أعلن وزير الدفاع البريطاني جون ريد أن البريطانيين قد يبدأون بسحب قواتهم من العراق تدريجياً خلال الاثنى عشر شهراً المقبلة في حال كان في وسع العراقيين تحمل مسؤولية أمنهم. وقال ريد في حوار مع شبكة "سي ان ان" الإخبارية الأمريكية "ننتظر بفارغ الصبر اليوم الذي سيبني فيه العراقيون قواتهم الأمنية الخاصة بهم والكافية لتسلم مهامها، لكي يتمكنوا من تولي القيادة ونتمكن نحن من تقديم دعمنا لهم والحد تدريجياً من وجودنا هناك"، موضحاً "لن يتم ذلك في يوم واحد، ستكون عملية متواصلة، اعتقد انها عملية قد تبدأ، قد تبدأ فقط، خلال الأشهر الاثنى عشر المقبلة".وأضاف الوزير البريطاني "أن التمرد المسلح في العراق قد يستمر لزمن طويل، ولذا فإننا نعمل على وضع تصور لتسليم سلطات الأمن لفترة محددة زمنيا"، ونفى أن تكون لدى الولاياتالمتحدة وبريطانيا طموحات استعمارية في العراق.وأفاد ريد بأن الانسحاب التدريجي قد يكون مقيدا بشرط واحد، وهو عدم الالتزام بجدول زمني محدد.وكانت مذكرة من وزارة الدفاع البريطانية تسربت إلى صحيفة "ميل اون صانداي" الأسبوع الماضي أشارت إلى أن لندن تفكر في خفض عديد قواتها في العراق البالغ حاليا نحو 8500 رجل إلى ثلاثة آلاف في منتصف 2006.كما سبق وكشفت صحيفة "فايننشال تايمز" عن إعداد وزارة الدفاع البريطانية لمخططات لسحب عدداً كبيراً من قواتها من العراق في الأشهر ال 18 شهراً المقبلة لإعادة نشرها في أفغانستان.وقالت الصحيفة "إن الخطوة الأولى لإعادة نشر القوات المسلحة الحليفة يمكن أن تحدث هذا الخريف، وسيوكل الأمن في محافظتين على الأقل بجنوب البلاد إلى العراقيين"، موضحة "أن كل شيء يعتمد على قدرة قوات الأمن العراقية بالنسبة لتأمين عمليات حفظ السلام، المهمة التي لم تكن قادرة على القيام بها في المناطق التي تشهد اضطرابات في بغداد وشمال بغداد".وأشارت الصحيفة إلى أن ضباطاً بريطانيين كباراً يعتبرون "أن المحافظات الأربع في جنوب شرق البلاد الخاضعة لقيادة بريطانية، لم تشهد نفس العنف الموجود في المناطق الواقعة شمال بغداد، التي يهيمن عليها السنة، والتي وضعت تحت قيادة أمريكية". وأوضحت الصحيفة أن القوات البريطانية يمكن أن تنسحب من هذه المحافظات الأربع قبل القوات الأمريكية لمنتشرة في شمال البلاد، مشيرة إلى أن انسحاب القوات البريطانية من العراق قبل نهاية عام 2005 قد يتزامن مع إعادة انتشار للقوات تشمل ثلاثة آلاف رجل في اتجاه أفغانستان.وقالت الصحيفة "إن إعادة الانتشار تتم في إطار حلف شمال الأطلسي، ويمكن أن تؤدي إلى تسلم مهمات من القوات الأمريكيةجنوبيأفغانستان"، موضحة "أن القوات البريطانية يمكن أن تساعد كثيرا في المعركة ضد المقاتلين الأفغان".