قراءة من كتاب "في رحاب الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم" للقاضي الدكتور حسن حسين الرصابي. تغنى الشعراء والمبدعون بصفات رسول الأمة الأعظم، صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله. وقد أمرنا الله سبحانه وتعالى بالصلاة والسلام عليه، بعد أن صلى عليه هو وملائكته، فقال تعالى في محكم كتابه: "إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً" (الأحزاب: 56). وصفه الله من علياء عرشه بقوله: "وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ". لقد حاز المصطفى صلى الله عليه وسلم على كل المحاسن والمناقب، ونال بفضل محبة ربه له مكانة عظيمة في الدنيا والآخرة، حيث ستكون له بإذن الله الوسيلة والفضيلة والمقام المحمود والدرجة الرفيعة في الجنة. مولد النور.. وقفة إجلال في مولد النور، مولد الرسول الأعظم صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، تدعونا اللحظات أن نقف وقفة إجلال وثقة واعتزاز في هذا اليوم العظيم. إنه اليوم الذي أشرقت فيه بشائر مولد نبي أحبه الله واصطفاه بمكانة لا تليق إلا به. هذه الكلمات ليست في مستوى مقامه العالي، لكنها نفحات صادقة من قلب محب ومؤمن يرتجي رحمة الله ورضاه، ويسير على خطى سيد الخلق والرسل محبة ووفاءً. فما أجمل الوقوف على عتباته والانهال من مناهله العذبة! أعطاك الله المكانة العالية، واصطفاك من بين كل الرسل والبشرية جمعاء لتكون حبيبه ورسوله. وإننا لنفخر بأننا من أمتك ومن محبيك، فأنت شفيعنا يوم الدين، وذكرك حسنات تتراكم بين يدي الله. وفي خضم احتفالنا بذكرى مولدك الشريف، لا يمكن أن تغيب عن بالنا مظلومية من ينتمون لأمتك، خاصة أهل غزة الذين يعانون من قتل وحصار وتجويع. إنهم يعيشون قسوة لم تشهدها البشرية منذ زمن بعيد، وهم يستصرخون ضمير العالم باسم الإنسانية التي جئت بها رحمة للعالمين. إن ما يمرون به هو محك حقيقي لمحبة أمتك، فهل نقف معهم كما وقفت مع المستضعفين؟ إن نصرتهم هي نصرة لقيمك التي علمتنا إياها. كلمات في حضرة المصطفى تتردد الحروف وتتوقف الكلمات إجلالاً وهي تسري في ذكرك والصلاة عليك، مدركة أنها دون هذه المكانة المشمولة برضا الخالق. ومع ذلك، هي سعيدة لأنها تسير على هدى رسول أحبه الله وقرّبه إليه "فكان قاب قوسين أو أدنى". لك كل الثناء، وكل التوقير، وكل الإجلال. إن قلوبنا المحبة وإيماننا العظيم بالخالق الكريم هو الذي يمنحنا الجرأة لتقديم هذه الهدية المتواضعة، المشفوعة بالصلاة عليك والإيمان بك نبيًا ورسولًا هاديًا إلى الحق. هذه مفردات متواضعة لكنها عميقة ومفعمة بالحب والتقدير لمقامكم السامي، وندعو الله أن يتقبلها منا لننال شيئًا من القبول. فلا راحة لنفوسنا الظامئة إلى ذكرك إلا إذا كانت مشفوعة بحبك وحب من أحبك. نحن نؤمن بما قاله الله في كتابه الحكيم: "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ". إن حبك والانتماء إليك هي موجبات أوجبها الله علينا، ونحن نقتفي أمره وقلوبنا تفيض حبًا وإخلاصًا. اللهم صلّ وسلّم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه، كما صليت وباركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد.