أثار الصحفي التعزي فتحي أبوالنصر موجة غضب واسعة بعدما هاجم وزير الخارجية السابق خالد اليماني بتغريدة وصفه فيها بأنه "هندي" و"يعمل مع جهات معادية"، في إساءة اعتبرها كثيرون سقوطًا أخلاقيًا ومهنيًا يكشف جانبًا من النظرة الدونية الراسخة لدى بعض نخب الجمهورية العربية اليمنية تجاه الجنوب العربي وأبنائه. وجاءت الإدانة الشعبية لهذه التصريحات في تعليقات رصدها محرر شبوة برس. وفي التفاصيل التي نشرها موقع "شبوة برس"، كان اليماني قد أكد في تصريحاته أن الوحدة انتهت وأن المرجعيات الخليجية هي الإطار الممكن لإنقاذ ما تبقى من المشهد، ليأتي رد أبوالنصر بتوصيف خارج كل قواعد الذوق واللياقة المهنية، رغم أن خالد اليماني جنوبي عربي لحجيّ الأصل وعدنيّ المولد والنشأة في حافة حسين بكريتر عدن.
ورصد محرر شبوة برس عددًا من تعليقات القراء التي عكست حجم الاستياء من اللغة العنصرية التي استخدمها أبوالنصر. أحد المعلقين قال إن ما كتبه الصحفي التعزي ليس جديدًا، بل هو امتداد لتصريحات عبدالله بن حسين الأحمر وغيرها من أصوات النخب في الجمهورية العربية اليمنية التي ما تزال تصف الجنوب بأنه "أرض يسكنها هنود وصومال"، معتبرين أنه يجب أن يعود كفرع إلى "أصله".
وقال معلّق آخر إن فتحي أبوالنصر، بصفته مثقفًا ويساريًا مستنيرًا، لم يعبّر إلا عن قناعة غالبية نخب الشمال التي ما إن تصطدم برأي جنوبي لا يعجبها—even لو صدر ممن خدمهم لسنوات—حتى تعود إلى تلك النظرة الدونية المتجذرة تجاه الجنوب العربي وأهله.
وعلّق قارئ ثالث ساخرًا بأن أبوالنصر لو كان قد كتب "الوحدة أو الموت" لاعتُبر "مناضلًا لا يشق له غبار"، بينما قال أحمد حميدان إن عبارة "عدن للعدنيين" استُخدمت تاريخيًا للمطالبة بتعريب الوظائف التي كانت تشغلها الجنسيات الأجنبية في عدن، وإن الجمعية العدنية التي رفعت الشعار كان معظم أعضائها من أصول يمنية شمالية، حيث كان المقصود حينها تمكين أبناء عدن من الوظائف، بما فيهم أبناء المحميات والشمال.
أما القارئ عبدالغني مقبل فاعتبر أن استخدام كلمة "هندي" ما يزال جرحًا مفتوحًا يشعر به كل جنوبي، مضيفًا أن مثل هذه اللغة هي ما يعزز شعور أبناء الجنوب بأنهم يواجهون مشروعًا قائمًا على "دواعش اليمننة والعنصرية".
ورغم اختلاف الخلفيات الفكرية للمعلقين، اتفقت آراؤهم على أن ما قاله أبوالنصر ليس زلّة عابرة بل تعبير صريح عن عقلية إقصائية تجاه الجنوب، وأن استمرار هذا الخطاب يضاعف القناعة الجنوبية بأن الشراكة مع الجمهورية العربية اليمنية باتت عبئًا تاريخيًا وأخلاقيًا لا يمكن ترميمه.