اعتبرت وسائل إعلام مقربة من الحرس الثوري الإيراني أن سيطرة جماعة أنصار الله الحوثيين أنهى آمال الرئيس حسن روحاني في تحسين مستوى العلاقات مع السعودية، مشيرة إلى أن وفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز ومجيء الملك سلمان كان عاملا ثانيا أيضا في عدم تحسين العلاقات. وأشار موقع "شفاف" الإلكتروني في تقرير له، إلى أن عهد الملك سلمان سوف يشهد صعودا متزايدا للتيار السلفي لمواجهة الشيعة وإيران، ومن أهم الأماكن التي من الأرجح أن تتحرك صوبها السعودية هي اليمنوسوريا والعراق ولبنان، حيث إن لدى إيران تواجدا وانتشارا في هذه البلدان العربية. وأضاف التقرير أن "إيران والسعودية وتركيا، اليوم، دول تمثل أكبر قوة إقليمية تتحكم في مفاصل الشرق الأوسط، وإن أيديولوجيا هذه الدول متفاوتة مع بعضها، وفي الكثير من الأحيان تواجه تعارضا كبيرا وصداما فيما بينها في المنطقة". ولفت التقرير إلى أن موقف السديريين المتشدد في نظام الحكم السعودي تجاه إيران، ومجيء الملك سلمان، سوف يسهم في تصعيد جديد بين السعودية وإيران في المنطقة، حيث تتصاعد وتيرة الخلافات بين البلدين في ضوء التحولات السياسية في كل من سوريا والعراق ولبنان واليمن. ووصف التقرير المرحلة القادمة للعلاقات بين البلدين بالساخنة، التي ستشهد تشنجات على أكثر من صعيد، مبينا أن تاريخ الصراع السعودي — الإيراني والعلاقات بين البلدين يؤكد فرضية المواجهة بين الرياضوطهران في الفترة المقبلة. وشدد التقرير على أن الأزمة السورية تمثل أكبر قضية معقدة ومطروحة بين البلدين، بسبب النزاع الإيراني السعودي في سوريا، مضيفا أن "الأحداث في سوريا شجعت السعودية على التدخل لدعم المعارضة المسلحة، لإضعاف إيران وحلفائها في سوريا". وتطرق التقرير إلى أن تعيين محمد بن نايف وليا لولي العهد، يشكل تحديا آخر في تحسين العلاقات بين طهرانوالرياض، وقال "من المعروف أن بن نايف لديه علاقات واسعة مع الجماعات الإسلامية في المنطقة، بسبب المناصب الأمنية التي تقلّدها في السعودية، وهذه المعرفة والارتباط مع هذه الجماعات سوف تزيد حدة الخشونة في تعامل الرياض مع طهران، بسبب دعم بن نايف للجماعات الإسلامية المناهضة لإيران في المنطقة، وخصوصا في سوريا، وسوف ترفع السعودية سقف مطالبها، ولن تقتنع فقط بإسقاط بشار الأسد، بل تسعى لتحجيم النفود الإيراني". وتدعم طهران بدورها جماعات وأحزاب في المنطقة تعمل على تكريس النفوذ الإيراني.