عنتريات ماقبل الشروع في معالجة الملف اليمني في ضوء تفاهمات بكين، هو سمة هذا الأسبوع في الخطاب التصعيدي لقادة سلطة صنعاء، محمد علي الحوثي يتحدث بما يشبه الفكاهة وإستغفال الشارع اليمني عن قرار الحوثي المستقل ، وأن صنعاء هي من تقرر الحل والحرب وليست طهران. في السياق عبدالملك لم يغير من لغته الخشبية ، في وضع شروطه المسبقة للإنخراط في مفاوضات الحل النهائي ،بإنهاء الحصار والحرب والتعويض والإنسحاب وتسليمه الثروات ،كشروط أساسية غير قابلة للتجزئة ،للبدء في حلحلة الملف اليمني وإستشراف ممكنات إنهاء الحرب. وفي ذات اللغة المنفصلة يندرج حديث محمد عبدالسلام والمشاط وماكينة الحوثي الدعائية. الواقع ليس كذلك قطعاً ، في اليمن لا قرار مستقل بيد كل البنادق المتحاربة وأطراف الصراع، وأن الحرب والسلم ورسم صورة الدولة القادمة بيد الفاعلين الإقليميين ، حيث الحرب هي حرب مصالح الآخرين، وأن الجميع ليس سيد قراره في الموافقه والممانعة ونسف جهود التسوية. السعودية وإيران ومن خلفهما صناع القرار الدولي، قد أقروا خارطة طريق وأن مايجري الآن على صعيد تنشيط دورة العنف من قبل الحوثي، هو لتحسين وضعه في تقاسم الحصص، وحصة مموله أثناء تقسيم اليمن كغنيمة حرب ، بعد صمت المدافع والإنفتاح على دبلوماسية التسوية، وأن التمدد بإتجاه منابع النفط والغاز ، يأتي لحسم موضوعة تم الإتفاق عليها بين العاصمتين الرياضوطهران ، لتحقيق هدف مزدوج سحب البساط من الفاعل السياسي جنوباً ، بتضييق حجم اوراق الضغط التي يمتلكها بحرمانه من سيطرته على الأرض ، وتهيئته للتسوية بشروط الإقليم لا بشروطه. والهدف الآخر المزيد من تمكين الحوثي بالتمدد جنوباً ، يعزز خيار الحل المتوافق عليه ، أي حل مسرحه كل الخارطة اليمنية ، ونتيجته النهائية وحدة الأراضي اليمنية غير منقوص منها الجنوب ، وشطب فكرة فك الإرتباط من خطاب التفاوض. هذا التصعيد الذي تشهده حريب وشبوه ، لا يعني أن الحوثي يمتلك كامل الاستقلالية والسيادة على قراره ، بل هو مُخرج من مُخرجات إتفاق بكين ببنوده السرية غير المعلنة، حيث التصعيد لم يقابل بالإدانة أو الدعوة بوقف تداعياته من قبل الموقعين عليه ، بل تزامن مع تكثيف لقاءات البلدين ، وحضور دبلوماسية المملكة لعيد النيروز في سفارة طهران في طاجكستان ، وتصريح السعودية عن لقاء بين وزيري خارجية البلدين هذا الشهر ، وكأن ما يحدث من الحوثي عسكرياً الآن ، ليس خروجاً عن نص الإنفراج -وهو كذلك-وليس ضد التوافق ، بل هو يأتي ضمن السياق المرسوم له ، وفي قلب قادم التسوية . خالد سلمان