أصدر القضاء الأسباني، قراراً بسجن مدير مكتب قناة "الجزيرة" في مدريد تيسير علوني سبع سنوات، وبدفع غرامة مالية، بسبب إجراء "مقابلة صحفية" مع زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن لصالح قناة "الجزيرة" عام 2001 حين كان مراسلها في أفغانستان. جاء القرار صدمة لهيئة الدفاع وأحدث ردود فعل كبيرة، وقال هيثم مناع محامى علوني بعد الحكم : "لم أكن أتوقع أن يجرؤ القاضي الأسباني على النطق بأكثر من سنتين أو ثلاث تفادياً للحرج الذي وقع فيه هذا القضاء الذي لم يجد حجة يستند إليها". وكان تيسير علوني قد مثل أمس الاثنين أمام المحكمة الوطنية الأسبانية لإصدار الحكم عليه في التهمة الوحيدة الموجهة إليه وهي إجراء "مقابلة صحفية" مع بن لادن. وكانت جلسة أمس مخصصة فقط للنطق بالحكم ولم تتضمن مرافعات أو أي إجراءات أخرى. وجددت فاطمة الزهراء زوجة علوني التأكيد على أن زوجها بريء من التهم الموجهة إليه، وقالت "إننا سنسعى لإثبات براءته حتى آخر المطاف". وكانت فاطمة الزهراء قد قالت إن الخطة المستقبلية بشأن التعامل مع القضية ستتحدد بعد الحكم، وأوضحت أنه إذا صدر الحكم إيجابيا فستكون هناك إجراءات "للمطالبة بحقنا لما لحق بنا من ضرر"، أما إذا كان سلبيا فسيكون هناك استئناف للحكم أمام المحكمة العليا، وتجديد المطالبة للإفراج عن علوني بكفالة نظرا لحالته الصحية. وأعربت قناة "الجزيرة" عن أسفها لهذا الحكم الذي لم يستند إلى معطيات التحقيق التي برأت علوني من كافة التهم الموجهة إليه باستثناء المقابلة الصحفية مع بن لادن التي أجريت لصالحها وبثت حينها على قناة CNN الأمريكية. وكان أفرج عن علوني أثناء محاكمته بسبب مشاكل في القلب إلا أنه اعتقل مجددا في ال16 من الشهر الجاري في غرناطة وذلك بعدما طلب إذنا بمغادرة إسبانيا إلى سوريا لحضور تشييع والدته. ونفى علوني مرارا التهم الموجهة إليه، وقال في لقاءات سابقة مع وسائل الإعلام إن محاكمته تتم لاعتبارات سياسية، وهو ما يدل عليه مسار القضية وطبيعة التهم الموجهة إليه