تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون بمواصلة الضربات العسكرية لفصائل المقاومة الفلسطينية بلا حدود. وقال في الاجتماع الأسبوعي لحكومته إنه أمر باستخدام كافة الوسائل لضرب ما أسماه "الإرهاب وأعضاء التنظيمات الإرهابية ومعداتهم ومخابئهم". وأشار إلى أنه لا يعتزم شن هجوم لمرة واحدة فقط، وإنما تنفيذ عمليات متواصلة تهدف إلى إلحاق الضرر "بالإرهابيين" وعدم الاستسلام لمطلقي الصواريخ. وسبق أن تقرر في اجتماع طارئ للحكومة الأمنية المصغرة في تل أبيب أمس استئناف عمليات اغتيال الناشطين الفلسطينيين. ويأتي تصريح شارون الأخير متزامنا مع تأكيد قائد العمليات في جيش الاحتلال الجنرال إسرائيل زيف بأن العمليات ضد فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة غير محددة بزمن. وأشار في تصريح للإذاعة الإسرائيلية إلى أن لدى قواته الحرية باستخدام كافة الوسائل والأسلحة لوقف الهجمات الصاروخية الفلسطينية والقضاء على الظاهرة. في غضون ذلك أعلنت متحدثة باسم قوات الاحتلال أن الطائرات الحربية الإسرائيلية ألقت صباح اليوم منشورات على شمال قطاع غزة تدعو الفلسطينيين إلى الابتعاد عن المناطق التي يتم إطلاق صواريخ قسام منها على الأهداف الإسرائيلية. وقد واصل الطيران الحربي الإسرائيلي غاراته المتتالية على أنحاء متفرقة من قطاع غزة فجر اليوم مما أسفر عن وقوع العديد من الإصابات. ونفذت المقاتلات والمروحيات الإسرائيلية عدة غارات جوية على أهداف ومكاتب للفصائل الفلسطينية ومنازل للمدنيين، في خان يونس ومدينة غزة وبلدتي بيت حانون وبيت لاهيا شمال القطاع. وفي أحدث هجوم جوي أطلقت مروحية إسرائيلية صاروخين في شمال غزة في ساعة مبكرة من صباح اليوم دون إصابات. واستهدفت إحدى الغارات على مدينة غزة مبنى مدرسة دار الأرقم التابعة لحركة حماس والواقعة في حي الشيخ رضوان المكتظ، مما أدى إلى إصابة نحو 20 شخصا معظمهم نساء وأطفال ومسنون. وبررت قوات الاحتلال قصفها المدرسة بزعم أنها "تستخدم لدفع أموال للإرهابيين وعائلاتهم". وجاءت هذه التطورات بعد ساعات من استشهاد فلسطينيين اثنين من كتائب عز الدين القسام، في غارة إسرائيلية استهدفت سيارتهما بمدينة غزة. في هذه الأثناء احتشدت قوات إسرائيلية بالقرب من حدود شمال قطاع غزة مدعومة بالمدفعية والمدرعات، استعدادا لشن سلسلة عمليات ضد المناطق الفلسطينية. وفي تطور متصل أعلنت قوات الاحتلال أنها بدأت حملة اعتقالات واسعة في مناطق متفرقة من الضفة الغربية شملت 207 ناشطين وقياديين معظمهم من حركتي حماس والجهاد الإسلامي، مشيرة إلى أن الحملة ما زالت مستمرة. وقال متحدث باسم جيش الاحتلال إن قواته اعتقلت 70 ناشطا في منطقة رام الله و61 في منطقة الخليل، و31 قرب بيت لحم و18 في طولكرم و15 قرب قلقيلية و11 في محيط جنين وواحدا في وادي الأردن، مشيرا إلى أن بعض عمليات الاعتقال رافقها تبادل لإطلاق النار. وأوضح المصدر أن بين المعتقلين أكثر من 12 من القادة السياسيين والعسكريين لحركة حماس. وأشار مراسل الجزيرة في فلسطين إلى أن من بين المعتقلين القياديين في حماس محمد غزال والشيخ حسن يوسف الذي اعتقل مع نجليه وحارسه الشخصي ومدير مكتبه. وأوضح المراسل أن قوات الاحتلال اقتحمت مدينة طولكرم ومخيم نور شمس وبلدة بلعا. كما اقتحمت مدينة جنين ومخيمها وشنت عمليات دهم واعتقال معززة بأكثر من أربعين آلية تساندها طائرات استطلاع وأخرى من طراز أباتشي، وشنت عمليات دهم وتفتيش واسعة واعتقلت عددا من الفلسطينيين. ومقابل التصعيد الإسرائيلي والغارات الجوية وحملة الاعتقالات توعدت كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح برد فوري ومباشر على جرائم الاحتلال الإسرائيلي وتسديد ضربات موجعة لإسرائيل في كل مكان. وأعلنت في بيان لها حالة الاستنفار القصوى بين كوادرها. وكانت حركة حماس توعدت بالرد على الغارة التي استهدفت أمس حي الزيتون شرق مدينة غزة. وقال المتحدث باسم الحركة مشير المصري إن كل الخيارات مفتوحة بما فيها ضرب العمق الإسرائيلي. وأعلنت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري للحركة حالة الاستنفار القصوى في صفوفها بالضفة الغربية وقطاع غزة، وتوعدت في بيان لها بنشر "الموت والرعب" في المدن الإسرائيلية. المصدر : الجزيرة + وكالات