لم يعد مستغربًا أن تتحول بعض القوى اليمنية إلى أبواق للاتهام والتضليل، بعد أن سلمت صنعاء للحوثي على طبق من ذهب دون مقاومة، ثم وقفت اليوم تتشدق بالوطنية، وتلقي باللوم على الرئيس عيدروس الزبيدي وتتهمه بعرقلة تحريرها! أي منطق أعوج هذا؟! من سلّم العاصمة وفرّ من الميدان لا يحق له أن يتحدث عن التحرير، ومن باع صنعاء لا يجوز له أن يزايد على من صمد في عدن وحمى الجنوب بدماء الشهداء.
الأكثر وقاحة أن هؤلاء الفاشلين الذين أفسدوا الحياة السياسية، وحولوا الشرعية إلى واجهة للنهب والفساد، صاروا يتحدثون عن الخدمات في الجنوب وكأنهم ملائكة الرحمة! بينما هم في مناطقهم لم يستطيعوا توفير أمن ولا كهرباء ولا حتى لقمة عيش كريمة لشعوبهم.
إنها قمة التناقضات المخزية، بل قمة السخرية السياسية! فالزبيدي الذي يقاتل على أكثر من جبهة، ويحمل الجنوب على كتفيه في ظل ظروف قاسية، يُطالَب بالخدمات الكاملة، بينما من سلموا صنعاء وفرّوا إلى الخارج يطالبون بالمحاسبة!
كفى تضليلاً... كفى كذبًا... كفى نفاقًا. الحقيقة واضحة كالشمس:
أما الرئيس عيدروس الزبيدي فهو صوت الجنوب، ورمز صموده، وقائد معركته.
وليعلم الجميع أن شعب الجنوب لن يُخدع بعد اليوم، ولن يسمح للأصوات المشبوهة أن تزرع الشك في قيادته. لقد حان الوقت لرص الصفوف وتوحيد الكلمة خلف الزبيدي، وفضح كل من يحاول قلب الحقائق وتزييف الوعي. فالجنوب ماضٍ نحو حريته ودولته، مهما علت أصوات المتآمرين وتكاثر أعداء النجاح.
ورسالتنا إلى أولئك الذين سلموا صنعاء وفرّطوا في جمهوريتهم: كفّوا عن المزايدة على الجنوب، فأنتم آخر من يحق له أن يتحدث عن الوطنية أو يوزع صكوكها. قبل أن تهاجموا الآخرين، واجهوا الحقيقة المرة: أنكم فشلتم في حماية عاصمتكم، وأفشلتم مشروع دولتكم، وأغرقتم بلدكم في الفوضى. فلتتحملوا وزر ما ارتكبتم، بدلًا من الهروب إلى الأمام وإلقاء اللوم على غيركم.