قالت هيئة تابعة للامم المتحدة في تقرير نشر الاحد ان جنوب السودان يقع في قلب انتشار وبائي لفيروس الايدز وان اغلب شعبه يفتقرون الى المياه النقية أو خدمات الصحة العامة أو الخدمات التعليمية. وقال التقرير الذي أعده برنامج الاممالمتحدة الانمائي ان الصحة والتعليم في شمال السودان تحسنا بشكل طفيف خلال السنوات الخمس عشرة الماضية لكن الوضع في الجنوب تدهور خلال الفترة التي كانت فيها المنطقتان في حالة حرب. وتعد الاحصائيات التي اوردها التقرير من بين اولى الاحصائيات التي تصدر حول الفقر والصحة والتعليم في جنوب السودان حيث خاض متمردو الحركة الشعبية لتحرير السودان حربا أهلية دامت 21 عاما ضد الشمال. وقال البرنامج في التقرير يعتقد ان وباء فيروس HIV المسبب للايدز في جنوب السودان انتقل الى المرحلة العامة... حيث تخطت العدوى المجموعات المعرضة للخطورة العالية للاصابة الى السكان عموما. ويحدد التقرير مدى التقدم في المناطق التي تسيطر عليها حكومة الشمال والحركة اعتبارا من عام 1990 فيما يتعلق بالوفاء بالاهداف المتفق عليها عالميا المعروفة باسم أهداف التنمية للالفية. ويعيش نحو 90 في المئة من السكان في الجنوب على دخل أقل من دولار واحد يوميا. وقال برنامج الاممالمتحدة الانمائي ان نحو 75 في المئة من الاطفال لم يلتحقوا بالتعليم وان الوضع ازداد سوءا خلال فترة الحرب. واضاف البرنامج ان الملاريا مسؤولة عن 40 في المئة من حالات التردد على المستشفيات في الجنوب الذي يفتقر 70 في المئة من سكانه الى المياه النقية رغم موارد المياه الهائلة ويفتقد 85 في المئة منهم المرافق الصحية. وابلغ مسؤول بالبرنامج رويترز بان معظم تلك البيانات تم جمعها في ظل ظروف عصيبة وان البرنامج يحاول جمع مزيد من المعلومات الاكثر شمولا لتضمينها في تقرير قادم. وقال البرنامج ان الوضع في المناطق الشمالية من البلاد أفضل لكن الناس في المناطق الريفية يعيشون دائما في ظروف اسوأ من تلك التي يعيش فيها سكان البلدات والمدن. واضاف ان عدد الاشخاص الذين يعانون من سوء التغذية في المناطق الاخرى التي تخضع لحكومة الشمال انخفض الى 26 في المئة من 31 في المئة في عام 1990. وتابع ان التعليم الابتدائي امتد ليغطي مناطق كثيرة في الشمال لكن الانجاز الاجمالي في التعليم الاساسي لا يزال منخفضا. وقال التقرير ان الملاريا تمثل مشكلة رئيسية لكن الوفيات بسبب المرض ليست في تزايد. وانخفضت معدلات وفيات الاطفال بشكل طفيف لكن الانفاق الحكومي على قطاع الصحة منخفض للغاية وكان يعادل نحو دولارين ونصف دولار للفرد في عام 2000. وأشار البرنامج الى ان مراقبة فيروس الايدز في المناطق الشمالية ضعيفة للغاية ولكنه لم يعط مزيدا من التفاصيل. وانهى اتفاق اسلام وقع في يناير كانون الثاني الماضي حربا اهلية تسببت في مقتل قرابة مليوني شخص راح أغلبهم ضحية المرض والجوع.