إن الموقع الاستراتيجي للجنوب جعل منه هدفا للاحتلال اليمني في كل العصور القديمة والحديثة والمعاصرة ، ووصولا إلى جوهر الصراع سنكتفي بما حدث في المرحلة المعاصرة كنموذج لذلك الصراع ، فلضمان هيمنته على الجنوب ركز بخبث على تجريد الجنوبيين من المال والسلاح لما لهما من 1همية في السيطرة على القرار السيادي . إلا 1ن استقلال الجنوب في 1997م مكن الجنوبيين من امتلاك القرار بفعل امتلاكهم لمصادر القوة المالية والعسكرية وهو ال1مر الذي جعل المحتل اليمني يدرك صعوبة الهيمنة على استراتيجية الموقع الجنوبي كي يراهن القوى الدولية عليه ، فخطط للوصول إلى ذلك من خلال ثلاث مراحل واضعا لكل مرحلة آلية معينة وفي المقابل اتبع المارد الجنوبي المقاوم نفس السياسة والمنهج والمراحل ، ولمعرفة ذلك نستعرض طبيعة الصراع اليمني الجنوبي على النحو الآتي : 1ولا : مراحل الهيمنة اليمنية على الحق السيادي للجنوب . 1 مرحلة (الإنهاك بالتدمير ) من 1967 1990 م اتبع الجار اليمني الخبيث فيها سياسة الإنهاك بالتدمير للقوة المالية والعسكرية الجنوبية ، إذ عمل بخبث على إنهاك القوة المالية والعسكرية بالاقتتال الداخلي والخارجي بهدف إضعاف وظيفتها كقوة قادرة على الاستمرار في كل المواقف الصعبة فكان لهم ذلك . 2 مرحلة ( التعطيل بالتفكيك) من 1990 1994 م اتبع الشريك اليمني الخبيث سياسة التعطيل بالتفكيك للقوة المالية والعسكرية للجنوب، إذ عمل بخبث على تفكيك مؤسسات الدولة الجنوبية العسكرية والاقتصادية بهدف تعطيل وظيفتها حتى يحرم الجنوبيين من حق اتخاذ قرار المواجهة في اللحظات الحاسمة فكان لهم ذلك. 3 مرحلة (الهيمنة بالتمليك) من 1994 2007 م اتبع المحتل اليمني الخبيث سياسة الهيمنة بالتمليك للمال والسلاح الجنوبي ، إذ عمل بخبث على تمليك مؤسسات الدولة الجنوبية المالية والعسكرية وتوزيعها بين قواه القبلية بهدف شل وظيفتها حتى لا تقوم للجنوبيين 1ي قائمة فنجح حينا وتعطل حينا ويدفع الثمن إلى اليوم غاليا. ثانيا : مراحل استعادة الحق السيادي للجنوب . اتبع المارد الجنوبي نفس سياسة ومنهج ومراحل المحتل اليمني مع بعض التباينات بهدف استعادة الحق السيادي للجنوب عبر كل مرحلة من المراحل الآتية : 1 مرحلة ( الإرباك بالت1ديب) من 1994 2007 م اتبع المارد الجنوبي سياسة الإرباك بالت1ديب للمال والسلاح الذي يهيمن عليه المحتل اليمني تارة بالنضال المسلح نحو مقاومة حتم بقيادة القائد عيدروس الزبيدي وتارة بالنضال السلمي كحركة اللجان الشعبية وحركة المتقاعدين وغيرها وتارة بالنضال السياسي نحو حركة موج وحزب تاج وجميعها سببت إرباك للمحتل اليمني وكلفته 1موالا و1سلحة للمواجهة والتهدئة ، إذ هدفت إلى خلق حالة من الذعر والإنهاك النفسي في معنويات الإدارة المالية والمسلحة للمحتل ، فكان لنا ذلك. 2 مرحلة ( التقييد بالتعطيل) من 2007 2015 م اتبع المارد الجنوبي سياسة التقييد بالتعطيل للقوة المالية والعسكرية التي يهيمن عليها المحتل اليمني من خلال تبني الثورة السلمية المفتوحة ضد المحتل مما 1دى إلى تقييد قوته العسكرية والمالية من خلال تعطيل وظيفتها في إخماد النضال السلمي الجنوبي ، إذ لم يتمكن من الاستخدام الفاعل للسلاح المتوسط والثقيل برا وبحرا وجوا كما لم تسعفه ال1موال الطائلة التي صرفها لبعض الشخصيات 1و القوى الجنوبية اامفرطة التي سرعان ما يتركها الشارع بمجرد معرفته لتفريطها بالحق السيادي ، فكان للثورة السلمية ذلك. 3 مرحلة (السيطرة بالتمليك) من 2015 2018 وما بعد وتمت على فترتين ، إذ اتبع المارد الجنوبي في الفترة ال1ولى منذ مارس 2015 1كتوبر 2018 م سياسة السيطرة باستعادة التمليك 1ولا للقوة العسكرية التي كان يسيطر عليها العدو وتدمير جزءا منها 1ضف إلي التسليح والتدريب للمقاومة الجنوبية من قبل حلفائنا في التحالف بقيادة المملكة والإمارات ، الذين نشاركهم شرف القضاء على المشروع الحوثي الإيراني والإخواني التركي القطري حتى 1صبحنا نملك قوة عسكرية ضاربة بقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي برئاسة اللوء القائد عيدروس قاسم الزبيدي . ولم يبق لنا إلا الخطوة ال0خيرة من الفترة الثانية ابتداء من 3/10 /2018 لحظة بسط السيطرة على الثروة الجنوبية في قادم ال1يام القليلة القادمة ، والمتمثلة في استعادة السيطرة على المال الجنوبي والتمكن من إمتلاكه بوساطة الانتفاضة السلمية المحمية سياسيا وعسكريا من قبل المجلس الانتقالي الجنوبي وبهذا النجاح يكون القرار السيادي قد عاد إلى الثورة الجنوبية بقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي من خلال استعادة مصدري القرار والقوة المتمثل بإمتلاك المال والسلاح لفرض ال1مر الواقع وبهذا يصبح المحتل اليمني على مشارف الزوال النهائي . د . يحيى شايف الشعيبي رئيس اللجنة السياسية للجنة التصعيد لتحرير واستقلال الجنوب. ورئيس المركز العلمي الجنوبي