بِسْم الله الرحمن الرحيم الاخوان المسلمون واليمن . الكثير من الناس لا يعرف ان اليمن كانت هدفا قديما لحركة الاخوان المسلمين المصرية - العالمية , فقد بدأت علاقة حسن البنا والاخوان المسلمين باليمن في عام 1937 في هذه الفترة كان احمد محمد نعمان. يدرس في الأزهر والتحق به محمد محمود الزبيري. للدراسة في كلية دار العلوم. وفي سنوات لاحقة التقوا بالطلبة اليمنيين هناك مثل محيي الدين العنسي وسلام فارع ومن طلاب الجنوب العربي التقوا بالسيد الزعيم محمد علي الجفري وغيره من الطلبة الجنوبيين وعبر لقاءات ومشاورات بين الشباب توصل الجميع الى تشكيل تنظيم يمني تحت اسم كتيبة الشباب اليمني يهدفون من وراء ذلك الى إقامة إصلاحات في بلدانهم ومحاولة نشر القضيتين اليمنيةوالجنوبية على أوسع نطاق : وفي هذه الأثناء استطاع الاخوان ركوب الموجة كما هي عادتهم واستطاعوا إقناع الزبيري والنعمان بتغيير اسم الكتيبة الى اسم (هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر) وعاد الزبيري الى اليمن وسجنه الامام يحيى ومرت الايام واطلق سراحه وسافر الى القاهرة مرة اخرى وبقي حسن البنا مغرم باليمن وبالتالي فهو يرى ان اليمن سيكون مناسبا لإقامة الدولة الاسلامية لاعتبارات لديه عدة . منها ان اليمن طول التاريخ ظل ملاذا للدعوات الفكرية والسياسية التي تعرضت للاضطهاد في دولها حسب زعمه .وكذلك لطبيعة اليمن الجغرافية وعدم خضوع قبائله للحكام ولولائه بسهولة لمن أتى داعيا بدعوة دينية أو مذهبية ,وخلوه من الأقليات الدينية. وبالتالي فان ذلك سيكون من العوامل المساعدة على نجاح دعوة الاخوان .وذلك كله قد رسخ في عقل حسن البنا انطباعا بان ارض اليمن هي الارض التي تتناسب مع إقامة الدولة الاسلامية وانتشارها ومن هذه المنطلقات خطط حسن البنا لاول ثورة للاخوان تكون في اليمن في عام 1948 وهي الثورة الدستورية كما اطلق عليها . ففي العام 1947م وصل الى اليمن الجزائري الفضيل الورتلاني مبعوثا من حسن البنا لوضع خطة انقلاب على الامام يحيى امام اليمن ومؤسس دولتها بعد خروج الاحتلال التركي من اليمن بعد هزيمته في الحرب العالمية الأولى 1918م وبتنفيذ الانقلاب سيسهل إقامة دولة اخوانية لتكون نواة لمشروع الدولة الاسلامية. فوصل الورتلاني الى عدن ثم الى تعز التي يقيم بها سيف الاسلام ولي العهد احمد بن يحيى حميد الدين متسترا بصفة رجل اعمال جزائري يعمل في المجال الزراعي ويمتلك شركة زراعية وأظهر ان الغرض من زيارته هو انشاء شركة يمنية زراعية مساهمة ( وهو ما كرره عبدالمجيد الزنداني بتأسيس شركة أسماك مساهمة بعد هزيمة الجنوب في حرب) وأبدا الورتلاني استعداده لتوريد الاَلات الزراعية كالمضخات والحراثات ونحوها وانطلت هذه الحيلة حتى على سيف الاسلام احمد الشديد الذكاء عندما قابله , الا انه ساورته الشكوك نوعا ما فامر سكرتيره احمد الشامي بمرافقة الورتلاني الى صنعاء عندما استأذن للسفر صنعاء بعد ان استكمل الاكتتاب للشركة الوهمية في تعز وشدد ولي العهد احمد على الشامي ان يلازمه كظله وأمره ان يرفع له تقريرا أسبوعيا عن نشاط هذا الجزائري الغريب . وكان الفضيل الورتلاني عالما وخطيبا بليغا وعنده اُسلوب إقناع وعنده قدرة على تسويغ أفكاره .وبعد وصوله الى صنعاء كان يجتمع بالتجار للاكتتاب في الشركة الوهمية نهارا ويجتمع بالثوار ليلا . ومن المفارقة الغريبة ان هذا الجزائري استطاع ان يقنع الشامي وان يضمه الى الحركة الانقلابية وكان الشامي يرسل لسيف الاسلام احمد بتقارير مضللة عن نشاط الورتلاني فيرسل له عن نشاطه في المجال الزراعي فقط .