنية تعمل على استعجال الأخوة في قطر وعلى مشاركتهم في الإشراف على عملية الترتيب لتنفيذ الشروط التي قبل بها الحوثيون عند وقف الحرب، والأمل معول على تكثيف الجهد القطري للوصول بالأمور إلى السلام الدائم وإعادة الإعمار .
الصومال
الصومال مازالت تنزف وما زال آلاف اللاجئين يتدفقون عبر السواحل اليمنية .. كيف تنظرون إلى المشهد الصومالي حاليا وأهمية دعمها ؟
موقف اليمن واضح في هذه القضية وهو أنه يجب أن تدعم الحكومة المؤقتة بغض النظر عن أي تحفظات من البعض حولها لأنها تمثل الآن الوسيلة الوحيدة التي يمكن أن تخرج الصومال من وضعه الحالي، وعندما نتكلم عن الدعم ليس هذا معناه أنه لايشتمل المصالحة مع الأطراف الأخرى، لأنه لايمكن للحكومة أن تحقق الأمن والسلام في الصومال دون إشراك الآخرين ودون الوصول معهم إلى إتفاقات، وهم في حقيقة الأمر خرجوا من نفس رحم التيار الإسلامي . القضية ليست بين شيوعيين وإسلاميين، الجميع من التيار الإسلامي في الصومال، وبالتالي أن يحدث هذا الخلاف بين مجموعات تعتبر أن الإسلام مرجعيتها فهو يعكس أن هناك فهما خاطئاً للإسلام . ولهذا يجب أن ندعم حوارا جادا بين الحكومة والآخرين لكن في نفس الوقت ألا نجعل من الآخرين قوة يمكن أن تسقط الحكومة بحمل السلاح وليس من خلال الحوار أو صناديق الاقتراع، وهذا مسؤولية المجتمع الدولي حقيقة ومنها الدول العربية لأن العرب لم يولوا الصومال الاهتمام الذي يجب أن يكون، والمجتمع الدولي، هناك للأسف اختلافات في الأجندات الخاصة أعاقت الوصول إلى موقف موحد من القضية الصومالية .
تجمع صنعاء
لوحظ وجود الرئيسين الإرتيري والجيبوتي في افتتاح خليجي 20.. هل إرتيريا ستدخل تجمع صنعاء ؟ وهل هنالك جهود في هذا الاتجاه ؟
تعرف أن اليمن من بداية تأسيس التجمع أعلنت أنه مفتوح لكل دول القرن الأفريقي، وبالتالي الباب مفتوح أمام إرتيريا ولكن القرار قرار إرتيري .
ومتى تُعقد قمة تجمع صنعاء القادمة ؟
نحن الآن بصدد الاتفاق على تحديد موعد في بداية العام القادم بإذن الله؟
السودان
السودان الآن على شفا وضع صعب فإما الانزلاق إلى انفصال الجنوب أو وقوع حرب أهلية .. كيف ترون هذا الوضع ؟ وما هو المطلوب عربيا ؟
ربما الموقف العربي بالنسبة للحفاظ على وحدة السودان قد فاته الزمن للأسف الشديد، والآن هل يمكن أن تتحرك الدول العربية لحماية السودان من المزيد من محاولات التقسيم، وهل بإمكان الدول العربية أن تدعم السودان في تأطير علاقة مع الجنوب تحفظ مصالح الأمن القومي العربي وهذا هو التحدي الآن، البعض يعتقد أن خيار الانفصال غير قائم ولكن الله وحده أعلم بما سيتم لأنه من الواضح أن التدخلات الدولية والأجنبية أوصلت الأمور إلى حد أن الانفصال قضية محسومة . النقطة الأخرى أنه كيف نتعلم كدول عربية من درس السودان .
شاركتم أخيراً في لجنة السلام العربية التي أقرت وقف المفاوضات مع إسرائيل .. إلى أين تذهب عملية السلام في ظل واقع فلسطيني معقد لم ينجز المصالحة؟
في الاجتماع الوزاري تردد أكثر من صوت أن الرد على الموقف الإسرائيلي المتعنت والذي لم يعد ظاهرا فيه متشددين أو معتدلين أنه على الفلسطينيين أن يتعلموا من إسرائيل، وبالتالي فإن المصالحة الفلسطينية في هذه الظروف ربما تكون أكبر رد على الإسرائيليين من قرارات لجنة متابعة المبادرة العربية للسلام، النقطة الأخرى هناك خيارات مطروحة الآن أمام السلطة الفلسطينية ولكن هذا التحرك يتطلب مواقف عربية، أمامنا بعض النتائج التي لم تكن لتتحقق لولا أننا قضينا وقتا منذ إطلاق المبادرة العربية لإثبات أن العرب يريدون فعلا السلام، وأنها لم تكن مبادرة للتمويه والآن اقتنع المجتمع الدولي أن العرب جادون في تحقيق السلام، وهذا انعكس في مجموعة من المؤشرات مثل اعتراف عدة دول من أمريكا الجنوبية بالدولة الفلسطينية على حدود 67 والموقف الفرنسي والنرويجي والسويدي والذي رفع مستوى تمثيل السلطة الفلسطينية في دولهم، كلها مؤشرات ورسالة يجب أن تقرأها إسرائيل، مفادها أن عدم الوصول إلى سلام وفقا للمبادرة العربية وقرارات الشرعية الدولية من يدفع ثمنه هي إسرائيل لأنه كلما تأخر السلام واستمرت إسرائيل في توسعها الاستيطاني أصبح قيام دولة فلسطينية غير ممكن .
إيران
وماذا عن الجديد في الملف النووي الإيراني والموقف العربي منه ؟
الموقف العربي واضح وهو أننا لسنا مع وجود سلاح نووي في المنطقة بما فيها طبعا السلاح النووي الإسرائيلي، وبالتالي الدول العربية تدعو إيران إلى عدم الشروع في التخصيب للأغراض العسكرية، وأن الحل لقضية الملف النووي الإيراني يجب أن تكون عبر الحوار والدبلوماسية، وحق إيران في استغلال الطاقة النووية للأغراض السلمية .
قمة شرم الشيخ
سؤالنا الأخير عن قمة شرم الشيخ الاقتصادية التي ستنعقد الشهر المقبل وماهو المطلوب منها ؟
نحن في اليمن نعول كثيرا علي القمة الاقتصادية المقبلة في شرم الشيخ , لكني لا اعتقد أن الالتزامات التي تقدمت بها الدول العربية للصندوق الذي أنشئ لهذا الغرض بالمستوي الذي كنا نتمناه.
اليمن بحكم ظروفها الاقتصادية , ومواردها الاقتصادية تأمل الكثير من القمة الاقتصادية، ولدينا مجموعة من الصناديق التي تستهدف إيجاد فرص للعمل محلياً ومنها في مجالات البني التحتية , أو في تأهيل العمالة اليمنية , ونأمل في أن تلقي هذه الصناديق دعم القمة الاقتصادية .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.