لا يمكن لعقل عاقل أو من لديه ذرة من شرف أن يستوعب ما سأقوله آسفا..بل ربما اتهمني بالافتراء والتلفيق وقد يقول قائل: إن الله أمر بالستر ولو التزمتم الصمت كان أفضل للجميع.. لكن ماحدث لم يكن في الخفاء أوتحت ستار الليل بل كان جهارا نهارا ونزولا عند رغبات البعض وحقهم في معرفة ماحدث وهم من أبنا بيحان في الداخل والخارج وجدت أنه لامناص من قول الحقيقة مستشهدا الله على ما أقول .. وبراءة للذمة فالساكت عن الحق شيطان أخرس وما حدث في يوم الثاني عشر من فبراير للعام 2015م كان يوما أسودا بكل ماتعنيه الكلمة من معنى انتهكت فيه الحقوق الخاصة والعامة على حد سواء لم يسلم من شرهم لا الأحياء ولا الأموات إنها لعنة التاريخ ف"إذا أراد الله بقوم سوءا فلامرد له"وهي خطيئة تضاف إلى سجلاتهم الملطخة بالسواد.. قرآئي وأحبابي ..ورب الكعبة المشرفة لا أقول ما أقوله تجنيا على أحد ولا حقدا على طائفة أو شريحة أوغلا على فلان أو علان لكنني أتحدث بلسان حال كل الشرفاء من أبناء بيحان الذين تواصلوا معي بالأمس عبر شبكات التواصل الاجتماعي أو اللقاءات المباشرة ومن كل الطبقات وشعرت والله بآلآمهم وهم يشاهدون مالاطاقة للعقل بتصديقه لولا أنه واقع يرونه ماثلا أمام أعينهم كل شيء ذهب أدراج الرياح لا يهم لكن معه ذهبت النخوة والمروءة والشهامة التي عرف بها أجدادنا أستبيحت الأرض وانتهكت كرامة الإنسان وفتحنا أرضنا ليسرح ويمرح فيها من لاخلاق له ماذا بعد أن يداس بالأقدام على جثث الموتى وأن تفتش جيوبهم وأن تسحب الفرش من تحتهم ..قد تؤخذ دبابة فتمر أمام الناس لآل فلان أو علان وتحت غطاء أنصار الشريعة قبلناه وإن كان مريرا ويمجه الذوق السليم لكن أن تفتش جثة هامدة لتنهب ما بحوزتها ويداس عليها بالأقدام ليلحق بالغنائم والفيد الحرام غير مقبول البتة ثم ماذا لو علمتم أنه وبعد الاعتداء على مبنى أمن بيحان وبعد أن أخذ منه كل شيء ولم يبق فيه إلا المسجد الذي يرتاده عشرات المصلين من داخل الأمن ومن خارجه يتم الاعتداء عليه وتجريده من كل مايحتويه عدا الجدران الأسمنتيه حتى المكيفات التي أخذت أمام الجميع ولم يحرك أحد ساكنا.. يالله إين ذهب إسلامكم؟! أين تركتم ضمائركم؟! متى ماتت قيمكم وأعرافكم؟! فعظم الله أجرنا وأحسن عزاء أبناء بيحان الشرفاء والشرفاء فقط فيكم وهم قلة لاحول لهم ولاقوة .. والله إن أحد الأصدقاء من أبناء المديريات المجاورة كتب لي حرفيا هذه العبارة بعد أن أرسل إلي مجموعة من صور نهب المعسكر يقول فيها" عار عليكم هذه الصور" ماذا لو علم أننا سحبنا الفرش من تحت جثث الأموات وفتشنا جيوبهم وقمنا بالاعتداء على ممتلكات المساجد وتركنا الجنود تنزف جراحاتهم وهم يمشون على قارعة الطريق حفاة وسيارات تمشي الخط العام مسرعة لتلحق الفيد الحرام الذي ستنبت عليه أجسام وعقول أبناؤنا الأبرياء .. ونسينا في خضم ذلك أن هؤلاء الجنود كانوا يقومون بواجبهم الوطني فتخلينا تجاههم عن واجبنا الإنساني أو على أضعف الإيمان أنهم ضيوف علينا ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ..لقد اندثرت إنسانيتنا وبكت على طريق غوايتنا الكرامة والنخوة ..لقد كان مصابنا جلل أيها القراء الأفاضل هضم وإفلاس ويأس هذا فضلا عن ما منينا به من أناس بتنا نخاف أن يعمنا بهم سوط عذاب.. إن المشهد محزنا كئيبا وإن بطن الأرض اليوم هو خير لنا من ظهرها العار على الجبناء والعزة والسؤدد لبلدنا وأرضناء ولا نامت أعين الجبناء والمنافقين وتجار الموت.