فوضع مسودة الدستور والغريب انها بخط الشامي وسافر الورتلاني الى مصر في أواخر العام 1947م لغرض عرض الدستور على المرشد العام حسن البنا .واستاذن للسفر من سيف الاسلام احمد بذريعة شراء الاَلات الزراعية المزعومة فسافر وعرض الدستور على حسن البنا الذي أضاف ما يشأ وحذف ما يشأ واطلق على الدستور (الدستور المقدس) وعاد الفضيل الورتلاني الى اليمن مرة اخرى في يناير من العام 1948م واتى بالهدايا لسيف الاسلام !! وطلع صنعاء بعد مقابلة ولي العهد احمد في تعز . وفي صنعاء أطلع محازبيه من الاخوان على التعديلات في الدستور وخطة الثورة ومنها قتل الامام يحيى الشيخ المسن المجتهد الذي جاوز الثمانين عاما وأقروا كل ما جاء به من عند المرشد العام حسن البنا ورغم انتشار خبر الثورة قبل إعلانها الا انها نفذت وعند ان رفض الشهيد علي ناصر القردعي تنفيذ قتل الامام يحي الا بفتوى شرعية لم يتوانا الفضيل الورتلاني ان افتاه بقتل الامام يحيى وقامت ثوة الاخوان المسلمون على الامام في 17فبراير عام 1948 وتم قتل الامام في سيارة نقل في منطقة حزيز جنوب شرق صنعاء وقتل في حضنه أحد أحفاده طفلا صغيرا . وما اختيار حزب الإصلاح اليمني لتاريخ يوم 12 فبراير للثورة على عفاش في 2011 التي اختطفوها من الثوار الحقيقيين من الطلبة والمثقفين والمسحوقين الا تيمنا بثورتهم الفاشلة في 17 فبراير 1948م. وهكذا تاريخ الاخوان مليء بإصدار الفتاوى بالقتل بكل سهولة فقتل الامام العجوز الطاعن في السن مع رئيس وزراءه الطاعن بالسن ايضا وخادمه وحفيده طفل وذلك في طريق حزيز واعلنت الثورة التي لم تدم سوى 26 يوما واستطاع الفضيل الورتلاني الهرب مع الزبيري وعلي الوزير . وظلوا في البحر في احدى السفن تتقاذفهم الامواج لمدة شهرين لم تستقبلهم اي دولة بعد ان اعلن الامام احمد استعادة العرش ومرض علي الوزير في السفينة مرضا شديدا فأنزله الزبيري تهريب بأحد الغابات في باكستان ومات هناك وبقي الزبيري في باكستان الى ان قامة الثورة المصرية في 1952م وعاد اليمن بعد الإنقلاب العسكري على الامام احمد 26سبتمبر 1962م وقتل في برط 1965م راكبار على حكاد يقوده عبدالمجيد الزنداني وهرب قاتليه الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر من سجنه الخاص بعد أيام من إلقاء القبض عليهم وقت الحادثة . وأما الفضيل الورتلاني فقد بقي مدة طويلة من ميناء الى ميناء حتى نزل في بيروت بصفة ضابط لبناني وهو الحاوي القادر على التلون والتنكر ومات هناك . ومع ان حسن البنا مؤسس حركة جماعة الاخوان المسلمين في العام 1928 لا ينفك يقول لجماعته عليكم باليمن فهو البلد الذي منه تقوم دولتكم المنشودة حسب زعمه وما حزب الإصلاح اليمني اليوم الا امتداد لوصايا حسن البنا وللتنظيم العالمي للاخوان المسلمين فهم ينهلون من مدرسة واحدة ومن ثقافة واحدة وان تعددت الاسماء والمسميات للتستر كعادتهم وفتاويهم في تكفير الجنوبيين على يد أحد شيوخهم عبدالوهاب الديلمي وتحريضات عبدالمجيد الزنداني في معسكرات الجيش اليمني للتحريض على الجنوبيين الكفرة الشيوعيين لا يزال دويها يصم آذان الجنوبيين , ومن آخر تجليات إخوان اليمن المجاس الأهلي الحضرمي (واجهة القاعدة السياسية والإدارية) وهيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر (الحسبة) المزعومة التابعة للقاعدة في المكلا اليوم الا امتداد لهيئة للاخوان المسلمين التي أسست في صنعاء في 1942 وما هيئة الزنداني التي حاول أقامتها في صنعاء قبل عدة سنوات ورفضها المجتمع اليمني الشمالي الا امتداد لهذا السرطان الذي نسال الله ان يكفي البلاد والعباد شره وبلواه .