قال زعيم للمعارضة في اوكرانيا إن الرئيس فيكتور يانوكوفيتش وافق على لقاء ثلاثة من زعماء المعارضة يوم الاربعاء لاجراء محادثات حول ازمة أدت إلى اشتباكات عنيفة بين المحتجين والشرطة. وكتب ارسني ياتسينيوك وهو وزير اقتصاد سابق في تغريدة على تويتر "أكد (يانكوفيتش) عقد الاجتماع." وكان رئيس الوزراء الاوكراني ميكولا ازاروف قال إن الاحتجاجات المناهضة للحكومة جلبت "ارهابيين" الى شوارع كييف وتعهد بمعاقبة كل "التصرفات الاجرامية" حتى بعد مواجهة بين الشرطة ومحتجين قرب مقر الحكومة. واستخدم ازاروف في كلمة أمام حكومته لهجة حادة في الحديث عن المحتجين الذين احتشدوا من جديد يوم الأربعاء بالمئات بعد تقارير عن مقتل ثلاثة محتجين على الاقل بينهم اثنان قتلا بالرصاص. وأضاف ازاروف "الإرهابيون في ميدان الاستقلال احتجزوا عشرات الأشخاص وضربوهم... أعلن رسميا أن هؤلاء مجرمون يجب أن يتحملوا نتيجة أعمالهم." واتهم رئيس الوزراء زعماء المعارضة بالتحريض على "الاعمال الاجرامية" بالدعوة الى احتجاجات مناهضة للحكومة قال انها تقوض استقرار الوضع في أوكرانيا. وكانت القوات الخاصة "بيركوت" قد تمكنت في وقت سابق يوم الأربعاء من طرد المعارضين من شارع غروشيفسكي القريب من الحي الحكومي مجددا، وأرغمتهم على التراجع باتجاه ميدان الاستقلال، حيث تواصل المعارضة اعتصاماتها منذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي. واندلعت الاشتباكات صباح الأربعاء 22 يناير/كانون الثاني بعد أن قامت القوات الخاصة بإزالة المتاريس التي أقامها المحتجون في شارع غروشيفسكي، على الرغم من قيام المحتجين برشقها بالحجارة. كما قال مصدر في الشرطة الأوكرانية لوكالة "انترفاكس" الروسية، إن المتظاهرين يرشقون رجال الأمن بزجاجات حارقة تحتوي على مادة جديدة تؤدي الى إصابات بحروق كبيرة. وأكدت النيابة العامة في أوكرانيا مقتل شخصين شاركوا في اضطرابات كييف التي زادت حدتها منذ الأحد الماضي. بدوره طالب الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش بإجراء تحقيق شامل في ملابسات سقوط القتيلين. وسبق أن أكد مصدر أمني العثور على جثة شاب قتل بطلقتين بالرأس والصدر، في شارع غروشيفسكي صباح الأربعاء، بينما نفت وزارة الداخلية أن يكون رجال الأمن مسؤولين عن سقوط أي قتيل خلال المواجهات مع المتظاهرين، مشددة على أن العناصر التي تشارك في إزالة المتاريس لا تحمل أسلحة نارية. وتستمر المواجهة العنيفة في وسط كييف منذ الأحد الماضي، إذ يسعى المحتجون إلى كسر الطوق الأمني المكثف حول الحي الحكومي الذي يضم مقر الحكومة ومبنى البرلمان. وكانت المعارضة قد نظمت الأحد مظاهرة حاشدة في وسط كييف، احتجاجا على قوانين جديدة تبنّاها البرلمان تفرض قيودا أشد صرامة على تنظيم المظاهرات والفعاليات الجماعية، كما تنص على المساءلة القانونية على نشر تهديدات للسلطة في شبكة الإنترنت. وتحولت مظاهرة الأحد الى اشتباكات مع قوات الأمن، أسفرت عن إصابة أكثر من 200 شخص، تقول الشرطة إن نحو مائة منهم من عناصرها. وأعلن زعماء المعارضة الأوكرانية أنهم سيشاركون بعد ظهر اليوم في لقاء مع الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش لبحث سبل الخروج من الأزمة. وكتب أرسيني ياتسينيوك زعيم كتلة حزب "باتكيفشينا" (الوطن) على صفحته في "تويتر" أنه سيذهب الى لقاء يانوكوفيتش إلى جانب زعيم حزب "أودار" (الضربة) فيتالي كليتشكو وزعيم حزب "سفوبودا" ("الحرية") أوليغ تياغنيبوك. وفي هذا السياق اقترح وزير الداخلية الأوكراني السابق يوري لوتسينكو تشكيل "لجنة تنفيذية مؤقتة" برئاسة كليتشكو الذي يتمتع بشعبية أوسع بين زعماء المعارضة. ويرى لوتسينكو أن "مهمة النواب المعارضين تتمثل في وضع قرارات مناسبة لإعادة بناء أوكرانيا في إطار رادا شعبية (برلمان مؤقت)"، مؤكدا أن القضية الوحيدة التي يجب بحثها في المفاوضات مع السلطة هي عزل فيكتور يانوكوفيتش من منصب الرئاسة.