أعلنت فنزويلا وفاة الرئيس هوغو تشافيز، صاحب الإيديولوجية الناعمة لرفض الهيمنة الغربية على أمريكا اللاتينية، عن 58 عاما أمس الثلاثاء، بعد صراع طويل مع السرطان، منذ حزيران/يونيو 2011، بعد 14 سنة في الحكم بلا منازع، ما يفتح الطريق لانتخابات مبكرة. وفي حالة حزن قال نائب الرئيس ووريثه نيكولاس مادورو "تلقينا اكثر نبأ محزن يمكن ان نعلنه لشعبنا. عند الساعة 16,25 (20,55 ت غ) من اليوم الخامس من اذار/مارس توفي قائدنا الرئيس هوغو تشافيز فرياس بعد صراع مع مرض منذ حوالى السنتين". واضاف ان "كل القوات المسلحة الوطنية البوليفارية والشرطة الوطنية، يقوم بالانتشار في هذه اللحظة لتواكب وتحمي شعبنا وتضمن السلام". وتعهدت القوات المسلحة الفنزويلية باحترام الدستور ورغبة الرئيس تشافيز، كما اعلن وزير الدفاع دييغو موليرو، الذي قال في كلمة نقلتها كل وسائل الاعلام والى جانبه عدد من كبار ضباط الجيش "اننا موحدون لاحترام والعمل على احترام الدستور ورغبة زعيمنا هوغو رافاييل تشافيز فرياس". ودعا زعيم المعارضة انريكي كابريليس رادونسكي على حسابه على تويتر الفنزويليين الى "الوحدة" واعرب عن "تضامنه" مع عائلة الرئيس. واكد حاكم ولاية ميرندا الغنية (شمال) على موقعه "تضامنه مع كل عائلة وانصار الرئيس هوغو تشافيز، اننا ندعو الى وحدة الفنزويليين". وشافيز هو الرئيس الفنزويلي ال61 ، منذ 2 فبراير عام 1999، يعرف بحكومته ذات السلطة الديمقراطية الاشتراكية واشتهر لمناداته بتكامل أمريكا اللاتينية السياسي والاقتصادي مع معاداته للإمبريالية وانتقاده الحاد لأنصار العولمة من الليبراليين الحديثين وللسياسة الخارجية للولايات المتحدةالأمريكية. وله سجل عسكري متميز مع الجيش الفنزويلي. قام بمحاولة انقلاب فاشلة عام 1992 م ضد حكومة كارلوس أندريس بيريز وتوجهاتها الليبرالية الحديثة وأودع إثرها السجن. بعدما أطلق سراحه عام 1994، أسس حركة الجمهورية الخامسة ، وهي حركة يسارية تعلن أنها الناطق السياسي باسم فقراء فنزويلا. اختير شافيز كرئيس للبلاد في انتخابات عام 1998 بسبب الوعود التي أطلقها لدعم فقراء البلاد الذين يشكلون الأكثرية من السكان، كما أعيد انتخابه عام 2006، أطلق تشافيز حملات عدة في فنزويلا بهدف محاربة الأمراض والأمية وسوء التغذية والفقر وأمراض اجتماعية أخرى. ولد شافيز في الثامن والعشرين من يوليوز عام 1954 في بيت جدته من أبيه روزا إنيز شافيز. وهو بيت فيه ثلاث شقق يقع في قرية سابانيتا في ولاية باريناس. وحفلت الفترة الرئاسية الأولى له من 1999-2000 بالعديد من الانجازات منها التعديل الدستوري وشهدت الفترة الرئاسية الثانية : 2000-2006 سن ما يعرف بالمهمات الاجتماعية، ومحاولة الانقلاب والاضرابات والنداء إلى الاستفتاء حشود معارضة في استفتاء إقالة هوغو شافيز في العاصمة كاراكاس. كانت نتيجة استفتاء الإقالة الرفضُ حيث عارضه 59% من المستفتين. وقد فاز بفترة رئاسية ثالثة لمدة ست سنوات أخرى 2006 – 2012، وذلك بنسبة 61.35% من أصوات الناخبين، وعلى إثر فوزه بالانتخابات أخذ ثقة البرلمان لتحويل الدولة إلى دولة اشتراكية، وأدى القسم على أن يحول فينزويلا إلى دولة اشتراكية على أسس الماركسية – اللينينية وغيّر اسم الدولة من الجمهورية الفينزويلية البوليفارية إلى الجمهورية الفينزويلية البوليفارية وأعلن شافيز أن المسيح كان أول اشتراكي وسيسير على خطاه وفق مبادئ الماركسية، وقام على إثرها بتأميم شركة الكهرباء وشركة الهاتف. تمت إعادة انتخاب تشافيز رئيسًا لفنزويلا في ديسمبر 2006م بأغلبية ساحقة في الانتخابات لتجديد ولايته رغم عدم رغبة الولاياتالمتحدة في ذلك. في مايو 2006، تم اختيار شافيز كأحد أكثر 100 شخصية مؤثرة في مجلة التايم. وتمثل اصابته بمرض السرطان في الثلاثين من يونيو عام 2011، حيث صرح شافيز ي خطاب متلفز، صور في هافانا في كوبا، أنه في فترة نقاهة بعد عملية جراحية قام بها ي العاشر من يونيو من أجل بتر ورم سرطاني أصابه. أما الفترة الرئاسية الرابعة المستمرة حتى الآن، فجرت في 7 أكتوبر 2012 ، وانتصر فيها على منافسه إنريكه كابريليس بفارق حوالي 10% من الأصوات، ولكن معركته مع السرطان لا تزال مستمرة، ولا ندري من سينتصر فيها.